
تونس ـ اكد المشاركون في مؤتمر دولي حول "قضايا الشباب في العالم الاسلامي" في ختام اعماله الاربعاء ضرورة اعادة صياغة الخطاب الديني الموجه للشباب وتأصيل مبادىء الحضارة الاسلامية لديه للتصدى للتيارات الفكرية الهدامة.
وتبنى المؤتمر الذي عقد بالتعاون مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بيانا ختاميا اطلق عليه اسم "عهد تونس" يتضمن توصيات حول "سبل النهوض بالشباب ليتمكن من التصدى للتيارات الفكرية والعقائدية الهدامة".
واكد المشاركون في المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون من ثلاثين بلدا اسلاميا و25 منظمة دولية، ضرورة "اعادة صياغة الخطاب الديني الموجَّه الى الشباب من حيث توازنه مع قضاياهم وتفكارهم وسلوكهم وثقافتهم".
كما شددوا على "تأصيل مبادئ الحضارة الإسلامية في شخصية الشباب في العالم الاسلامي وتعزيز هويته ليتمكن من التصدي للتيارات الفكرية والعقائدية الهدامة التي تجتاح الساحة العالمية في الوقت المعاصر وتهدف الى القضاء على ثقافته وتشويه اصالته".
ودعا المشاركون الى "عقد مؤتمر دولي باشراف الامم المتحدة لوضع تعريف للارهاب وفضح محاولات الربط بينه وبين الاسلام، مع التفريق بينه وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها والذود عن حمى اوطانها ضد الاحتلال".
واكدوا ان مكافحة الارهاب يجب ان تتم "وفق مبادئ حقوق الانسان والشرعية الدولية وسيادة القانون".
كما أكد المشاركون ضمن المسائل التي احتوتها الوثيقة أن "الإرهاب هو آفة العصر وان من الظلم البيًن اتهام الإسلام والمسلمين به وان الفكر التكفيري مدان بجميع أشكاله ومظاهره ومصادره"، فضلا عن الدعوة إلى "الاهتمام بالظروف المأساوية للشباب في فلسطين ومناطق النزاعات والحروب". ودعا المشاركون في هذا الإطار حكومات الدول الإسلامية إلى تطوير أوضاع الشباب المسلم وتعزيز أدواره في المجتمع بالاستناد إلى مخزونه الثرى من القيم الإسلامية الداعية إلى الاعتدال والوسطية والتواصل مع مختلف الأجناس والثقافات والحضارات والأديان.
واقر المشاركون عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لبلورة معالم إستراتيجية دولية لمواجهة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وإعداد مدونة سلوك دولية لمكافحته كما قرروا إعلان سنة 2009 عاما للحوار مع الشباب في العالم الإسلامي تحضيرا للمؤتمر العالمي للشباب الذي دعا إليه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
ونظمت هذا المؤتمر، الذي اختتم أعماله رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة التونسية، تحت شعار "قضايا الشباب في العالم الإسلامي: رهانات الحاضر وتحديات المستقبل".
وأوصى المؤتمر بضرورة "إيجاد مناخ ملائم للتنمية الشاملة في الدول النامية على أساس العدالة الإجتماعية والديمقراطية في العلاقات الدولية لتجنيب الشباب مخاطر الإنزلاق في التطرف".
وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي افتتح اعمال المؤتمر الإثنين، وتواصلت أعماله على مدى ثلاثة أيام، بهدف بحث مساهمة الشباب في المجتمعات الإسلامية وفي الجهود الدولية لتعزيز حوار الحضارات والثقافات والأديان ونبذ مظاهر التطرّف والعنف والغلوّ والإرهاب.
وتضمّن جدول أعماله مناقشة جملة من المحاور، منها "الشباب والتربية وعلى قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات والأديان"، و"كيفية معالجة أسباب الإرهاب والتطرف والعنف والغلو الديني في صفوف الشباب في العالم الإسلامي"، و"رهانات العولمة وتحدياتها بالنسبة إلى الشباب في العالم الإسلامي".
واكد البيان ايضا ضرورة "تعزيز قيم الاعتدال والتسامح والاحترام المتبادل في علاقات البلدان والشعوب ومد جسور التواصل والحوار بين مختلف الحضارات والثقافات والاديان".
كما دعا الى "تشجيع الحوار مع الشباب من اجل بناء السلام حاضرا ومستقبلا على اسس قوية تصمد امام الازمات الطارئة والاحداث المفاجئة".
ونبه "عهد تونس" الى "الاخطار الناجمة عن عدم الربط بين المنظومة التربوية في دول العالم الاسلامي وظاهرة الانحراف التي تتعرض لها طوائف من الشباب في هذه المنطقة نتيجة التسرب المدرسي".
واوصى المشاركون "باستثمار ظاهرة هجرة الشباب في العالم الاسلامي الى دول اخرى وتوظيف ذلك الواقع الجديد في ايجاد جسور من التفاهم والتواصل بين الشباب ودول الاستقبال".
وبعد ان اكدوا اهمية "البحث عن حلول جذرية لظاهرة الهجرة السرية"، دعا المشاركون الى "توفير الاعتمادات اللازمة لتطوير المشاريع والبرامج الموجهة لفائدة الشباب في العالم الاسلامي (...) وتبني سياسات تستفيد من الثروة البشرية والتكنولوجية (...) تقلل من معدلات البطالة والفقر والجريمة".
وقد ناقش الخبراء خلال المؤتمر عدة قضايا ابرزها "اسباب وجود ظاهرة العنف والارهاب في اوساط الشباب المسلم وحلولها" و"كيف يمكن لشباب العالم الاسلامي مواجهة الاسلاموفوبيا".
كما بحثوا في "تجربة المنظمة الدولية للفرنكفونية في مجال رعاية الشباب" و"معالجة اسباب الارهاب والتطرف والعنف والغلو الديني في صفوف الشباب في العالم الاسلامي" و"دور وسائل الاعلام العربية في التصدي لظاهرة الارهاب".