الوضوء سبب رئيسي للنظافة الشخصية وعدم انتشار الأمراض

استطلاعٌ قديم: 42% من الأوروبيين لا يغسلون أيديهم بعد قضاء الحاجة.. والبوسنة الأنظف

2020-03-26

منذ تفشيه في معظم دول العالم، أثار فيروس كورونا حالة طوارئ دولية لم يسبق لها مثيل منذ عقود؛ فأطلقت منظمة الصحة العالمية إرشادات حول طرق الوقاية من الفيروس، تبعتها جملةٌ من التعليمات الصارمة حول ضرورة غسل اليدين لتجنب خطر الإصابة.

المتتبِّع لتعليمات منظمات الصحة المختلفة حول أفضل طرق الوقاية يلمس أهمية غسل اليدين بالماء والصابون، فهو الأمر الذي أولاه الأطباء والمختصون عنايةً خاصة. لكن في المقابل، كيف انتشر هذا الفيروس في أوروبا المتحضرة بهذه الشراسة إذا كان غسل اليدين يقلل من نسب الإصابة؟

من الصعب اختزال أسباب تفشي فيروس كورونا المستجد في نظافة اليدين، لكن العودة إلى دراسة نُشرت في العام 2015، من شأنها تسليط الضوء على أحد الأسباب المحتملة للانتشار السريع للمرض في القارة العجوز.

استطلاعٌ أجراه معهد “غالوب” في 2015، كشف أن نسباً مرعبة من الأوروبيين لا يغسلون أيديهم بالماء بعد الخروج من المرحاض! ناهيك عن أن معظم مواطني دول أوروبا الغربية تحديداً لا يستخدمون الماء في تنظيف أنفسهم بعد قضاء الحاجة، ويكتفون بالمسح بورق التواليت، شأنهم شأن معظم سكان أمريكا الشمالية.

هولندا وإيطاليا وإسبانيا الأقل نظافةً
بحسب الاستطلاع، فإن أكثر دول أوروبا تجنباً للماء والصابون كانت هولندا، إذ إن أكثر من 50% ممن شملهم الاستطلاع ذكروا أنهم لا يستخدمون الماء والصابون عقب خروجهم من المرحاض.

أما إيطاليا -التي تعد أكبر بؤرة لانتشار فيروس كورونا حالياً- فقالت نسبة 43% من مواطنيها الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يغسلون أيديهم بالماء بعد دخول الحمام، وهو ما قد يفسر -ربما- سرعة انتشار المرض في إيطاليا.

بكل تأكيد لا يمكننا القول إن عدم غسل اليدين بالماء والصابون هو سببٌ رئيسي لتفشي فيروس كورونا بهذا الشكل المرعب، لأن ثمة عوامل أخرى مؤثرة، إلا أن النظافة عامةً، وغسل اليدين تحديداً هما سببان لا يمكن إغفالهما في انتشار المرض.

إسبانيا أيضاً كان لها نصيب من الاستطلاع الذي أجراه معهد “غالوب” في العام 2015، إذ أقر أكثر من 40% من المُستطلَعين أنهم لا يستخدمون الماء والصابون بعد قضاء حاجتهم.

وقد بدا جلياً أن إسبانيا كانت من أعلى الدول التي سجلت معدلات إصابة بالفيروس الخطير، فحسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، فإن المرضى فيها يموتون في غرف الانتظار قبل أن يتمكنوا حتى من الوصول إلى الطاقم الطبي المختص بالتعامل مع مرضى وباء كورونا العالمي.

وسجلت إسبانيا حتى تاريخ 25 /03/ 2020 ما يقرب من 738 حالة وفاة، بسبب فيروس كورونا المستجد، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات في عموم البلاد إلى 3 آلاف و434 حالة.

أوضحت وزارة الصحة الإسبانية أن عدد المصابين بالفيروس ارتفع إلى 47 ألفاً و610 حالات، لتحتل البلاد المركز الثاني عالمياً خلف إيطاليا، وأمام الصين التي خرج منها المرض.

بريطانيا وألمانيا أفضل حالاً من دول الجنوب، نسب البريطانيين الذين يغسلون أيديهم بعد الخروج من الحمّام بلغت 75%، الأمر الذي جعل بريطانيا إحدى أكثر دول غرب أوروبا نظافةً بعد ألمانيا (78%).

وعلى صعيد كورونا، فقد سجلت المملكة حالات إصابة وصلت إلى 9529 حتى 25/ 03/ 2020، ولمواجهة الأزمة، أعلنت الحكومة البريطانية إنشاء مستشفى ميداني يحتوي على 4000 سرير في مركز للمؤتمرات في لندن.

البوسنة وتركيا.. أنظف مواطني أوروبا
في المقابل، أظهر الاستطلاع الذي أُجري في العالم 2015، أن مواطني البوسنة والهرسك هم أكثر شعوب أوروبا نظافةً؛ إذ بلغت نسبة من يستخدمون الماء والصابون في غسل أيديهم بعد استخدام الحمام 96%، وأتت كوسوفو في المركز الثاني بـ94%.

أما المركز الثالث أوروبياً فقد ذهب إلى تركيا، التي قال 85% من مواطنيها الذين شاركوا في استطلاع “غالوب” إنهم يغسلون أيديهم بالماء والصابون.

التقرير الصادر في العام 2015، لفت إلى أن الوضوء قد يكون عاملاً مهماً في اهتمام مواطني البوسنة والهرسك وتركيا بنظافتهم الشخصية، إذ تبلغ نسبة المسلمين في الأولى نحو 50% من تعداد السكان البالغ 3.5 مليون نسمة، فيما تتجاوز نسبة المسلمين في تركيا 90% من تعداد سكانها، البالغ 83 مليون نسمة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي