مأساة عفرين نموذجاً لخلخة حلم الأكراد

2020-03-17

بعد إصدار كتابه «روج آفا... خديعة الأسد الكبرى»، قبل سنتين، الذي ناقش المتغيرات العسكرية والسياسية في المنطقة الكُردية السورية، خلال 6 سنوات الثورة السورية، يعود الكاتب الحقوقي السوري حسين جلبي، إلى القضية الكردية، وإلى المنطقة، عبر كتاب آخر عنوانه «عفرين... مدينة الزيتون بين إعصارين»، ليستكمل نقده لفصيل تسبب في إخراج الأكراد من مجمل سياق الحراك السوري، بحجة «الحيادية بين الأسد والمعارضة»، ليجد سكان المنطقة أنفسهم وقوداً في أتون صراع أكبر تخوضه قوى محلية وإقليمية ودولية على أرضها.

ما بين الأعوام 2014 - 2018 تعرضت كوباني في الشمال السوري على الحدود مع تركيا، لهجوم كاسح من تنظيم «داعش»، ليليه، بعد أربع سنوات، هجوم شامل من الجيش التركي على مدينة عفرين شمال حلب، وتسببت كلا الحادثتين في تدمير مدينة كوباني وهجرة نحو نصف سكانها، واحتلال عفرين الذي أدى إلى تهجير نسبة كبيرة من سكانها وتوطين آخرين مكانهم. ويحيل الكاتب النتائج إلى استيلاء «حزب العمال الكردستاني» (بنسخته السورية «حزب الاتحاد الديمقراطي»)، على قرار الأكراد، ليصبح الحزب مطلوباً للعب أدوار مختلفة على أكثر من جبهة. وهنا ينتقد الكاتب تغييب القضية القومية والوطنية في مقابل تحقيق بعض المصالح الحزبية، واستنزاف الموارد البشرية للأكراد، وإصابة المناطق الكردية السورية بتغييرات عميقة، بعد التجنيد القسري وتدمير التعليم، وتهجير السكان، خصوصاً الفئات الشابة.

يبحث الكتاب أسباب ونتائج سقوط عفرين وانعكاسات ذلك على «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وعلى وضع الأكراد عموماً في مناطقهم الأخرى. كما يبحث في يوميات سكان المدينة بعد سقوطها واستباحتها منذ دخول الفصائل المسلحة الموالية لتركيا. ويختتم الكتاب في أحوال مهجري عفرين الذين أخرجهم الحزب معه ليلة انسحابه من المدينة، وقام بإسكانهم في معسكرات مغلقة في منطقة الشهباء في الريف الحلبي الخاضع لسيطرة نظام الأسد، وعمليات القمع والاستغلال التي تعرضوا لها على يد مسلحي الحزب والميليشيات الموالية للنظام.

ويقول الكاتب، في مقدمته، إنه لم يتفاجأ مما انتهى به الحال في عفرين «بعد أن تمت خلخلة الوضع الكردي عموماً منذ بداية الثورة السورية التي وجد فيها أكراد سوريا، أملاً، بعد عقود من القمع الحكومي ومحاولات الصهر، حتى قطع عليهم حزب العمال الكردستاني الطريق مبكراً، وحشرهم عنوة في نفقه الآيديولوجي الذي حفره لهم نظام الأسد باتجاه واحد هو تركيا».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي