فيما يواصل جيش الاحتلال الاعتداء على الفلسطينيين

آلاف المستوطنين يقتحمون "حائط البراق” والأقصى ويؤدون “طقوسا تلمودية”

الامة برس
2019-10-20

 

في مشهد جديد جسد حجم الهجمة الإسرائيلية المنظمة على مدينة القدس، في إطار مخططات التقسيم والتهويد المبرمجة، اقتحم آلاف المستوطنين بحماية أمنية مشددة، باحات حائط البراق، كما نفذوا اقتحامات استفزازية أخرى للمسجد الأقصى، بناء على دعوات “جماعات الهيكل” المزعوم، في نهاية أحد “الأعياد اليهودية”، في وقت واصل فيه المستوطنون هجماتهم ضد المزارعين، فيما قام جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات دهم أخرى لمناطق الضفة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى الأحد 20أكتوبر2019، اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين منطقة حائط البراق الذي يحد المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية، للاحتفال بـ”عيد العرش” اليهودي.

وأدى المستوطنون خلال عملية الاقتحام الواسعة “طقوسا تلمودية” في المكان، وسط انتشار أمني كثيف لقوات الاحتلال، التي نصبت العديد من الحواجز في المدينة المحتلة.

وكانت “جماعات الهيكل” المزعوم جددت دعواتها للمستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة لباحات المسجد الأقصى المبارك، الأحد، في اليوم السابع من “عيد العرش” اليهودي، وذكرت الجماعات في دعواتها التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن عددا من المستوطنين سيجتمعون غدا عند السادسة صباحا، قرب باب المغاربة الذي تنفذ عبره الاقتحامات.

وقد تلا ذلك أن قامت جماعات أخرى من المستوطنين بعمليات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، بعد التوقف خلال اليومين الماضيين الجمعة والسبت، بسبب العطلة الأسبوعية.

وأجرى المستوطنون جولات استفزازية داخل باحات الأقصى، بعد أن دخلوا المسجد على شكل جماعات متتالية، وبحماية من شرطة الاحتلال الخاصة من جهة “باب المغاربة”، حتى خرجوا كالعادة من جهة “باب السلسلة”، في وقت شددت فيه سلطات الاحتلال من إجراءات دخول المصلين الفلسطينيين على بوابات الأقصى، واعتدت على ثلاثة مبعدين عن المسجد الأقصى.

وأدى المستوطنون، الذين تقدمهم المتطرف نعوم فيدرمان، “طقوسا تلمودية” علنية وبصوت مرتفع داخل الأقصى، وذلك عند وصولهم إلى منطقة الصخرة المشرفة.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قالت إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى، منذ بداية “عيد العرش” حتى الخميس الماضي، بلغ أكثر من 2700 مستوطن.

ويهدف الاحتلال وجماعات المستوطنين من وراء ذلك إلى الاستمرار في تنفيذ المخططات المبرمجة لتقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا، وإتاحة الفرصة للمستوطنين بإقامة “طقوس تلمودية” بداخله، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون بشدة.

وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إن استمرار اقتحام المستوطنين للأقصى وتدنيسه والاعتداء على المصلين “استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم، وعدوان خطير على مقدساتهم”.

وأكد برهوم في تصريح صحافي أن استمرار هذه الاعتداءات والانتهاكات “ستكون مدعاة إلى إشعال الأوضاع في المنطقة برمتها، سيدفع ثمنه ويتحمل تبعاته الاحتلال الصهيوني”.

  حماس: الاعتداءات والانتهاكات ستشعل الأوضاع في المنطقة برمتها

وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أكد أن مخططات الاحتلال التهويدية في المسجد الأقصى والقدس المحتلة “لن يكتب لها النجاح”، وقال في كلمة متلفزة بثتها “فضائية الأقصى”: “لن نسمح ولو على رقابنا وعلى دمنا بتمرير مخططات الاحتلال، ولن تتغير معالم القدس، وكل القرارات لن تغير الحقائق”.

وطالب الأمة العربية والإسلامية بالعمل على نصرة القدس المحتلة، والوقوف في مربع الدفاع عنها، داعيا كذلك إلى توفير كل عوامل الصمود، وتعزيز الوجود الفلسطيني داخل القدس.

وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال هجماتها ضد المناطق الفلسطينية، ونفذت حملات دهم وتفتيش طالت العديد من المناطق، واعتقلت طفلا ووالدته في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة.

وأوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت حي الشهيد محمد عبيد، واعتقلت الطفل محمد غيث “12 عاما” أثناء تواجده في الحي، قبل أن يتم اعتقال والدته فور وصولها للمكان.

واعتقلت قوات الاحتلال الأحد، شابا خلال محاولته الدخول من بوابة الجدار الفاصل في بلدة زيتا شمال مدينة طولكرم شمالي الضفة، حيث ذكر شهود عيان أن جنود الاحتلال اعتقلوا الشاب عقب دخوله من البوابة وكبلوه واحتجزوه بجانب دورية عسكرية في المكان، حيث كان الشاب في طريقه للعمل داخل المناطق المحتلة عام 1948، وقد تكررت خلال الأيام الماضية عمليات قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار صوب العمال وتسبب ذلك في إصابة سبعة منهم عند تلك البوابة.

واعتقلت قوات الاحتلال، فجر الأحد، الشاب حامد عويس “21 عاما”، من قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس.

وليل السبت اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طفلا وأسيرا محررا شرق مدينة قلقيلية شمالي الضفة، وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل فهد شتيوي “13 عاما”، بعد توقيفه قرب الجدار الفاصل في منطقة الرزازة شرق قلقيلية، كما اعتقلت أيضا الأسير المحرر عكرمة بنان أبو علبة “40 عاما” على حاجز عسكري قرب قرية النبي الياس.

كذلك فتشت قوات الاحتلال عددا من منازل المواطنين في محافظة الخليل، وشددت من إجراءاتها على مداخل القرى والبلدات، حيث أغلقت مدخل بلدة حلحول الشمالي، والطرق الرابطة شرقا، والطريق الاستيطاني رقم “60”، ومداخل البلدات، وأطلقت قنابل الغاز على مدخل بلدة يطا الشمالي، بحجج أمنية واهية، وعرقلت حركة تنقل المركبات على مفرق بيت عينون شرقا.

كما واصل المستوطنون عمليات ملاحقة المزارعين خلال موسم قطف الزيتون والاعتداء عليهم، حيث تسببت تلك الهجمات خلال الساعات الـ48 الماضية، في إصابة عدد من المزارعين الذين نقلوا للعلاج في المشافي، كما تسببت في سرقة الكثير من محصولهم على أيدي المستوطنين، وطردت قوات الاحتلال الأحد، قاطفي الزيتون من أراضيهم في بلدة قريوت جنوب نابلس.

  الخارجية تطالب بتحرك دولي عاجل لحماية الشعب الفلسطيني وتحذر من “عمليات إرهابية”

وقد طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، بتحرك دولي عاجل لحماية الشعب الفلسطيني من تغول الاحتلال ومستوطنيه، وأدانت الاعتداءات المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وشرطته وأجهزته المختلفة وميليشيات المستوطنين المسلحة، ضد المواطنين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية ومحيطها.

وأشارت إلى أنها تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل للاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني، واعتبرته “مقدمة لعمليات إرهابية وجرائم وتهجير واسعة النطاق”، محذرة من خطورة التعامل مع هذه الاعتداءات كـ”أمور اعتيادية تتكرر يوميا ولا تستدعي ردود فعل إقليمية ودولية”، وشددت الخارجية على أن صمت المجتمع الدولي والدول التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان والعدالة الدولية “يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الاعتداءات والانتهاكات بحق أبناء شعبنا”، وقالت: “من يصمت على هذه الجرائم مشارك فيها، وفقا للقانون الدولي”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي