واشنطن، دي سي

2019-10-18

واشنطن، دي سي Washington, D.C.، (تـُنطـَق /ˈwɒʃɪŋtən ˌdiːˈsiː/) هي عاصمة الولايات المتحدة. ولها نفس حدود منطقة كلومبيا District of Columbia (التي تـُختصر "دي سي D.C."). وتقع المدينة والمنطقة على ضفاف نهر پوتوماك ويحدها ڤرجينيا إلى الجنوب الغربي ومريلاند إلى الشمال الغربي، والشمال الشرقي والجنوب الشرقي. خـُطِطت المدينة وبـُنِيت في أواخر القرن 18 لتكون العاصمة الوطنية الدائمة؛ المنطقة الفدرالية شـُكـِّلت لتـُبقي العاصمة الوطنية متميزة عن الولايات.

واشنطن دي. سي عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، وإحدى المدن الأمريكية التاريخية الجميلة، كما أنها موقع عُرف بجماله الأخاذ الذي يجذب إليه كثيرًا من الزوار والسائحين. والحرفان دي. سي اختصار للكلمات الإنجليزية (ديستركت أوف كولومبيا) وتعني: مقاطعة كولومبيا.

تمثل واشنطن دي سي المقر الرئيسي للحكومة الفيدرالية، ويستقر فيها رئيس الولايات المتحدة، وأعضاء الكونجرس، وقضاة المحكمة العليا، ونحو 374,000 من الموظفين الذين يشغلون الوظائف الفيدرالية في منطقة واشنطن. وتؤثر القرارات التي تتخذها السلطات الفيدرالية المدنية على حياة الذين يعيشون في سائر أنحاء الولايات المتحدة، بل وتتعداها أحيانًا إلى دول أخرى من دول العالم. ومن أمثلة ذلك أن يقترح الرئيس على الكونجرس بعض القوانين التي توجه علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأخرى. وقد يَسنّ أعضاء الكونجرس عددًا من القوانين التي يجب على كل مواطن أمريكي أن يخضع لها. ويقرر قضاة المحكمة العليا ما إذا كانت قوانين الحكومة وممارساتها دستورية أم لا. وبالإضافة إلى ذلك فإن واشنطن مهمة للشعب الأمريكي في جوانب أخرى. فالمدينة رمز لوحدة البلاد الوطنية وتاريخها وتقاليدها الديمقراطية.

وفي كل سنة يتوافد ملايين الناس من سائر أنحاء الولايات المتحدة، ومن الدول الأخرى، إلى الولايات المتحدة، لزيارة العاصمة واشنطن ورؤية مبانيها المهمة مثل الكابيتول حيث يجتمع أعضاء الكونجرس، كما يشاهدون البيت الأبيض حيث يسكن رئيس البلاد ويقوم بأعباء الحكم. ومن بين المناطق التي يزورونها نصب جورج واشنطن التذكاري وتمثال لنكولن التذكاري وغيرهما من المباني المشيدة اعترافًا بالأبطال الأمريكيين السابقين. ويواصل الزوار زياراتهم لمشاهدة متاحف المدينة الكثيرة، التي تحتوي على أكبر مجموعة من الآثار الأمريكية في الماضي.

 

بنيت كثير من مباني واشنطن وآثارها من الرخام الأبيض الرائع. وتنتشر في المدينة الحدائق المزهرة الزاهية والمتنزهات الرائعة التي تضفي جمالاً طبيعيًا على ذلك الجمال الرائع الذي تتألق بروعته المنطقة.

تقع واشنطن في الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة بين ماريلاند وفرجينيا، وهي المدينة الأمريكية الوحيدة التي لا تتبع لأية ولاية. وتغطي واشنطن منطقة كولومبيا بأسرها، وهي قطعة أرض خاضعة لقوانين الحكومة الفيدرالية.

وواشنطن من المدن القليلة في العالم التي وضعت تصميماتها قبل بنائها. فقد اختار الرئيس جورج واشنطن موقع المدينة في عام 1791م، وعين بيير تشارلز لانفان المهندس الفرنسي لكي يقوم برسم خطط المدينة. وحلت واشنطن محل فيلادلفيا لكي تصبح عاصمة البلاد وذلك في سنة 1800م. وقرر لانفان ومن معه من رجال في لجنة تصميم المدينة تسمية هذه البلدة الجديدة واشنطن تخليدًا لجورج واشنطن.
كان الهنود البسكاتوويون أول من سكنوا في منطقة واشنطن. وأخذ البِيض في القدوم نحو المنطقة في نهاية القرن السابع عشر، وأقاموا بعض المزارع والحقول. وفي عام 1749م أسس المهاجرون مدينة الإسكندرية، وكانت أول مدينة تنشأ في المنطقة التي كانت معروفة آنذاك بمستعمرة فرجينيا.


كيف أصبحت واشنطن العاصمة
استخدمت عدة مدن عواصم للولايات المتحدة خلال سنواتها الأولى. ولكن في عام 1783م قرر الكونجرس أن تحدّد عاصمة دائمة للبلاد لتكون مركزًا رئيسًا للحكومة. بيد أن الولايات لم تستطع أن تتفق على موقع لهذه العاصمة. وقد خُيل إلى الناس أن هذه العاصمة الجديدة ستصبح مدينة مهمة من الناحية التجارية والصناعية. ونتيجة لذلك أرادت كل ولاية أن تكون هذه العاصمة بين حدودها. وبالإضافة إلى ذلك أراد كل من الشماليين والجنوبيين أن تكون العاصمة ضمن أراضيهم.

وفي عام 1790م توصل وزير المالية ألكسندر هاملتون إلى حل. فقد اقترح أن تُنشأ العاصمة في أرض تملكها الحكومة الفيدرالية بدلاً من أن تملكها ولاية من الولايات. وقام هو وآخرون بإقناع الزعماء السياسيين الشماليين بوضع العاصمة في الجنوب. وفي مقابل ذلك أيّد الزعماء الجنوبيون بعض السياسات الحكومية التي يراها الشماليون.

وبمجرد أن انتهت الخلافات قرّر الكونجرس أن يحدّد موقع العاصمة على ضفاف نهر بوتوماك. ثم طلب من الرئيس جورج واشنطن الذي كان قد نشأ وترعرع في منطقة بوتوماك أن يختار الموقع بالضبط.

ولم يتضمن اختيار الرئيس في عام 1791م فقط أراضي أصبحت الآن من أراضي واشنطن، ولكن شمل 78كم² من أراض تقع غربي بوتوماك كذلك. وكانت حدود المدينة الحالية من ضمن ممتلكات ماريلاند، كما كانت الأراضي التي تقع جنوب غربي النهر جزءًا من فرجينيا. وقد حوَّلت كلتا الولايتين هذه الأراضي إلى الحكومة الفيدرالية.

الأيام الأولى
عين الرئيس جورج واشنطن المهندس الفرنسي بيير لانفان تشارلز لعمل خطة لخريطة المدينة الطبيعية. وقد عالجت خطة لانفان فقط المساحة التي بين نهر أناكوستيا وجورج تاون. ولكنها وضعت في نفس الوقت النمط لكل المدينة وجعلت من الكابيتول مركزًا لمدينة واشنطن.

وفي عام 1800م انتقلت الحكومة الفيدرالية من مقرها المؤقت في فيلادلفيا إلى واشنطن. وكان عدد سكان واشنطن آنذاك نحو 8,000 نسمة. وفي عام 1814م وذلك خلال حرب 1812م استولى الجنود البريطانيون على واشنطن، فأحرقوا الكابيتول، والبيت الأبيض وبعض المباني الحكومية الأخرى. ثم أعيد بناء هذه الأماكن فيما بعد وانتهت أعمال البناء سنة 1819م.

لم تَصْدُق الرؤيا بأن واشنطن ستصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا، ولم تستطع هذه المدينة منافسة غيرها من المدن العريقة مثل بوسطن، ونيويورك وفيلادلفيا وبالتيمور وتشارلستون في نشاطها الاقتصادي. ولما كانت تفتقر إلى النمو الاقتصادي فقد ظلت مدينة واشنطن مدينة صغيرة.

النمو والتطور

كانت فترات نمو العاصمة واشنطن ذات صلة وثيقة بأيام الأزمات مثل الحروب والأزمات الاقتصادية. ففي مثل تلك الظروف تتسع مسؤوليات الحكومة الفيدرالية لكي تمد يد المعونة لعدد كبير من المواطنين الذين ينزحون إلى المدينة لشغل الوظائف التي تستحدث فيها.

وكانت أولى تلك الأزمات الحرب الأهلية التي استمرت من سنة 1861م إلى سنة 1865م، وقد أدت هذه الحرب إلى نمو واشنطن، إذ زاد عدد سكان المدينة من 60,000 إلى 120,000 نسمة. وحشد الاتحاد آلاف الجنود في واشنطن للدفاع عن المدينة ضد هجمات القوات الجنوبية. وانهمرت أعداد كبيرة من الناس يقصدون المدينة للمساعدة في توجيه مجهود الاتحاد الحربي، ولتأسيس وإقامة بعض الأعمال التجارية. وبالإضافة إلى ذلك توجهت أعداد كبيرة من المستعبدين الذين حُرروا أثناء الحرب إلى المدينة. وأدى هذا النزوح الجماعي الضخم إلى نقص حاد في السكن بالمدينة. وبالإضافة إلى ذلك فإن شوارع المدينة ونظام مجاريها وشبكة مياهها وغير ذلك من مرافق الخدمات العامة، لم تستطع القيام بمهامها على الوجه المطلوب ومقابلة احتياجات السكان المتزايدين.

وأخذت واشنطن في النمو والتطور بعد الحرب الأهلية. ولكن في سنة 1917م عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، حلت فترة أخرى للتزايد السكاني في المدينة. فقد أصبحت الحكومة مرة أخرى في حاجة إلى عمال جدد لإدارة مجهود حربي جديد. وكانت هناك حاجة إلى أعمال تجارية وخدمات لمساندة الحكومة.

وإبّان الأزمة الاقتصادية العالمية في الثلاثينيات من القرن العشرين أصبحت الوظائف نادرة الوجود في سائر أنحاء الولايات المتحدة ماعدا واشنطن. وكانت الحكومة الفيدرالية غارقة في وضع الخطط وتنفيذها لإنهاء تلك الأزمة الحادة، وأضحت هناك آلاف من الوظائف الحكومية في متناول اليد في العاصمة.

التطورات الحديثة

ومنذ تلك الأزمة الاقتصادية العالمية أدت عدة عــوامل إلى نمو الحكومة دون أن يواجهـها سوى القـليل مـن العقـبات. ومن هـذه العوامل اشـتراك الولايـات المتحـدة فـي الحرب العالمية الثانية (1941- 1945م)، ثم تزعمها للـعالم الغـربـي بعـد الحـرب، وزيادة مسـؤولـيات الحكـومة الفيـدرالية فـي مجال العـمل الاجتـماعي. وأدى تطــور الحكــومة إلى نمو مستمر في منطقة واشنطن. بذل سكان واشنطن جهداً كبيراً في جعل مدينتهم ولاية قائمة بذاتها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين إلا أن مجلس الشيوخ كان عائقاً أمامهم رغم موافقة مجلس النواب.

الجغرافيا

تقع واشنطن دي. سي. على الضفة الشمالية الشرقية من نهر بوتوماك. وتبلغ مساحة المدينة نحو 177كم²، كما يبلغ عدد سكانها 606,900 نسمة. وتحد ولاية ماريلاند واشنطن من الشمال والشرق والجنوب. وتقع فرجينيا على نهر بوتوماك نحو الغرب والجنوب. 

وتحيط بواشنطن الضواحي التابعة لكل من ميريلاند وفرجينيا. وتشكل المدينة وضواحيها منطقة حضرية كبرى تبلغ مساحتها 16,863كم²، كما يبلغ عدد سكانها 4,223,485 نسمة.

ويقع الكابيتول بالقرب من وسط واشنطن. وتمتد بعض الشوارع الواسعة من الكابيتول إلى كل الاتجاهات، وكأنها أسلاك عجلة. تقسم هذه الشوارع مع الساحة القومية (المول)، التي تمتد نحو الغرب من مبنى الكابيتول، واشنطن إلى أربعة أقسام هي: الشمال الغربي، والشمال الشرقي، والجنوب الشرقي، والجنوب الغربي. وقد أطلق اسم كل منها حسب اتجاهه من الكابيتول. كما أن كل عنوان في واشنطن يتبعه واحد من الاختصارات التي تدل على القسم الذي فيه العنوان. وهذه الاختصارات ومعانيها هي إن دبليو (شمال غربي)، إن إي (شمال شرقي)، إس إي (جنوب شرقي)، إس دبليو (جنوب غربي).

القسم الشمالي الغربي
هو أكبر أقسام واشنطن، ومركز واشنطن الرئيسي للنشاط الثقافي والاقتصادي والحكومي.

ويتضمن الجزء الجنوبي من قسم واشنطن الشمالي الغربي البيت الأبيض ومباني الحكومة الكثيرة القريبة منه، إضافة إلى المتاحف السميثسونية ونصب واشنطن التذكاري ونصب لنكولن. وتقع منطقة واشنطن الرئيسية للتسوُّق في القسم الشمالي الغربي.

القسم الشمالي الشرقي
منطقة سكنية، تعيش فيها جماعات من الطبقة الوسطى وأخرى من ذوي الدخل المنخفض.

ويقع أرشيف متحف بثيون وغيره من المؤسسات المخصصة لترقية ثقافة السود في القسم الشمالي الغربي. ويقع حرم الجامعة الكاثوليكية الأمريكية ـ وهي الجامعة الوطنية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية ـ على بعد نحو 5كم شمالي الكابيتول في هذا القسم.

القسم الجنوبي الشرقي
منطقة سكنية غنية تعج بمباني الشقق السكنية الراقية، إضافة إلى بعض المنازل القديمة التي أعيدت إلى سابق عهدها. وهناك سوق على الطراز القديم يسمى السوق الشرقي، يؤمه جماعات من المزارعين الذين يقدمون من المناطق حول واشنطن لبيع محصولهم من الفاكهة والخضراوات وعصير التفاح والبيض والأزهار. ويحضر التجار نتاج مخابزهم، كما يجلب آخرون اللحم الذي يباع بمقدار ما يحتاج إليه المشتري، وغير ذلك من السلع.

القسم الجنوبي الغربي
أعيد بناء كل مباني القسم الجنوبي الغربي من واشنطن تقريبًا بعد الخمسينيات من القرن العشرين، جزءًا من برنامج تجديد حضري رئيسي. وبالقسم كثير من المنازل الجديدة والشقق السكنية والمكاتب بالمقارنة مع غيره من الأقسام.

منطقة واشنطن الحضرية
وفقًا لما حددته الحكومة الفيدرالية، تشتمل هذه المنطقة على المدينة، ومقاطعات كالفيرت وتشارلز وفريدريك ومونتجمري وبرنس جورج في ماريلاند، ومقاطعات آرلنجتون وفيرفاكس ولودون وبرنس وليم وستافورد في فرجينيا، وخمس مدن فرجينية لا تتبع أي ولاية، وهي الإسكندرية وفيرفاكس وفولز تشيرتش وماناساس وماناساس بارك.

وتتضمن مقاطعات منطقة واشنطن الحضرية بعض المدن والبلدات الريفية ومساحات واسعة مكشوفة من الجبال والغابات والحقول. ومعظم المدن والبلدات الريفية تحكمها تشريعات المقاطعات التي تقع فيها.

الديموغرافيا

تبلغ نسبة السكان السود إلى إجمالي سكان واشنطن نحو 70%، ولا توجد في الولايات المتحدة الأمريكية أية مدينة رئيسية فيها هذه النسبة الكبيرة من السود. ويشكل البيض نحو 27% من سكان المدينة. أما النسبة المتبقية فتتضمن جماعات قليلة من الهنود الأمريكيين والآسيويين، وخاصة الصينيين والفلبينيين واليابانيين.

ويختلف التكوين العرقي في ضواحي واشنطن كثيرًا جدًا عن التكوين العرقي في المدينة. ففي الضواحي تصل نسبة السكان البيض إلى نحو 78%، ونحو 17% من السود، وتبلغ نسبة الهنود الأمريكيين مع الآسيويين وغيرهم من الأعراق نحو 5%.

ويبلغ عدد الأجانب القادمين من خارج الولايات المتحدة نحو 41,000 نسمة. ويعمل كثير من هؤلاء الأشخاص في السفارات الأجنبية أو المنظمات العالمية التي في المدينة. ويتضمن السكان الأجانب جماعات من كل قطر تقريبًا، مما يعطي المدينة سمة عالمية مختلطة.

المجموعات العرقية

يشكل السود في واشنطن أكبر مجموعة عرقية، فهناك نحو 450,000 أسود يعيشون في المدينة. ويشكل السود أيضًا أغلبية السكان في كل من أقسام واشنطن الأربعة. وتصل نسبتهم إلى نحو 89% من السكان في الشمال الشرقي، و90% في الجنوب الشرقي و60% في الجنوب الغربي و51% في الشمال الغربي.

ويعيش الآلاف من سكان واشنطن السود حول مدينة واشنطن، وقد أضحت هذه المناطق مكونة كليًا تقريبًا من أناس ينحدرون من أصولهم نفسها. ويترواح مستوى سكان المناطق المحيطة بالمدينة من طبقات فقيرة إلى أناس بدخل متوسط إلى آخرين من ذوي الدخل العالي. وهناك أيضًا كثير من سكان واشنطن السود يعيشون في مناطق مختلطة يسكنها ذوو الدخل المتوسط والعالي الذين ينحدرون من مختلف الأعراق، وقد تكون تلك السكنى المختلطة في المدينة أو الضواحي.

ويسكن في واشنطن ما يقرب من 172,000 نسمة من البيض. وفي كثير من المدن توجد أعداد كبيرة من الأعراق مثل الأيرلنديين والإيطاليين والبولنديين وهم يسكنون في المنطقة نفسها. ولكن معظم مناطق واشنطن التي تسكن فيها أغلبية من البيض، تتكون من أصول مختلفة الجنسيات تعيش معًا في المنطقة نفسها.

ومنذ أواسط القرن العشرين استقر عدد كبير من اللاجئين الذين فروا من الحروب التي اندلعت في أقطارهم في واشنطن وضواحيها. ويضم هؤلاء كثيرين من جنوب شرقي آسيا وبعض المنحدرين من أصول أسبانية. ويعيش كثير من هؤلاء الذين ينتمون إلى أصل واحد في نواح قريبة بعضها إلى بعض، وفتحوا مطاعم ودكاكين وغير ذلك من المحلات التجارية في النواحي التي استقروا فيها.

 

السكن
في واشنطن بعض المنازل الراقية التي عرفتها الأمة الأمريكية بما في ذلك شقق ووترجيت وقصور جورجتاون ومنازلها. وبالإضافة إلى ذلك فإن بالمدينة كثيرًا من منازل الطبقة الوسطى الجيدة. غير أن المدينة مع ذلك تنقصها المنازل الصالحة لعائلات ذوي الدخل المنخفض وذوي الدخل المتوسط. ويوجد هذا النقص في السكن في كل من المدينة والضواحي، ويُعد من أكبر المشكلات التي تعانيها منطقة واشنطن.


الجريمة
تواجه واشنطن أنواعًا مختلفة من المشكلات الاجتماعية. ومن بين هذه المشكلات الفقر والجريمة. وعلى العموم فإن سكان واشنطن ينعمون بمستوى عالٍ من المعيشة، ولكن الآلاف من الناس في كل من المدينة والضواحي ليسوا من ذوي الحظ في هذا الثراء.

وتُرتكب أكثر الجرائم التي تحدث في واشنطن في المدينة، خاصة في المناطق الفقيرة. ولكن في السنوات الأخيرة أخذ معدل الجريمة في الارتفاع بسرعة متزايدة في الضواحي أكثر منه في المدينة. وتجد مشكلات الجريمة في واشنطن اهتمامًا إعلاميًا على مستوى الدولة الأمريكية أكثر من أي مدينة أخرى باستثناء نيويورك. وعندما يكون موظف الدولة هو ضحية الجريمة فإن أخبار هذه الجريمة تنتشر في سائر أنحاء الولايات المتحدة. ولهذا فإن كثيرًا من الناس يعتقدون بأن لواشنطن معدلاً عاليًا للجريمة. ولكن هناك أكثر من 60 منطقة حضرية لها معدلات جرائم أعلى من واشنطن. وهناك مناطق حضرية تفوق واشنطن في معدل الجرائم العنيفة مثل التهجم والقتل.


الاقتصاد

يعتمد اقتصاد واشنطن على نشاطات الحكومة الفيدرالية. وتعيّن الحكومة كثيرًا من عمال منطقة واشنطن، ويزيد العاملون فيها كثيرًا عن أولئك الذين يعملون في أي من المؤسسات الخاصة. كما أنها تحصل على الكثير من نشاط واشنطن الاقتصادي الخاص.

موظفو الحكومة يزحمون شارع بنسلفانيا عند انصرافهم من العمل. والحكومة الفيدرالية أكبر مخدِّم في منطقة واشنطن.

إن جاذبية الحكومة تجعل واشنطن في مقدمة المراكز العالمية في مجال السياحة. ففي كل عام يفد ملايين السياح إلى المدينة لزيارتها، ولرؤية الحكومة وهي تؤدي أعمالها، وللتمتع بمناظرها التاريخية المثيرة. وتساعد الأموال التي ينفقها السائحون على توافر وظائف في كثير من الفنادق الكبيرة والصغيرة وفي المطاعم وغيرها من المحال التجارية.

وتنتشر الكثير من الأعمال التجارية الخاصة المهمة اقتصاديًا في واشنطن نظرًا لوجود الحكومة فيها. ومن بين هذه النشاطات الشركات التي تعمل في المجال القانوني، وفي المحاسبة، والمنظمات التي تعمل في أبحاث الشؤون العامة وشركات الاتصالات. وتتضمن هذه النشاطات أيضًا عددًا من الشركات التجارية والاتحادات العمالية التي تقيم مكاتبها الرئيسية في المدينة حتى تتمكن من التأثير على سياسات الحكومة لصالح أعضائها. ويطلق على الأشخاص الذين يحاولون التأثير على الحكومة جماعات الضغط. وبالإضافة إلى ماتقدم فإن المسائل المالية والتأمين والممتلكات العقارية والتجارة بالجملة والقطاعي، توفر وظائف كثيرة لأهل المدينة.

أما التصنيع في واشنطن فإن أهميته أقل بكثير عما عليه الحال في المدن الكبيرة. وهناك عدد قليل من السكان يعمل في الحقل الصناعي. وتستخدم شركات الطباعة ودور النشر الكثير من هؤلاء العمال.

الاتصالات
تعتبر واشنطن في المقدمة لوجود مراكز الاتصالات. ولكثير من الصحف العالمية الرئيسية والمجلات وشبكات الإذاعات والتلفاز بعض المراسلين الدائمين في المدينة. ويزِّود هؤلاء المراسلون القراء والمشاهدين والمستمعين بآخر أخبار نشاطات الحكومة.

وتجعل الحكومة من واشنطن أحد أهم مراكز النشر في البلاد. وتصدر وكالات الحكومة وإدارتها بعض النشرات والكتب في شتى الموضوعات. وتتفاوت المواضيع، من تلك التي تتعلق بمعلومات الإحصاء السكاني إلى الكيفية التي تحل بها المشكلات وإعلانات عيادات العلاج الطبي.

وفي واشنطن صحيفتان يوميتان، هما الواشنطن بوست والواشنطن تايمز. وتصدر يو إس إيه توداي، وهي صحيفة يومية قومية في منطقة واشنطن. وتعمل في هذه المنطقة أيضًا أكثر من 40 محطة إذاعية و14 محطة تلفاز.

 

عن : موقع معرفة بتصرف

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي