العالم أغلق حدوده في وجه الصينيين والآن جاء دورهم.. بكين تمنع دخول الأجانب إلى أراضيها

2020-03-27

بعدما صدَّرت الصين فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) للعالم، كونها البقعة الأولى التي ظهر فيها الفيروس وانتشر على أراضيها قبل أسابيع من انتشاره في أغلب دول العالم، يبدو أن الصين تعتزم إغلاق بلادها في وجه القادمين من دول العالم لوقف فرصة تفشي الفيروس على أراضيها من جديد، بعد إعلان بكين الرسمي سيطرتها على انتشار الوباء، وعودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي في بؤرة انطلاقه بمقاطعة خوبي ومناطق أخرى.

إذ ستمنع الصين مؤقتاً دخول جميع الأجانب تقريباً وستُخفِّض عدد الرحلات الجوية إليها بنسبة كبيرة، اعتباراً من الجمعة 27 مارس/آذار، وذلك بعد الكشف عن أول حالة إصابة بالفيروس داخل الصين منذ ثلاثة أيام، إلى جانب 54 حالة إصابة قادمة من الخارج. في خطوة  قوبلت بتأييد داخل الصين.

ممنوع الدخول إلى الصين: قرار الحظر الجديد سيُطبق على حاملي تأشيرات الدخول السارية أو تصريحات الإقامة، ويعتبر بمثابة إغلاق الحدود الصينية، مما أثار انتقادات ضد بكين نظراً لأنها استنكرت سابقاً قرارات مشابهة من الدول الأخرى. وفي ذلك الوقت، نصحت منظمة الصحة العالمية الدول بعدم غلق حدودها أمام المسافرين الصينيين.

من جانبها، أعلنت إدارة الطيران المدني الصينية، في وقت متأخر من يوم الخميس 26 مارس/آذار، تعليق 90% من الرحلات الدولية. وسيُخفَّض عدد الركاب القادمين إلى الصين يومياً من 25000 شخص إلى 5000 شخص.

كذلك أمرت الصين شركات الطيران المحلية بالحفاظ على مسار واحد فقط لكل دولة، ومرة واحدة في الأسبوع، اعتباراً من 29 مارس/آذار، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.

كيف يُنظر إلى الإجراءات؟ هذه الإجراءات الجديدة يرى البعض أنها غير مبررة بالنظر إلى أنَّ جميع المسافرين إلى الصين يخضعون لفحص دقيق بالفعل، فضلاً عن أن العديد من حاملي الفيروس الوافدين إليها هم مواطنون صينيون، كما صرح نائب وزير الخارجية، لوه تشاو هوي، بأنَّ 90% من حالات الإصابة القادمة من الخارج هي لحاملي جوازات سفر صينية.

ماذا عن العلاقات مع واشنطن؟ كما يمكن أن يتسبب الحظر المؤقت على دخول الأجانب في مزيد من تأجيج العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن، في الوقت الذي تتبادلان فيه الإهانات حول من تُلام منهما على تفشي الفيروس الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019، قبل أن ينتشر في أنحاء العالم، وبعدما أطلق الرئيس الأمريكي على فيروس كورونا المستجد عدة مرات “الفيروس الصيني” ما أثار استهجان بكين.

في وقتٍ تأخذ فيه العلاقات بين البلدين مساراً آخر إيجابياً فيما يخص أزمة الوباء، إذ امتدح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين، الجمعة 27 مارس/آذار، وقال إنه بحث هاتفياً مستجدات كورونا “على نطاق واسع” مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وإن بكين تصرفت بطريقة منفتحة وشفافة بشأن الوباء.

فيما أعلنت الصين عن استعدادها لمساعدة أمريكا وتعزيز التعاون معها بشأن الفيروس، وأعرب الرئيس الصيني أيضاً عن أمله في أن تتخذ الولايات المتحدة “إجراءات فعالة” لحماية أرواح المواطنين الصينيين في الولايات المتحدة، واصفاً الوباء بأنه “عدو مشترك للبشرية”، وذلك عقب ساعات من تصدر الولايات المتحدة دول العالم في إصابات الفيروس بأكثر من 85 ألف حالة إصابة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي