شن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء4-2-2020، هجوما لاذعا على الحزب الديمقراطي إثر تأخر إعلان نتائج أول عملية اقتراع في الانتخابات التمهيدية، التي شهدتها ولاية أيوا مساء الاثنين.
وتم إرجاء إعلان نتائج اقتراع المجالس الانتخابية التي تعرف بـ"كوكس"، في أيوا بسبب ما وصفه الحزب الديمقراطي بوجود "تناقضات" في البيانات.
ووصفت وسائل إعلام أميركية ما تشهده ولاية أيوا، بالبداية المحرجة لعملية اختيار ممثل للحزب في السباق إلى البيت الأبيض.
وبعد ليلة من الارتباك وعدم اليقين، أعلن الحزب الديمقراطي في أيوا صباح الثلاثاء، أنه سيكشف نتائج الاقتراع في وقت لاحق عقب "التأكد يدويا من نتائج جميع الدوائر".
وقال الحزب الديمقراطي إن الخلل الذي شهده التطبيق الذي كان يفترض أن ينقل إلى الحزب تم إصلاحه.
وبعد ساعات على بدء التصويت في أيوا، لم يكن الحزب الديمقراطي قادرا على تحديد موعد لإعلان النتائج، فيما تحدث المنظمون عن "عدم تطابق" في جمع النتائج وقالوا إنهم يريدون التأكد من صدقية المعطيات.
وقال متحدث باسم الحزب إن "هذا ليس عملية قرصنة أو تدخل".
ترامب يعلق
وتعليقا على الإرباك في كوكس أيوا، شن ترامب هجوما على الحزب الديمقراطي، وقال في تغريدة الثلاثاء، إن "كوكس الديمقراطيين كارثة مطلقة. لا شيء يعمل، مثلما قادوا البلاد".
The Democrat Caucus is an unmitigated disaster. Nothing works, just like they ran the Country. Remember the 5 Billion Dollar Obamacare Website, that should have cost 2% of that. The only person that can claim a very big victory in Iowa last night is “Trump”.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 4, 2020
وقال في تغريدة أخرى "الخطأ ليس في أيوا، بل خطأ الديمقراطيين الذي لا يفعلون شيئا. طالما أنني رئيس، ستبقى أيوا حيث هي. تقليد مهم!".
It is not the fault of Iowa, it is the Do Nothing Democrats fault. As long as I am President, Iowa will stay where it is. Important tradition! https://t.co/bX3FLvua1C
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 4, 2020
وأضاف في تغريدة أخرى "متى يبدأ الديمقراطيون إلقاء اللوم على روسيا، روسيا، روسيا، بدل عدم كفاءتهم للتصويت الكارثي الذي حدث للتو في ولاية أيوا العظيمة؟".
When will the Democrats start blaming RUSSIA, RUSSIA, RUSSIA, instead of their own incompetence for the voting disaster that just happened in the Great State of Iowa?
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 4, 2020
وفاز ترامب في مجالس الناخبين الجمهوريين في أيوا، في إجراء شكلي. وقال في تغريدة "فوز كبير لنا في أيوا الليلة. شكرا!".
Big WIN for us in Iowa tonight. Thank you!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 4, 2020
ولم يمنع غياب النتائج الرسمية، مرشحين يطمحون في الفوز بترشيح حزبهم لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة المقررة قبل نهاية العام الجاري، من إعلان فوزهم في أيوا.
وألق هؤلاء كلمات أمام مؤيديهم وأنظارهم الآن تتحول نحو نيو هامشر التي ستكون المحطة الثانية للانتخابات التمهيدية، ويجري التصويت فيها في 11 فبراير.
شبكة NBC نيوز قالت إن الخاسر الوحيد حتى الآن في أيوا هو الحزب الديمقراطي، مضيفة أن الفشل التقني لكوكس آيوا الضخم، سيجعل تبرير الوضع الذي تحظى به أيوا كأول ولاية لها شرف افتتاح الانتخابات كل أربع سنوات، صعبا.
مرشحون يعلنون فوزهم ويصلون إلى نيو هامشر
وأعلن السناتور بيرني ساندرز الذي يمثل الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، تقدمه على بيت بوتيدجادج والمرشحين الآخرين.
وقال "عندما تعلن النتائج، أشعر أننا سنرى نجاحا جميلا جدا هنا في أيوا"، مؤكدا أن "هذا اليوم يشكل بداية نهاية دونالد ترامب".
وأعلن فريق حملة ساندرز (78 عاما) أنه نشر معطيات جزئية خاصة به تشمل حوالي 40 في المئة من مراكز التصويت "نظرا لعجز الحزب الديمقراطي في أيوا عن نشر النتائج" بسبب الخلل الفني.
وتفيد تلك الأرقام أن ساندرز حصل على 28.62 في المئة مقابل 25.71 في المئة للمعتدل بوتيدجادج و18.42 في المئة لإليزابيث وارن.
بوتيدجادج قال في خطاب حماسي "أيوا فاجأتِ البلاد"، وذهب في خطابه إلى حد إعلان نفسه "منتصرا".
وأضاف المرشح الشاب الذي يأمل في إحداث مفاجأة وتولي قيادة الجناح المعتدل في الحزب، "هذا المساء أصبح أمل لم يكن مرجحا، واقعا لا يمكن إنكاره".
ووجه فريق بايدن رسالة إلى المنظمين لطلب "توضيحات". وقال إن "التطبيق الذي كان يفترض أن ينقل إلى الحزب نتائج مجالس الناخبين لم يعمل، وكذلك نظام الاتصال الهاتفي للحالات الطارئة".
"نظام معقد"
يضاف إخفاق إعلان النتائج إلى نظام معقد أساسا يعتمد على نحو 1700 مجلس انتخابي يسمى "كوكوس"، وهي تجمعات لاختيار مرشحهم في دورتي تصويت في أجواء من الفوضى أحيانا.
وتفتتح أيوا الولاية الريفية الصغيرة التي تغطيها الثلوج في هذه الفترة من السنة، موسم الانتخابات التمهيدية منذ سبعينيات القرن الماضي.
وهي لا تقدم سوى عدد قليل من المندوبين الذين تتم دعوتهم في نهاية المطاف إلى اختيار المرشح للبيت الأبيض. لكن نتيجة جيدة أو أداء سيئا يمكن أن يغير مسار ترشيح ما.
وبمعزل عن الانقسامات في البرنامج بين الجناح اليساري وتيار أكثر اعتدالا، تأمل القاعدة الديمقراطية اختيار المرشح أو المرشحة القادر على إلحاق الهزيمة بالرئيس الجمهوري في انتخابات الثالث من نوفمبر المقبل. لكن لا يملكون جميعا رؤية واحدة للمرشح المثالي.