معرضٌ يستعيد صداقة “تولستوي” و”غاندي”

2019-11-30

 لوريتا ماري بيريرا

 تكرّم روسيا العلاقة التي لا يعرفها الكثير بين “مهاتما غاندي” و”ليو تولستوي”  ففي عام  1909 كان “غاندي” في بداية مسيرته ويبلغ من العمر 40 عامًا أما “ليو تولستوي” فكان في الـ 80 من العمر وقد كان ذا شهرة واسعة بلغت الآفاق.

في 14 ديسمبر 1908 كتب “تولستوي” خطاباً عنوانه: “رسالة إلى هندوسي” رداً على الثورة الهندية جاء فيها ما مفاده أن الناس لن تحقق التحرر من الاستعمار البريطاني سوى بالاعتماد على مبدأ الحب، تلك الرسالة التي ستلهم “غاندي” الشاب والمحامي آنذاك في جنوب أفريقيا، فيقرر مراسلة الكاتب الروسي المشهور “تولستوي” ويطلب موافقته لترجمة النسخة الإنكليزية من الرسالة إلى اللغة الغوجاراتية لينشرها في جريدته الخاصة، وبالطبع؛ وافق “تولستوي” على ذلك، واستمرّ بعد ذلك تبادل الرسائل بينهما لمدة عام، حتى وفاة تولستوي.

كتب “تولستوي” فيما بعد تعليقاً على كتاب غاندي “هند سواراج” أو الحكم الهندي الداخلي: “قرأت كتابك باهتمام كبير لأنني أعتقد أن القضية التي تعالجها وهي المقاومة السلبية ذات أهمية قصوى للهند وللبشرية جمعاء”.

في الاحتفال بالذكرى 150 لـ “غاندي” اجتمع الطلاب والمغتربون الهنود مع العلماء والسياسيين والوزراء الروس في عزبة تولستوي “ياسنايا بوليانا” وفي “مجلس الدوما” احتفاءً بالعلاقة الملهمة التي تجمع هذين الرجلين العظيمين.

 

أقيم معرض “ياسنايا بوليانا” برعاية أحد أتباع غاندي الباحث الدكتور “بيرد ياجينك” فقدم نسخاً أصلية بلغتين مختلفتين للكاتب “تولستوي” مثل الكتاب الذي ألهم الكثير من الكتّاب وهو”ملكوت الله في داخلكم” وكتاب “غاندي” “هند سوراج” بالإضافة إلى الرسائل التي تبادلها كل من “غاندي” و”تولستوي” وحضر زوّار المعرض محاضرات عن تعاليمهما وأفلام وثائقية.

 اهتمّ الكاتبان “غاندي ” و”تولستوي” منذ أكثر من قرن بمواضيع الحب واللاعنف التي تتجاوز الحواجز السياسية والثقافية وتزداد أهمية هذه المواضيع في وقتنا الحاضر خاصةً مع تغير المناخ والاعتماد على الموارد الطبيعية.

قال “جافاديكار” لصحيفة “موسكو تايمز”: “هناك الآلاف من المناسبات والمعارض (في الهند وروسيا) التي تحتفل بأفكار “غاندي” و”تولستوي” وتضعها موضع التنفيذ”.

وعقد في “مجلس الدوما” حدثاً آخر وحضره أعضاء من الأحزاب السياسية، وقال “نيكولاي كولوميتسيف ” نائب الحزب الشيوعي لصحيفة “موسكو تايمز”: “أسس غاندي وعائلته ومحبوه للعلاقات السوفيتية الروسية، نتأمل دائماً أن يقرأ الناس عن المعرض ويأتون لزيارته ليتعملوا منه”

وقال وزير الثقافة السابق “ميخائيل يفيموفيتش”: “هذا هو اليوم الوحيد الذي نتحدث فيه عن القيم الروحية التي تغلب على القيم المادية خاصةً في هذا المكان”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي