كنداأمريكا اللاتينيةالولايات المتحدةعرب ومسلمو أمريكاالبرازيلالمكسيكفنزويلا
بعد وصول الديون إلى 21 مليار في 2020

توقعات بإفلاس شركات نفط وغاز جديدة في أمريكا

2020-01-05

توقع محللون نفطيون أن تواصل أسعار النفط مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الجاري بعد مكاسب قياسية في الأسبوع الماضي بنحو 3.6 في المائة لخام برنت و3.1 في المائة للخام الأمريكي عقب تصاعد التوترات السياسية في العراق.

وعادت المخاطر الجيوسياسية لتلقي بثقلها على الوضع في الشرق الأوسط في ضوء اتساع التوترات، التي قد ترفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة بسبب القلق الواسع على أمن الإمدادات من المنطقة الغنية بالمحروقات.

ويعتقد المحللون أن الوضع الملتهب في الشرق الأوسط إلى جانب الانفراجة في النزاعات التجارية الأمريكية الصينية وتخفيضات الإنتاج الأعمق لتحالف "أوبك+"، تصب في مصلحة تسجيل ارتفاعات سعرية جديدة خاصة على المدى القصير، لافتين إلى أن المخاطر الجيوسياسية تدفع بأسعار النفط نحو أعلى مستوى في سبعة أشهر.

وأشاروا إلى أن سوق النفط، وهو يبدأ عام جديد وعقد جديد، يواجه حالة من غياب اليقين، خاصة بعد عودة التوترات بقوة إلى منطقة الشرق الأوسط، وصعوبة التنبؤ بالمستجدات خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى عدم وضوح مستقبل إنتاج النفط الصخري الأمريكي، ودوره في بقاء وفرة المعروض.

وأوضح المحللون أن خطط التحول في مجال الطاقة ستشهد تسارعا في 2020، خاصة مع انخفاض التكاليف والسياسات المواتية بشكل متزايد للطاقة المتجددة، حيث يبدو مستقبل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مشرقا للغاية، حتى في الدول المنتجة للطاقة التقليدية بشكل رئيس، فيما ستبقى المخاطر الجيوسياسية تلوح في الأفق في أسواق النفط بسبب التوترات في العراق وليبيا وفنزويلا وغيرها، التي قد تمتد على مدار عام 2020.

وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، إن العام الجديد من الأعوام الحاسمة لصناعة النفط بخاصة الإنتاج الأمريكي، الذي من المتوقع أن يسجل كثيرا من الانكماش، خاصة إذا أخذنا في الحسبان أن نحو 200 شركة من شركات النفط والغاز في أمريكا الشمالية أشهرت إفلاسها منذ 2015، وهناك نحو 41 مليار دولار من الديون على تلك الشركات مستحقة في 2020، ما يقود إلى مزيد من حالات الإفلاس، التي سيتم الإعلان عنها هذا العام.

وأضاف كيندي أن قضايا تغير المناخ وتأثيراتها المباشرة في استثمارات الطاقة التقليدية ستكون حاضرة بقوة في 2020، خاصة بعد ارتفاع المخاوف العالمية بعد حرائق الغابات الأسترالية الواسعة، التي تم فقد السيطرة عليها، لافتا إلى توقعات بحدوث مزيد من الضغوط على صناعة النفط والغاز لتسريع رفع الكفاءة والحد من الانبعاثات وتحجيم الاستثمارات الجديدة، خاصة بعدما منع بنك الاستثمار الأوروبي تمويل مشروعات النفط والغاز والفحم.

من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، ألكسندر بوجل، المحلل في شركة "جي سي بي إنرجي" الدولية، أن آفاق 2020 إيجابية على نحو كبير، خاصة أن العام بدأ مع انحسار في المخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ووقف التصعيد من الجانبين، ما أزاح مخاوف الركود الاقتصادي عن كاهل الاقتصاد العالمي ومع تزايد الرغبة في تخفيض الرسوم الجمركية في التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وأشار بوجل إلى أن الحرب التجارية كان لها تأثير هائل على إضعاف أسعار النفط في 2019، وقد نجح ردم هوة الخلافات بين واشنطن وبكين في إعطاء دفعة قوية لسوق النفط بنهاية العام الماضي، وهو ما ينبئ بعام جديد أفضل إذا تم البناء على ما تحقق دون العودة إلى الوراء مرة أخرى من خلال احتمال حدوث انتكاسة جديدة في مفاوضات التجارة أو انهيار الاتفاق الأولي المتوقع إبرامه خلال أيام.

من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية"، بيتر باخر المحلل الاقتصادي والمختص في الشؤون القانونية للطاقة، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد أبرز الأحداث المتوقعة في 2020، والتى سيكون لها تداعيات وآثار اقتصادية واسعة على كل دول العالم، مشيرا إلى أن إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترمب سيتضمن استمرار الدعم غير المقيد لصناعة النفط والغاز، على الرغم من تفاقم أزمة المناخ.

وأضاف باخر أنه في حالة انتقال السلطة إلى رئيس أمريكي جديد من الحزب الديمقراطي سيكون الأمر بالغ القسوة على صناعة النفط العالمية، حيث يضع الديمقراطيون في صدارة برنامجهم الحد من الاستثمارات النفطية من خلال سن قوانين جديدة وفرض ضرائب باهظة تستهدف الوقود الأحفوري مع توجيه الاهتمام إلى تقديم دعم هائل لاستثمارات الطاقة المتجددة.

بدورها، تقول لـ"الاقتصادية"، آرفي ناهار، المختصة في شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية، إن زيادة المعروض وتخمة الإمدادات من كل موارد الطاقة ستكون على الأرجح السمة الغالبة في 2020 خاصة من موارد مثل النفط والغاز المسال حتى الفحم مثمنة جهود تحالف "أوبك+" في السيطرة على وفرة المعروض من خلال التخفيضات المعمقة، التي بدأ تطبيقها مطلع العام، وتستمر على مدار الربع الأول مع احتمال تمديدها في آذار (مارس) المقبل تبعا لمتغيرات السوق.

وتضيف آرفي، أن مصادر الطاقة المتجددة من المتوقع أن تستمر في النمو بشكل قوى في 2020، إذ شكلت مصادر الطاقة المتجددة غالبية الإضافات الجديدة للقدرة الإنتاجية في الولايات المتحدة في 2019، كما أنه من المتوقع أن تتضاعف السعة التخزينية للطاقة في 2020، خاصة مع إعلان عشرة مرافق عامة أمريكية عن خطط إزالة الكربون والاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل رئيس.

وكانت أسعار النفط قد قفزت إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر في ختام الأسبوع الماضي، بفعل مخاوف من أن يؤدي تصعيد الصراع في الشرق الأوسط إلى تعطيل إمدادات الخام.

وبحسب "رويترز"، أنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول مرتفعة 2.35 دولار، أو 3.6 في المائة، لتبلغ عند التسوية 68.60 دولار للبرميل بعد أن سجلت أثناء الجلسة 69.50 دولار وهذا هو أعلى مستوى منذ منتصف (سبتمبر) الماضي.

وقالت شركة بيكر هيوز الأمريكية للاستشارات والخدمات النفطية إن العام الجديد انطلق بمزيد من الخسائر في منصات النفط والغاز الأمريكية، حيث تراجع عددها في الولايات المتحدة بمقدار تسع منصات خلال الأسبوع.

وتراجع العدد الإجمالي لمنصات النفط والغاز حاليا إلى 279 منصة مقابل 796 منصة في مثل هذا التوقيت من العام الماضي.

ونقلت وكالة أنباء "بلومبيرج" عن تقرير الشركة أن عدد منصات النفط خلال الأسبوع الماضي هبط بمقدار سبع منصات، وانخفض العدد الإجمالي لمنصات الغاز النشطة في الولايات المتحدة بمقدار منصتين، وفقا للتقرير ليصل إلى 123 منصة للغاز، مقارنة بـ198 منصة قبل عام.

وتخلصت الولايات المتحدة مما إجماله 207 منصات للنفط طوال عام 2019، بينما نما الإنتاج من 11.7 مليون برميل في اليوم في بداية العام إلى 12.9 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي، مسجلا أعلى مستوى له على الإطلاق منذ الأسبوع الأخير من بدء تسجيل البيانات.

وتراجع العدد الإجمالي للمنصات في كندا مع انخفاض منصات النفط والغاز بمقدار 14 منصة، بعد انخفاض بلغ 50 منصة في الأسبوع الماضي.

ويبلغ عدد منصات النفط والغاز حاليا 85 منصة فقط بارتفاع تسع منصات عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة سجلت هبوطا حادا الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

وهبطت مخزونات الخام 11.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ27 من كانون الأول (ديسمبر) إلى 429.9 مليون برميل، بينما كانت توقعات محللين تشير إلى انخفاض قدره 3.3 مليون برميل.

وهذا هو أكبر هبوط أسبوعي في مخزونات الخام الأمريكية منذ حزيران (يونيو) 2019، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما انخفضت بمقدار 1.4 مليون برميل الأسبوع الماضي.

وارتفع استهلاك مصافي التكرير من الخام بواقع 303 آلاف برميل الأسبوع الماضي مع زيادة معدلات تشغيل 1.2 نقطة مئوية.

وزادت مخزونات البنزين الأمريكية 3.2 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 242.5 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع قدره 1.8 مليون برميل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي