لوموند: ليبيا ..مسرح جديد للتدخل الروسي ودعم حفتر بـ”المرتزقة”

2019-11-22

قالت صحيفة لوموند إن الأمريكيين يبدون انزعاجهم من حضور روسي متنام في الأزمة الليبية عبر مجموعة من المقاتلين المرتزقة الروس يقاتلون في ليبيا إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر. فقد دخلت معركة طرابلس التي انطلقت قبل سبعة أشهر مرحلة جديدة بتدخل قوات روسية إلى جانب قوات حفتر وهو ما قد يقلب الموازين الاستراتيجية في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أنه يشتبه في أن المقاتلين الروس يتبعون لشركة ”فاغنر Wagner” للأمن الخصوصي المقربة من موسكو؛ ويعتقد أنهم موجودون على مشارف طرابلس. وتنقل عن دبلوماسي غربي في طرابلس، قوله إن “الأمر يمثل تطورا خطيرا ويهدد بحدوث سيناريو مشابه للأزمة سوريا”.

وعليه، باتت واشنطن تستتكر بشكل علني النشاط العسكري غير المسبوق لروسيا على المسرح الليبي وانتقد بيان أمريكي مشترك مع حكومة الوفاق الوطني ما سماه “محاولات روسيا قلب الصراع الليبي عكس إرادة الشعب الليبي”. وتصعيد نبرة واشنطن للاحتجاج على موسكو يرفع حدة التوتر بين البلدين، رغم أن روسيا تنفي المزاعم الأمريكية بشكل قاطع وهو ما قد يجعل من ليبيا مسرحا جديدا للمواجهة بين أمريكا وروسيا.

وتابعت “لوموند” التوضيح أنه في مقابل النفي الروسي؛ نشرت تشكيلات عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً صورا ومقاطع تظهر وثائقاً وصورا شخصية قيل إنها تعود لمقاتلين روس تم الحصول عليها من هواتف نقالة وبقايا أمتعة عثر عليها في مناطق المواجهة.

ورغم أنه لا يوجد قتلى أو أسرى روس في ليبيا؛ إلا أن موقع ”ميدوزا” الاستقصائي الروسي أحصى ما بين عشرة و خسمة وثلاثين قتيلا روسياً وذلك استنادا لشهادات مقاتلين روس وعائلات الضحايا ومتابعات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتنقل الصحيفة عن مصدر دبلوماسي غربي في طرابلس، قوله إن عدد المقاتلين الروس في ليبيا يتجاوز ألف شخص مع وصول أعداد كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين. لكن المستشار في مجال الوساطة الإنسانية بليبيا محمد جرغلالي يشكك في هذه المعطيات ويعتبر أنها مبالغ فيها بهدف دق ناقوس الخطر ويقدر العدد الحقيقي بأنه لا يتجاوز 500.

وتشير المعطيات على الأرض إلى إحراز قوات حفتر تقدما منذ مطلع نوفمبر وذلك نتيجة لدعم المقاتلين الروس، حسب الباحث المتخصص في الشأن الليبي وولفرام لاشير من معهد الشؤون الدولية للأمن في ألمانيا.

ويتعرض المقاتلون الموالون لحكومة الوفاق الوطني لهجمات قناصة وضربات مدفعية وغارات ليلية بطائرات مسيرة؛ حيث تنقل “لوموند” عن الدبلوماسي الغربي المقيم في طرابلس، تأكيده أن مقاتلي حكومة الوفاق وجدوا أنفسهم فجأة عرضة لحرب متطورة لم يكونوا مستعدين لها.

وأوضحت “لوموند” أنه رغم عدم وجود إثباتات قطعية حول علاقة المقاتلين الروس بشركة “فاغنر” إلا أن الشبهة قائمة خاصة بعد حضور رئيس الشركة يفغيني بريغوجين أو “طباخ بوتين”، كما يوصف، لاجتماع حفتر مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في السابع من نوفمبر 2018.

ويثير التدخل الروسي في الصراع الليبي رغم أنه محدود من حيث الوسائل والتكاليف؛ الكثير من الأسئلة لكونه يتعارض مع السياسة الروسية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والامتناع عن دعم مناوئي الحكومات الشرعية.

ويعتبر آلكسندر شوميلين مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بأكاديمية العلوم الروسية إن روسيا تنتهج سياسة مزدوجة في ليبيا؛ حيث تدعم رسمياً حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً برئاسة فايز السراج؛ بيد أنها وفي الوقت ذاته لا تخفي تقاربها مع خليفة حفتر الذي وعد الروس بالكثير من المشاريع والاستثمارات في حال دعمته، تقول لوموند دائماً.

ويوضح الخبير العسكري آندري تشوبريغين أبعاد العلاقة بين روسيا وحفتر بالقول إن السياسة الروسية في ليبيا متحركة؛ إذ يعتبر جزء من النخبة الروسية أن تدخل شركة فاغنر يضمن نوعاً من التنويع في التعاطي مع الملف الليبي رغم وجود ملاحظات روسية على حفتر من قبيل إطلاقه العملية العسكرية لاستعادة طرابلس بالتزامن مع وجود الأمين العام للأمم المتحدة آنتونيو غوتيريش في العاصمة الليبية.

وهناك محرك آخر لا يقل أهمية وهو سعي روسيا للتشويش على الخطط الغربية؛ وفي الأذهان موقفها السلبي من تدخل الناتو عام 2011 للإطاحة بحليف روسيا معمر القذافي، وفق لوموند.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي