فنانو مصر وروسيا يقدمون صورة بانورامية ساخرة للواقع الدامي

2019-11-23

أطلق فنانو معرض “كاريكاتير من مصر وروسيا” الذي افتتح مساء الخميس في القاهرة، قذائفهم البصرية اللاذعة، المحمّلة بقيم فنية مدهشة ورسائل اجتماعية ثرية، ليضيء فن السخرية والمبالغة مصابيح الروح والعقل في آن، رافعا راية التنوير والدعوة إلى التغيير.

وفي معرضهم الجماعي الذي يحتضنه المركز الثقافي الروسي بالقاهرة (21- 26 نوفمبر)، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، رسم فنانو الكاريكاتير من مصر وروسيا صورة بانورامية ساخرة للواقع الدامي، جاءت مثل كوميديا سوداء بفكاهياتها الباكية، وبكائياتها المضحكة.

وتجسدت في المعرض مفاهيم اللغة العالمية للفن، إذ ذابت الخصوصيات المحلية بشكل كبير وتراجعت القضايا النسبية المحدودة أمام توجه الفنانين المصريين والروس إلى الإنساني المشترك، والأوجاع العامة التي فرضت قيودا ومحاذير كثيرة على الكائن البشري المعاصر، وتغلغلت إلى خلاياه وأنسجته بهدف العبث بتركيبتها النقية وفطرتها الطازجة.

                                الصراع الأبدي (محمد عفت)

انطلقت أعمال المعرض من منصّة ثيمة الفكر والثقافة، والقوى الناعمة على وجه العموم، إذ اتخذ الفنانون مرايا العقل والمعرفة والإبداع والتنوير والقراءة والحروف الأبجدية وما إلى ذلك من مقوّمات الوعي ومغذّيات الروح معابر إلى فضاء البحث عن “الإنسان”، ذلك المخلوق الذي إن لم يستردّ وعيه، فلن يصير بالإمكان العثور عليه، وسيبقى في شروده وضلاله وافتقاده لكينونته.

وأثبت فنانو المعرض، ومنهم: سمير عبدالغني، حاتم مصطفى، محمد عفت، نورا مكرم، مصطفى الشيخ، وسعيد بدوي (من مصر)، سميرنوف، زودن، أزيموف، سنشينوف، وسكوبنتيف (من روسيا)، وغيرهم، تلك الطاقة السحرية الفذة لفن الكاريكاتير، والتي تفوق قدرات المخاطبات اللغوية والبلاغية كما في المقالات والمنشورات الصحافية على سبيل المثال، إزاء تحليل المشكلات والأزمات.

                            المارد المُنقذ (ألكسندر زودن)

وتجسدت جماليات اللوحات الخصبة من خلال استيعاب الفنانين المحترفين لخصوصيات الكاريكاتير التعبيرية كفن للمرح والسخرية والمبالغة والتضخيم، ينبني على التحريف وتفجير النسب المألوفة والطبيعية في الملامح والظواهر والمسمّيات، بما يولد المتعة والدهشة والإبهار من خلال المفارقات التي تفصل بين ما هو كائن، وما ينبغي أن يكون من عالم بديل يحلم به الفنانون، ويشاركهم فيه الجمهور، الذي يتماهى مع الحالة ليستشعر كل مُشاهد بأن الفنانين يقفون إلى جواره، في الخندق ذاته، ويتحدثون بلسانه.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي