لوموند: في إيران.. فوز مضمون للمحافظين

2020-02-21

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الإقبال المتدني على صناديق الاقتراع المتوقع خلال الانتخابات البرلمانية الجديدة (مجلس الشورى) التي تشهدها إيران اليوم الجمعة، من شأنه أن يصب في مصلحة المتشددين داخل النظام الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن بالنسبة لهذه الانتخابات التي تجري في سياق التوترات الداخلية والخارجية، فإن اللعبة السياسية المتوترة أصلا تم تشديدها أكثر حول المحافظين، مما أحبط جزءا من الناخبين الذين كانوا يعتقدون أن هناك إمكانية لتطوير النظام من الداخل نحو مزيد من الانفتاح.

وأوضحت لوموند أنه منذ عام 2019، استبعدت الهيئة التي تتولى دراسة طلبات الترشح آلاف الطامحين إلى دخول البرلمان (مجلس الشورى)، وأغلبهم من الإصلاحيين والمعتدلين، المرتبطين بحكومة الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي أعيد انتخابه بالاقتراع العام في عام 2017. فأمام التهديد الخارجي، لدى المرشد الأعلى علي خامنئي حتمية واحدة: “تنظيم الأمور، إذ لم يعد هناك مجال بالنسبة له لتقديم تنازلات للشعب”، وفق ما تنقل الصحيفة عن أحمد سلاماتيان، نائب وزير الخارجية الإيراني السابق.

وتابعت لوموند التوضيح أنه في حين أن طهران صوتت بأغلبية ساحقة في عام 2016 لصالح الإصلاحيين من خلال منح هذا المعسكر السياسي 30 مقعدا من أصل 290 التي يضمها مجلس الشورى، إلا أن بعض الدراسات تتنبأ هذه المرة بنسبة مشاركة أقل من 25%، وهو ما سيستفيد منه المحافظون، الذين يمكنهم الاعتماد على القاعدة الاجتماعية للنظام والتي ستؤكد عبر تصويتها من جديد ولاءها للجمهورية الإسلامية.

في المقابل، يعتمد الإصلاحيون والمعتدلون تاريخيا على الآمال التي يحملها الناخبون الذين يحبون التغيير. فقد تمكن الرئيس روحاني، الذي “شكله” النظام، من تجسيد آمال الانفتاح والتنمية الاقتصادية، في سياق المفاوضات النووية الإيرانية. وبفضل نجاحه الذي توج بتوقيع اتفاق في عام 2015، حصل على دعم قوي من هؤلاء الناخبين في عام 2016، مع فوز حلفائه في المجلس التشريعي.

ومع ذلك –توضح لوموند– أنه لم يعد هناك أمل! حيث مهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطريق للعودة إلى القوة والقمع، بانسحابه عام 2018 من الصفقة النووية. وقد راح مئات القتلى من المتظاهرين خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في نوفمبر 2019. يضاف إلى ذلك قسوة موقف المرشد الأعلى عقب تحطم طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بالخطأ، في مناخ متوتر في أعقاب اغتيال اللواء قاسم سليماني من قبل واشنطن.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي