الكاريكاتير المصري.. تاريخ الشهد والدموع في معرضٍ

2019-12-09

سيد حسن

يقدم معرض الكاريكاتير المصري، المقام بغاليري أوبونتو بالزمالك في القاهرة، لوحة من الرسومات الكاريكاتيرية التي قدمها رائد النحت المصري محمود مختار في عشرينيات القرن الماضي.

وحصلت القاعة على اللوحة من حفيده وزير الثقافة المصري السابق د. عماد أبو غازي الذي عبر عن رغبته في دعم المعرض.

وقال منسق المعرض الفنان سمير عبدالغني «يعيد المعرض الاعتبار لراواد فن الكاريكاتير في الصحافة المصرية الذين قدموا هذا الفن لأول مرة في الصحافة العربية، ومن بينهم محمود مختار الذي قدم أول رسومه في مجلة السياسة الأسبوعية خلال العشرينيات ثم اختار التفرغ للنحت».

وبالإضافة إلى تقديم الوجه المجهول لمحمود مختار، يتيح المعرض فرصة التعرف على بدايات فن الكاريكاتير في مصر وتألقه في الثلاثينيات من خلال ريشة رسام الكاريكاتير الأسباني سانتوس الذي كتب يحيى حقي عن دوره، إضافة إلى دور الفنان الأرمني صاروخان.

واستعان منظمو المعرض بجملة من الأرشيفات لإعداد المعرض الذي يؤرخ لـ«الضحك» في الصحافة المصرية.

وقدم الباحث عبدالله الصاوي مجموعة من لوحات الفنان الأرمني صاروخان لتظهر في المعرض، وبدوره قدم عماد جمعة بعض أرشيفات مجلة الكاريكاتير التي توقفت عن الصدور في التسعينيات، بينما أتاحت أرملة الفنان أحمد طوغان ارشيفه كاملا أمام المنظمين، وبالمثل أعطى الفنان محمد عبلة مجموعة من اللوحات التي يعرضها متحف الكاريكاتير في الفيوم وهي مبادرة رعاها الفنان لحماية كنوز الكاريكاتير.

ووفقاً لمدير القاعة الدكتور أحمد الضبع «يأتي المعرض لإتاحة مساحة عرض أمام فناني الكاريكاتير الذين يتعرض حضورهم للتراجع في المنابر الإعلامية بسبب الأزمات التي تعاني منها الصحافة.. ومن ناحية أخرى يشجع قاعات عرض أخرى على تبني مبادرات شبيهة فالرسوم الكاريكاتيرية هي أيضا لوحات جديرة باهتمام الجمهور وهذا ما أرادت القاعة تأكيده».

وتقرأ لوحات المعرض المسار البياني الذي اتخذه فن الكاريكاتير منذ ظهوره في العشرينيات وحتى الآن، حيث يبدأ بجيل سانتوس ويصل الى جيل الرسامين الجدد من أمثال عمرو سليم ودعاء العدل ومخلوف وعبدالله وعمرو عكاشة.

ويشير المعرض إلى كيف نجح محمد عبدالمنعم رخا وطوغان في تمصير الكاريكاتير الى أن جاءت تجربة مجلة «صباح الخير» في عام 1956 لتصنع القفزة الكبرى التي أظهرت رسامين كباراً من أمثال صلاح جاهين وأحمد حجازي وصلاح الليثي ورجاء ونيس ومحيي اللباد وجوروج البهجوري وبهجت عثمان الذي أتاحت عائلته لوحات متعددة رسمها في مراحل مختلفة من حياته، كما يتوقف في مساحة خاصة أمام لوحات مصطفى حسين الذي شكل مع الكاتب الصحافي أحمد رجب ثنائياً وتمكنا معاً من ابتكار شخصيات رسخت في ذاكرة العرب والمصريين منها «عزيز الأليت» و«كمبورة» «والكحيت»، وتحولت شخصيات هؤلاء الى نماذج درامية «ونكت» أكثرها منها رسوما.

ويكشف المعرض كذلك عن نواة مبكرة لفن القصص المصورة أو الكوميكس في صحافة مجلات الأطفال التي جذبت فئة من رسامي الكاريكاتير منذ نهاية السبعينيات وحتى الآن، ومن بين هؤلاء أحمد حجازي وبهجت عثمان، والأهم ما يدلل عليه المعرض من ارتباط فن الكاريكاتيربالقضايا الاجتماعية والسياسية ودعم الأفكار التقدمية وعلى رأسها تحرير المرأة ودعم حقوقها في العمل فضلا عن نقد الأفكار المحافظة.

وتشير اللوحات الى ارتفاع سقف النقد في الصحافة خلال سنوات الحكم الملكي، بينما اتجهت في الستينيات الى التماهي التام مع قضايا العدالة الاجتماعية التي تبناها نظام الرئيس عبدالناصر الى جانب دعم توجهاته القومية والعروبية، في حين اتجهت الرسوم في السبعينيات الى الكشف عن رفض خيارات نظام السادات في الانفتاح الاقتصادي أو تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.

وخلال حقبة مبارك ركزت الرسوم على المشكلات اليومية لكنها توسعت في نقد القرارات السياسية في سنواته الأخيرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي