لوموند: إيران والولايات المتحدة.. الكلمة الآن للصقور

2020-01-07

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن ما تلا مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني من تصعيد بين طهران وواشنطن ومن وراءهما في بغداد وبيروت، أحدث تأثيرا بالغ الضرر بتعزيزه المتشددين من كل الأطراف.

وفي افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أن حجم المظاهرات التي رافقت جنازة سليماني يوم الأحد، يعكس مدى تعزز مكانة النظام الذي اضطر مؤخرا إلى الرد بقمع عنيف لموجة من الاحتجاجات الشعبية التي لم يسبق لها مثيل تقريبا.

وقد سمح هذا التضامن الشعبي للحكومة الإيرانية بإعلان ما كان متوقعا من التراجع عن الحد من تخصيب اليورانيوم الذي يفرضه الاتفاق النووي المتعدد الأطراف المبرم عام 2015، والذي ندد به الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخرج منه عام 2018.

وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وإن حرص على الحد الأدنى من المناورات الدبلوماسية، فإن الصوت المعتدل الذي كان من المفترض أن يمثله في النظام إلى جانب الرئيس حسن روحاني، لم يبد مناسبا، بعد أن حان وقت الخطاب الحربي، حيث سيكون رد إيران -كما قال المستشار العسكري للمرشد الأعلى- "عسكريا وضد مواقع عسكرية" أميركية.

وفي ترديد للتهديدات نفسها حسب الصحيفة، وعد رئيس حزب الله حسن نصر الله، الحليف الإقليمي القوي للجمهورية الإسلامية، يوم الأحد "بعقوبة عادلة" تستهدف "الوجود العسكري الأميركي في المنطقة".

مجال مفتوح لتنظيم الدولة

وفي قلب هذه الاضطرابات، يبدو أن العراق الممزق بين طهران وواشنطن، والذي يتخبط في أزمة سياسية أضعفته إلى جانب حركة احتجاج شعبية واسعة النطاق، اختار برلمانه رحيل القوات الأميركية، وترك القرار في أيدي السلطة التنفيذية، كما تقول الصحيفة.

وفي واشنطن -كما ترى لوموند- فإن خطاب ترامب لا يعرف الحدود، حين قال إن الرد الأميركي سيكون "غير متناسب"، مشددا بذلك تهديداته بعد أن تراجع عن استهداف مواقع عالية الأهمية في الثقافة الإيرانية من بين 52 هدفا اختارها هناك.

وقالت الصحيفة إن هذه التصريحات صفق لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي جعل إيران عدوه الأول، في حين زاد ترامب بتهديده بفرض "عقوبات شديدة" على العراق إذا طرد القوات الأميركية من أراضيه.

ونبهت الصحيفة إلى أن القوات الأميركية التي قوامها ستة آلاف جندي، انتشرت في العراق كجزء من التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن القيادة الأميركية أعلنت يوم الأحد تعليق هذه المعركة، من أجل السماح للقوات الأميركية بالتركيز على حماية نفسها.

ورأت الصحيفة أن هذا قرار ينطوي على عواقب وخيمة للغاية، لأنه يترك المجال مفتوحا أمام تنظيم الدولة الذي يزداد قوة بالفعل في سوريا والعراق على طول وادي الفرات.

وختمت الصحيفة بأن الشغل الشاغل للأوروبيين الذين يرون أن فرص إنقاذ الصفقة النووية الإيرانية ليست معدومة، هي مواجهة العودة المحتملة لتنظيم الدولة، وهم بالتالي يرحبون بإزالة فتيل التصعيد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي