عالمات فضاء ممثلات في كوميديا مسرحية

2019-11-14

عدد من العالمات يبذلن جهدا كبيرا لإضحاك الناس على المسرح، من دون التخلص بالكامل من غريزتهن العلمية، لأنهن يعتبرن أن بين العلوم والكوميديا الكثير من الأمور المشتركة فالمجالان يسعيان إلى وضع ملاحظات حول العالم وتشاركها مع الجمهور.

وتعدّ كاشا باتل خلال النهار بجدية تامة مقالات لموقع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الإلكتروني، لكن مع هبوط الليل تتشارك العالمة اكتشافاتها من خلال الضحك والفكاهة على المسرح.

وقالت باتل “جزء من عملي يقوم على مساعدة الناس على التمييز بين الوقائع والخرافات”، موضحة “على سبيل المثال، يمكنكم أن تصابوا بالكلاميديا (مرض منقول جنسيا) إذا ما قضى حيوان كوالا عليكم حاجته، هذا واقع. لكن الخرافة هي أن زوجتكم ستصدقكم إذا ما قلتم لها إنكم أصبتم بالمرض بهذه الطريقة”.

وأسست باتل، ناديا لكوميديا الوقوف (ستاند آب كوميدي) بعنوان “دي.سي ساينس كوميدي” في العاصمة الأميركية، حيث يصعد باحثون كثر على الخشبة للترويج للعلم كمجال متاح أكثر للعامة بفضل الفكاهة.

وأكدت العالمة البالغة من العمر 28 عاما أنها تنتهج في المقاطع الفكاهية التي تقدمها، خطا كوميديا كلاسيكيا على شاكلة العروض التقليدية مع النكات والعبارات الطريفة والقصص المضحكة من الحياة الشخصية.

وأوضحت أنها بذلت جهودا كبيرة للإبقاء على العبثية اللازمة لإضحاك الناس على المسرح، من دون التخلص بالكامل من غريزتها العلمية الفطرية. وهي حللت أخيرا تسجيلات لخمسمئة من نكاتها لمعرفة ما هي النكات التي تحصد أكبر قدر من التفاعل.

وأضافت “لقد اكتشفت أن نكاتي العلمية تحقق نجاحا أكبر بـ40 بالمئة مقارنة مع باقي النكات التي أرويها”، مشيرة إلى أنها تعمل على تطوير خوارزمية لإجراء تحليل آلي لهذه النكات.

من الناسا إلى الكوميديا

وأفادت شانون أوديل، وهي طالبة دكتوراه في علم الأعصاب بجامعة كورنيل وتقف وراء عرض “درانك ساينس”، “ثمة أمور مشتركة كثيرة بين العلوم والكوميديا.. فالمجالان يسعيان إلى وضع ملاحظات حول العالم وتشاركها مع الجمهور”.

وترى أوديل التي تقدم أعمالها الكوميدية في ستايت كولدج بنسلفانيا في شرق الولايات المتحدة، أنه من المهم الدفاع عن هذا المفهوم خصوصا وأن الأميركيين ينظرون إلى العلماء على أنهم ثاني أكثر فئة جديرة بالثقة بعد العسكريين وبأشواط بعيدة عن الإعلاميين، وفق ما أظهرت دراسة جديدة لمعهد “بيو ريسيرتش سنتر”.

وأشارت إلى أن كل العلماء لا يمكنهم إطلاق النكات بسهولة “إلا أنه من الرائع أن يتمكن العلماء من الخروج وتشارك خبرتهم إذ هم خبراء” خصوصا مع بروز الأخبار الزائفة والمشككين بتغير المناخ.

ومع أن الأبحاث العلمية ممولة بمساهمات المكلفين، إلا أن الأعمال العلمية غالبا ما تقدم بلغة علمية صعبة الفهم ومتوافرة فقط في المؤتمرات والمجلات العلمية ما يترك المجال لازدهار الأخبار الزائفة.

وتبث الباحثة (30 عاما) عرضها عبر يوتيوب مرفقة إياه برسوم بيانية مضحكة لتفسر مثلا تأثير استهلاك الكحول على جزء من الدماغ يتحكم بالحركة. وتقول “نعتبر العلم نوعا من برج عاجي أكاديمي لكن ثمة مصلحة في جعله ترفيهيا من دون الابتعاد عن الدقة العملية”.

وتشارك أستاذة علم النفس بجامعة ولاية أريزونا، أثينا أكتيبيس، كلا من باتل وأوديل، مسرح بنسلفانيا، لتقديم عروضها الكوميدية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي