لوفيغارو: تركيا تحرك بيادقها في اللعبة الكبرى الليبية ومؤتمر برلين الفرصة الأخيرة للأوروبيين

2020-01-03

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، المعترف بها من الأمم المتحدة، وبعد أن تخلت عنها الدول الراعية، بما في ذلك فرنسا، ارتمت في أحضان تركيا لمواجهة الهجوم الذي تشنه قوات المشير خليفة حفتر منذ أبريل/نيسان بدعم عسكري مصري وإماراتي وروسي، وسط لامبالاة دول الجوار والأوروبيين.

وأضافت الصحيفة، في افتتاحية عددها الصادر هذه الجمعة، أنه في ظل وضعية اللا دولة التي تحولت إليها ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي وقتل الأخير في عام 2011 بمساعدة فرنسية بريطانية، أضحت ليبيا مسرحًا لصراع الدول الخارجية، في وضع يشبه وبشكل خطير ما آلت إليه الأمور في سوريا.

وتابعت لوفيغارو التوضيح أنه في مواجهة مرتزقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذين يدعمون حفتر، تستعد أنقرة لنشر قواتها في العاصمة الليبية لدعم قوات الحكومة، بعد موافقة البرلمان التركي، الخميس، على مذكرة مقدّمة من الرئيس رجب طيب أردوغان تسمح بإرسال جنود لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، في خطوة تنذر بتصعيد النزاع الدائر في هذا البلد، دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التحذير من مغبة ‘‘أي تدخل أجنبي’’ في ليبيا.

واعتبرت الصحيفة أن أنقرة ومن خلال انخراطها المباشر في الأزمة الليبية، فإنها تهدف إلى استعادة نفوذها ضد خصومها الذين يدعمون قوات خليفة حفتر. ونقلت لوفيغارو عن الباحثة السياسية المختصة في شؤون منطقة الشرق الأوسط، جانا جبور، قولها إن “القرار التركي بالاستثمار في الملف الليبي هو جزء من الحرب الباردة الإقليمية بين تركيا من جهة، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر من جهة أخرى، والذين يلعبون في مسارح مختلفة: سوريا واليمن ولبنان والعراق’’.

ورأت لوفيغارو أن موسكو وأنقرة يمددان نفوذهما اليوم في اللعبة الكبرى في ليبيا على حساب الدور الأمريكي، إذ يضع بوتين وأردوغان بيادقهما المتنافسة في نفس المنطق المناهض لأوروبا، ليس فقط على أرض تعد إستراتيجية على البحر الأبيض المتوسط، ولكن أيضًا في ساحة القتال الواسعة في منطقة الساحل.

وعليه، اعتبرت لوفيغارو أن الأوروبيين الذين أشعلوا فتيل هذه الحرب باتوا اليوم خارج هذه اللعبة الكبرى في المشهد الليبي، ولم تتبق لهم سوى فرصة ضئيلة تتمثل في المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي من المقرر عقده في برلين قريبًا لاحتواء القيصر (بوتين) والسلطان (أردوغان) اللذين يدعيان أنهما يريدان استقرار ليبيا ولكنهما يستفيدان من الفوضى، وفق الصحيفة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي