غارديان: أزمة اللاجئين كشفت عورة أوروبا للعالم

2020-01-02

علق الصحفي هسياو هونغ باي على أزمة اللاجئين بأنها كشفت أسوأ جانب في أوروبا للعالم بأنها بدلا من أن تفتح ذراعيها للناجين العابرين البحر المتوسط قابلتهم بالعنصرية والخوف والسجن.

وأشار في مقاله بصحيفة غارديان البريطانية إلى أنه خلال العقد الماضي أصبحت الهجرة قضية سياسية ملحة، وأن ذلك العقد تميز ليس فقط بالحركة العالمية للأشخاص عبر الحدود الوطنية ولكن أيضا بمحاولات الحكومات لإقامة الجدران والأسوار في طريقهم. ولقد رأينا القومية تفوز بالأصوات، وعمت النظرة العالمية لليمين المتطرف كاتجاه سائد، وشكلت صور الإعلام واللغة الرأي العام.

ومع أن الهجرة من الجنوب إلى الشمال مستمرة منذ عقود فإن العقد الماضي شهد عددا أكبر من الناس يتحرك من الجنوب نحو الشمال. وشهدت القارة العجوز بصفة خاصة توجه مئات الآلاف إليها قادمين من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا هاربين من الفقر المزمن والقلق السياسي والحروب وأزمة المناخ في البلدان التي كثيرا ما تدمرها المؤسسات المدعومة من الغرب.

وأبرز الكاتب أن ليبيا كانت دائما وجهة الهجرة للعديد من أفارقة جنوب الصحراء بسبب فرص العمل المتاحة بها. وبعد قمع الربيع العربي عام 2011 وتدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في هذا البلد ظهر مجتمع ينعدم فيه القانون وأطلق العنان للكراهية العنصرية. وهرب الكثيرون من العمل القسري والتعذيب الذي تعرضوا له هناك وخاضوا المخاطر عبر البحر المتوسط. ولكن عندما وصلوا أوروبا لم يكن الأمان بانتظارهم، وبدلا من ذلك وجدوا أنفسهم في بؤرة خطاب أبيض أوروبي عنصري.

وأضاف أن العقد الماضي شهد سياسة مناهضة للمهاجرين وازدهار العنصرية في جميع أنحاء العالم. وقام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ نظام النقاط الساخنة وتصفية الأشخاص وتصنيفهم ما بين طالبي لجوء أو "مهاجرين اقتصاديين". وتكثفت دوريات أوروبا على حدودها الجنوبية مما أدى لاتفاقات مع تركيا وليبيا. كما فُرضت قيود على نشاط البحث والإنقاذ للمنظمات غير الحكومية بالبحر المتوسط.

وختم المقال بأنه على الرغم من استمرار حرمان أعداد كبيرة من الناس في جميع أنحاء العالم من حرية التنقل وتجريمهم قانونا فإن تصميمهم على الحياة لن تهزمه الجدران والحدود. وتظهر حركات احتجاج المهاجرين مثل السترات السوداء في فرنسا والسردين الأسود في إيطاليا أن هناك الكثير من العزم والاستعداد للمقاومة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي