لوحات وروسوم كاريكاتيرية تزيّن شوارع بيروت وتوثّق للانتفاضة

2019-11-17

بيروت – غزت رسوم الغرافيتي واجهات المباني الفاخرة، ببيروت، مواكبة لاحتجاجات غير مسبوقة يشهدها لبنان وتطالب برحيل الطبقة السياسية.

توافد عشرات الآلاف من اللبنانيين إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح المتجاورتين، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، للتعبير عن غضبهم على السلطة الحاكمة، مغيرين بشكل كبير مشهد شوارع معروفة بمحلاتها وأبنيتها الأنيقة.

وتقول الرسّامة حياة ناظر التي تختبر تجربتها الأولى في فنّ الشارع، “قررت الانتقال إلى الشارع لأتمكن من أن أستلهم من الشعب والمتظاهرين”.

وأضافت ناظر (32 عاما) وهي تضع لمساتها الأخيرة على رسم لطائر الفينيق “طائر الفينيق يذكّرنا بأننا كلبنانيين علينا ألا نيأس. ففي كلّ مرة نقع فيها، نقف مجددا ونطير نحو الحرية لنحصل على مطالبنا”.

وتغطي رسوم غرافيتي كثيرة “حائط الثورة” كما يسمّيه الرسّامون، وهو جدار ضخم يحمي مقر الإسكوا التابع للأمم المتحدة.

وبين هذه الرسوم راقصة باليه تدور تحت القذائف وخلفها كلمة “ثوري” وعلى مسافة قريبة يدٌ كبيرة لونها بنفسجيّ ترفع شارة النصر.

وعلى جدران مبان مجاورة، رُسمت لوحات وكُتبت شعارات برذاذ ملون أو عبر الطباعة. ومن بينها “نريد إحراق قصوركم” و”جوّعتمونا” و”ثورتنا نسوية”. ويُظهر ذلك تنوّع القضايا والمطالب التي يرفع المتظاهرون لواءها.

وتنتشر على الجدران كذلك رسوم كاريكاتيرية لزعماء سياسيين يشكلون محط انتقاد ونقمة المتظاهرين.

ويبدو التناقض لافتا بين الرسوم والأبنية الفخمة في المنطقة التي أعيد بناؤها بالكامل مطلع التسعينات بعدما دمّرتها الحرب الأهلية.

ويقول الرسّام والناشط الحقوقي سليم معوّض، إن المسؤولين “أعطونا مدينة لا تشبهنا بل تشبههم هم، لم يتركوا أي ذاكرة من بيروت القديمة ومن بيروت الحرب”.

ويأمل أن تتمّ المحافظة على الرسوم كونها “ذاكرة الانتفاضة. إذا نُزعت سننسى، لأن الإنسان بطبعه ينسى”.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي