الجندي يتحدى الأميركان في مسرحية "انطقها خاء"

2019-12-04

“انطقها خاء” هو عنوان مسرحية للمؤلف يوسف الجندي، قد يبدو عنوانا غريبا بعض الشيء، ولكن لتوضيح هذه الغرابة ينبغي علينا معرفة شخصية المؤلف أولا قبل تقديم موجز لمضمون المسرحية، التي كتبها المؤلف عندما توقع أن يكون هو نفسه موضع اتهام وذلك لأصوله العربية المسلمة.

وأخذ يفكر في ما سيفعل أو يقول إذا تعرض للتحقيق. وهذا هو موقف خالد بطل مسرحية “انطقها خاء”.

وتتعرض أغلب مسرحيات الجندي للصورة النمطية السلبية التي تظهر بها الشخصية العربية في وسائل الإعلام الأميركية والغربية.

ووجدت تلك المشكلات أرضا خصبة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي كانت مصدر إلهام لإبداعات الكثير من الكتاب؛ وخاصة الكتاب العرب الأميركيين الذين هبّوا دفاعا عن الإسلام ضد كل هذه التهم التي ألصقها الغرب به إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

ويمكن القول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر سطرت تاريخا جديدا لبداية المسرح العربي الأميركي.

مسرحية التحدي

وفي ”انطقها خاء” نرى كيف تداهم قوات الأمن الأميركية منزل خالد دون سابق إنذار للتحقيق معه بشأن الحادث. وراح الشرطيان يعبثان بكل ما في المنزل علهما يجدان دليلا على تورط خالد في أحداث العنف الأخيرة. وأخذا يجمعان كل ما تقع أعينهما عليه كدليل ضده.

فكل القرائن بالمنزل تؤكد أنه عربي مسلم، وهذا يكفي، على حد قولهما، لإدانته. فقد وجدا مصحفا، وبعض الكتب باللغة العربية وكتبا عن القتل ومجلات إباحية وغيرها.

وحاول خالد جاهدا إقناعهما بأن هذه الكتب ضرورية له ككاتب يقرأ شتى الكتب للاستفادة منها في عمله، وأن هذه الأشياء ليست دليلا على أنه إرهابي لأنها تتواجد بكل منزل ولكن بلا جدوى. فقد وجد الضابطان ضالتهما في هذه الأشياء.

ومع تصاعد الأحداث المتعاقبة للمسرحية، حيث أن المسرحية متصلة بلا فصول أو مشاهد، تصاعدت حدة العنف. فأخذ الضابطان يكيلان لخالد التهم والشتائم ثم الضربات والركلات. وبلغت الأحداث ذروتها عندما قام الضابطان بانتهاك جميع حقوق الإنسان وتجريد خالد من ملابسه (سرواله) للبحث عن أي علامات غير ظاهرة والتي يحتمل أن تكون دليلا ضده.

ويشير اسم المسرحية “انطقها خاء” إلى موضع الصوت الأول من اسم خالد “من مؤخرة الحلق”، حيث يصر خالد على النطق الصحيح لاسمه بينما يعجز الضابطان عن نطقه بشكل سليم. فتارة ينطقانه هالد وتارة أخرى كالد. ويرمز العنوان إلى رفض الأميركان الاعتراف بوجود العرب في الولايات الأميركية، وإن اعترفوا بهم على مضض، فهو اعتراف يشوبه التحيز والعنصرية ضدهم.

يشار إلى أن مسرحية ”انطقها خاء” لمؤلفها يوسف الجندي صدرت في ترجمتها العربية، التي قامت بها الدكتورة ابتسام الشقرفي، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي