سم الكوبرا لعلاج الأمراض.. وداوها بالتي كانت هي الداء

2020-01-09

شخص يقبل أفعى كوبرا أثناء عرض حلل فريق من الباحثين الدوليين سموم أفعى الكوبرا التي تعيش في مناطق جنوب آسيا، معتمدين في ذلك على مجموعها الجيني، بهدف تطوير علاجات لأمراض مختلفة.

ويقول الباحثون إن نتائج هذا التحليل لن تساهم فقط في تطوير أجسام مضادة صناعية ضد سموم الأفاعي، بل أيضا في تطوير عقاقير ضد أمراض مختلفة.

ووفقا لفريق الباحثين تحت إشراف سوماسيكار سيشاجيري من شركة "جين تِك" الأميركية للتقنية الحيوية في ولاية كاليفورنيا، فإن عدد أنواع الأفاعي على مستوى العالم يزيد عن 3000 أفعى، منها أكثر من 600 نوع سام.

وأشار الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "نيتشر جينيتكس" إلى أن أكثر حالات الوفيات الناجمة عن لدغات الأفاعي تقع في آسيا.


الهند
وبحسب الباحثين، فإن الهند وحدها تشهد أكثر من 46 ألف حالة وفاة سنويا جراء لدغات الأفاعي، خاصة لدغات أربعة أنواع شديدة السمية، وهي: أفعى راسيلي، وأفعى الحارية، وأفعى كريت الهندية، وأفعى الكوبرا الهندية.

وهناك مشكلة في التعامل مع سموم الأفاعي، وهي ارتفاع أسعار الترياق أو عدم توفره في كثير من الأحيان، خاصة في المناطق الريفية حيث يتعرض كثير من الناس للدغ. ويتم تصنيع مثل هذه الأمصال حاليا عبر إعطاء الخيول -مثلا- سم الأفاعي، ثم فصل الأجسام المضادة من دماء الخيول.

وهناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم معرفة الخبراء المعنيين حتى الآن الكثير عن التركيبة الدقيقة للسموم، وهي تركيبة تتنوع حتى داخل النوع الواحد من الأفاعي.

ولمواجهة هذه المشكلة، فك الباحثون من خلال هذه الدراسة شفرة المجموع الجيني للكوبرا الهندية، مركزين على الجينات ذات الصلة بغدد السموم، حيث يلحق مزيج السموم الذي يتكون في هذه الغدد أضرارا بالأعصاب والخلايا والأنسجة والقلب والصفائح الدموية وغيرها.

وقبل هذه الدراسة، كان الخبراء المتخصصون يحللون سموم الأفاعي باستخدام طريقة مطيافية الكتلة، بحثا عن بروتينات.


سموم

ويسعى الباحثون من خلال دراستهم إلى تطوير رؤية جديدة بشأن مواجهة سموم الأفاعي، حيث يريدون معرفة صفات وخصائص المواد السامة بدقة، وذلك بمساعدة المجموع الجيني لهذه السموم، وإعداد قاعدة معلومات لها، آملين أن يساعد ذلك مستقبلا في صناعة أمصال صناعية ضدها، بل وربما تطوير ترياق واسع المجال يصلح لمواجهة أكثر من نوع واحد من السموم، حسب تأكيدهم.

كما يأملون أن تؤدي هذه المعلومات إلى تطوير عقاقير جديدة من بينها مسكنات أو عقاقير مخفضة لضغط الدم، "حيث ستمكّن المجاميع الجينية الفائقة للأفاعي السامة من تطوير دليل توضيحي شامل للجينات السمية التي تفرزها الغدد المسؤولة عن إنتاج السموم، والتي يمكن استغلالها في تطوير أمصال صناعية مضادة أو تركيبات بعينها".

وعثر الباحثون في المجموع الجيني لأفعى الكوبرا أثناء دراستهم لغددها السمية، على 139 جينا مسؤولا عن إنتاج مواد تنتمي إلى 33 من عائلات المواد السمية.

من هذه الجينات 96 جينا متطابقا لدى أفعى ملك الكوبرا، في حين لا تتطابق الجينات 43 الأخرى.

ووفقا لأصحاب الدراسة، فإن 19 مادة سُمية تنتجها الغدد السمية تعتبر مكونا أساسيا في المركبات السمية، منها 9 مواد ذات أهمية خاصة أيضا، تتكون كل منها من ثلاثة عناصر، وتسمى وفقا لذلك بالسُميات الثلاثية الأصابع، ولها تأثير على الأعصاب وتؤثر جزئيا على القلب وعلى الخلايا والأنسجة.

توجد هذه السميات الثلاثية الأصابع بشكل واسع فيما يعرف بأفاعي العرابيد التي تنتمي إليها أيضا، إضافة إلى أفعى الكوبرا وأفاعي المامبا والأفاعي البحرية وأفاعي تايبان المعروفة بشدة سمها.


جينات

رجح الباحثون أن تكون الجينات السمية الـ139 التي عثروا عليها هي المسؤولة عن التسبب في نطاق واسع من الأعراض، بينها اضطرابات في القلب والدورة الدموية والإصابة بشلل العضلات والغثيان واضطرابات بصرية وإحداث آثار واسعة في الجسم، مثل حالات النزيف.

ويرى الباحثون أن "تحييد هذه الأسباب الرئيسية من خلال الأجسام المضادة يمكن أن يكون بمثابة إستراتيجية علاجية فعالة".

كما يرون أن إعداد دليل توضيحي يضم الأنواع المتباينة من السموم -سواء داخل العائلة الواحدة من الأفاعي أو الأنواع المختلفة منها- أمر مهم لصناعة مصل مضاد له تأثير واسع المجال.

وأكد الباحثون أن الأجسام المضادة الصناعية التي يتم تطويرها للإنسان أكثر فعالية بشكل واضح، وأكثر تقبلا من جانب الإنسان مقارنة بتلك التي يتم تطويرها اعتمادا على الخيول.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي