طقوس الحداد لدى قردة البابون عند موت صغارها

2020-03-16

لاحظ باحثون أن قردة الرباح -المعروفة أيضا باسم "البابون"- تتنقل حاملة صغارها الميتة وتنظف أفواهها كرد فعل واضح للتعبير عن الخسارة.

وفي تقريرها الذي نشرته مجلة "نيوزويك" الأميركية، قالت الكاتبة هانا أوسبورن إنه أثناء دراسة قردة "رباح شاكما" الناميبية لمدة 13 عاما في البرية، وثق فريق البحث سلوك هذه الفصيلة بعد وفاة 12 صغيرا، ووجدوا أن لها ممارسات محددة خاصة بوفاة صغارها.

حداد الأمهات ومجتمع البابون

تعرف الرئيسيات مثل القرود والشمبانزي بإجراء طقوس معينة بعد وفاة أحد أعضاء المجموعة. وقد توصلت دراسة نشرت العام الماضي إلى أن القردة والشمبانزي تعي الطقوس المرتبطة بالوفاة والحزن.

وفي الوقت الراهن، وسع باحثون من كلية لندن الجامعية بقيادة أليشيا كارتر فهمنا لطقوس الوفاة الخاصة بالرئيسيات. وفي دراستهم التي نشرتها دورية "رويال سوسايتي أوبن ساينس"، وثق الفريق 12 حالة وفاة لصغار القردة، بما في ذلك إجهاض واحد ومولودان ميتان.

وذكرت الكاتبة أن استجابات الأمهات والمجموعة سجلت بشكل أكثر تفصيلا، بما في ذلك عمر الأم وحالتها وسبب الوفاة، وكيف وقع التعامل مع الجثة بعد ذلك، ومن طرف من. وكما هو الحال مع أنواع الرئيسيات الأخرى، شوهدت الأمهات وهن يتنقلن حاملات جثث صغارهن لفترة ما بعد الموت، واستمر ذلك بين ساعة واحدة إلى 10 أيام.

كما نظفت الأمهات الجثث بشكل متكرر، وفي حالتين نظفت الأم فم الصغير الميت، علما بأن الأمهات لم تعامل صغارها على قيد الحياة بمثل هذا السلوك.

وللذكور دور

من جهتها، صرحت كارتر في حوارها مع "نيوزويك" بأن المفاجأة الأكبر أن مدة حمل الجثة لدى هذه القردة لا تتجاوز عشرة أيام، بينما كانت هذه المدة أطول لدى قرود العالم القديم.

وحيال هذا الشأن، قالت كارتر "يحمي أصدقاء الأمهات الذكور الجثة أيضا، وهو أمر نادر جدا، حتى لدى الفصائل التي ينتمي فيها الذكور عادة إلى نفس مجموعة الصغار".

وتضيف أن "قرود الرباح الذكور تعتني في الواقع قليلا بالصغار رغم نظام التزاوج المشوش الخاص بها، حيث يمكن للإناث تكوين صداقات مع الذكور، إذ غالبا ما يحمي هؤلاء الذكور الرضيع من التهديدات، أو يشاركونهم بقع الطعام خاصتهم".

لذا، تماما كما يبدو سلوك الأم بعد وفاة مولودها، يبدو أن بعض الذكور يواصلون توفير هذه الحماية أيضًا بعد وفاة المولود. وأشارت كارتر إلى عدم وجود دليل يفسر سبب تنظيف قردة الرباح فم الصغير الميت.

طقوس الموت لدى الرئيسيات

وأوضحت الكاتبة أن هذه الدراسة تقدم إضافة إلى مجموعة المؤلفات المتعلقة بدراسة ظواهر الموت لدى الرئيسيات.

علاوة على ذلك، تطالب هذه الدراسة المزيد من الباحثين بتقديم تقارير مفصلة حول كيفية تعامل الرئيسيات مع الموت، بحيث يمكن التعرف على المزيد من السلوكيات المحددة.

كما أوضحت كارتر أنها ستستمر في دراسة ظواهر الموت عند هذه الفصائل، مؤكدة "أريد حقا أن أفهم لماذا تحمل الرئيسيات صغارها الميتة، وماذا يمكن أن يخبرنا هذا السلوك عن تطور عقل الرئيسيات".

في سياق متصل، علق أندريه غونسالفيس من معهد بحوث الرئيسيات في جماعة كيوتو باليابان والذي لم يشارك في البحث، على النتائج التي خلصت إليها الدراسة وقال إن "مسألة احتمال وجود مفهوم للموت لدى الرئيسيات يشبه مفهوم البشر يعد أمرا مثيرا للتفكير، لكن يحتمل ألا تقع الإجابة عن هذه المسألة دون مساعدة من الدراسات التجريبية المصممة بعناية".

وقال غونسالفيس إنه عند نشر هذه الدراسة، ركز الباحثون على الحاجة إلى إجراء دراسات ميدانية طويلة الأجل حتى يتمكنوا من تحديد العوامل التي تؤثر على هذه السلوكيات.

وأضاف أن القيام بذلك "يمكن أن يطلعنا أيضا على أوجه التشابه المحتملة، ولكن أيضا على الاختلافات الملحوظة على مستوى الفصائل، وكذلك على مستوى المجتمعات المختلفة داخل نفس الفصيلة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي