أسعد فرزات: كيف يمكن لوجوهنا أن تعبر عن آلامنا؟

2020-02-13

منذ أن بدأت الثورة السورية عام 2011 بات الناجي السوري من أتونها يتنقل مهجرا بين بلدان الأرض وهو يحمل معاناته التي صنعت وجهه بعدما انتهكت واقعه، ومن هذا المنطلق جاء معرض "وجوهنا" للفنان التشكيلي أسعد فرزات في سويسرا كرسالة فنية ينقل عبرها الهم السوري المثقل على الوجوه عبر بورتريهات حملت خطوطا بسيطة دارى عمقها بعمق الحرب التي انتزعت منه أرضه وبلاده.

تبنت فكرة المعرض مؤسسة "إي إف للتعليم" (EF Education) التي تأسست عام 1965، والتي تصب اهتمامها على التبادل الثقافي وبرامج الشهادات الأكاديمية العليا، وتتبنى مواضيع ثقافية مميزة.

لعبت المؤسسة دورا مهما في انتشار أعمال فرزات وإيصال أفكار المعرض الإنسانية لأكثر من 70 ألف مشاهد عن طريق نشر الأعمال إلكترونيا حول العالم.

وقال فرزات إن المعرض "يتناول وجوهنا السوريين، إذ تحمل هذه الكلمة تفصيلا جديدا للألم، فما ألمنا إلا تضاريس أخرى على وجه هذا الكون، وهذا كان سببا رئيسا في اختيار هذا العنوان للمعرض".

وأضاف فرزات "بدأ مشروع الوجوه منذ زمن سبق الثورة السورية، كنت أبحث خلاله عن طريقة وتقنية تجريدية أصل عبرها إلى أقل عدد من الألوان والخطوط لتقديم بورتريه بطابع مختلف يحمل تعبيرا إنسانيا بشكل مختزل، ثم ما لبث هذا المشروع أن أخذ بالتطور تلقائيا، ولا سيما بعد كوارث القتل والتهجير التي تسللت إلى وجهي، وغدوت كباقي الوجوه السورية".

وعن تلك الوجوه، قال الفنان السوري إن "بعضها غادرنا، منها ما ابتلعها البحر، ومنها ما قضمت منها الشظايا الساخنة ملامح، وأخرى ما زالت تنتظر مصيرها المجهول، وجوه معلقة ما بين الموت والحياة، شخوص من لحم ودم تشوى أحاسيسها بتوحش مخيف"، على حد وصفه.

واختار فرزات اللون الأسود كلون عام يسيطر على أغلبية أعماله، وأرجع ذلك إلى أنه اللون المسيطر على أجساد من تفحموا، ورمز باشتقاقاته الرمادية إلى الرماد والمنازل، أما اللون الأحمر فهو ضوء يرمز إلى الدم الذي ضرجت به الأرض السورية خلال السنوات التسع الماضية.

ويضيف فرزات "لم تكن تهمني التقنية في الرسم بالقدر نفسه التي كانت تهمني به الفكرة، وكيفية إيصالها للمتلقي بأقل قدر من اللون".

ولفت إلى أن الكوارث الإنسانية تؤثر في عمق المشهد الثقافي لأي بلد، وهذا ما حصل في سوريا، فما كان من الشعراء والأدباء والفنانين إلا أن حاولوا إيصال هذه المأساة عبر أعمالهم في التشكيل أو الأدب أو السينما أو المسرح.

يذكر أن الفنان أسعد فرزات من مواليد حماة 1959، بدأ مسيرته الفنية في دمشق بعد أن تخرج في جامعتها عام 1986، وتميزت أعماله بالتعبيرية الحديثة، وشارك في العديد من المعارض الدولية والمحلية داخل سوريا وخارجها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي