الاحتجاجات ستشمل 60 بلدا في العالم طيلة أسبوعين

الغرابة عنوان احتجاجات البيئة في العالم بعيدا عن العنف

2019-10-04

صناعة الملابس تساهم أيضا في التغير المناخيلندن – استخدم ناشطون يطالبون بمكافحة تغير المناخ الخميس سيارة إطفاء في رش طلاء أحمر على واجهة وزارة الخزانة البريطانية في محاولة للفت الانتباه لما يقولون إنه تقاعس الحكومة عن درء كارثة مناخية وشيكة.

واعتاد الناشطون الاحتجاج كل يوم جمعة في مدن مختلفة من العالم من أجل الحد من المخاطر التي تهدد الكرة الأرضية من التجاوزات البيئية في ظل غياب اهتمام السياسيين، وصاروا يختارون أفكارا طريفة بعيدا عن العنف رغم أنهم يواجهون بصد الشرطة لهم في كل مرة يقومون فيها بمظاهراتهم.

وعلى الرغم مما تكتسيه هذه الطريقة في الاحتجاج من غرابة إلا أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها ناشطو البيئة إلى طرق مميزة في مظاهراتهم لجذب اهتمام القادة السياسيين وعامة الناس في مدن مختلفة من العالم، ففي العاصمة الفرنسية باريس لطخ ناشطون مدافعون عن البيئة الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر بطبقة سميكة من العسل، فيما صبغ ناشطون سويسريون نهر آر الشهير باللون الأخضر الفاتح، للتحذير من تلوث محتمل لمياه الشرب في المنطقة.

ويؤكد الناشطون المهتمون بالقضايا البيئية في بريطانيا أنهم يشاركون في أكبر حملة للعصيان السياسي في بريطانيا بالآونة الأخيرة وركزوا على القطاع المالي، وتقول حركة “إكستينكشن ريبليون” (متمردون ضد الانقراض)، المعنية بالدفاع عن البيئة، “سنركز على القطاع المالي اليوم، الهدف هو مطالبة القطاع المالي بكشف الحقيقة بشأن صناعة المناخ والتأثير المدمر لهذه الصناعة على كوكبنا”. قال أحد الناشطين ويدعى بن، “تحبط وزارة الخزانة الجهود التي تبذلها الإدارات الأخرى من أجل التحرك لمكافحة تغير المناخ لأن ما يهمها فقط هو النمو الاقتصادي”.

الشرطة اعتقلت 12 محتجا بتهمة “الاعتداء على الذوق العام"

وقاد الناشطون الخميس السيارة إلى مقر وزارة الخزانة ورشوا المبنى بالدهان الأحمر من خرطوم المياه، وأوقفت الشرطة أربعة منهم من على ظهر سيارة الإطفاء التي كُتب عليها “أوقفوا تمويل تدمير المناخ”.

وقالت حركة إكستينكشن ريبليون، المعنية بالدفاع عن البيئة إن أعضاءها رشوا 1800 لتر من الطلاء على مبنى الوزارة، كما كتبوا جملة “أوقفوا تمويل تدمير المناخ” بالدهان على حوائط المبنى.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على أربعة أشخاص للاشتباه في وقوع أضرار جنائية وإنها أغلقت بعض الطرق.

وتعتزم جماعة إكستينكشن ريبليون البدء في الاحتجاجات لمدة أسبوعين في 60 مدينة عبر العالم اعتبارا من الاثنين المقبل.

وقالت الجماعة في رسالة لأنصارها “لا يمكنكم الاعتماد علينا أو على غريتا (تونبرغ) لفعل هذا نيابة عنكم.. يجب أن تبحثوا داخل أنفسكم وتتمردوا”.

وتعهدت بـ”احتلال مراكز القوة بشكل سلمي وغلقها حتى تتحرك الحكومات بشأن الأوضاع المناخية والبيئية الطارئة”.

وقبل هذا الحدث أغلق ناشطون مدخل البورصة في العاصمة البريطانية، واعتلوا سطح قطار في منطقة كناري وارف، حيث قام 6 محتجين يرتدون سترات سوداء وربطات عنق حمراء بسد الطريق إلى أبواب مقر البورصة.

وتسلق خمسة محتجين قطارا في محطة قطارات دوكلاندز في كناري وارف، ورفعوا لافتة كتب عليها “العمل كالمعتاد = الموت”، وألصقت إحدى المحتجات يدها بالقطار باستخدام الغراء.

وأصابت حركة إكستينكشن ريبليون مظاهر الحياة في لندن بالشلل في شهر أبريل، إذ أغلقت مناطق ماربل أرتش وأوكسفورد سيركس وجسر ووترلوو وحطم أفرادها بابا في مبنى شركة شل، وصدمت النواب بمظاهرة في البرلمان.

وقضى الناشطون حولي عشرين دقيقة أشباه عراة في البرلمان البريطاني احتجاجا على التغير المناخي، قبل أن تعتقل الشرطة 12 محتجا منهم لاحقا.

الاحتجاج لجذب انتباه الساسة للتغير المناخي والكارثة البيئية

وتسبب أشباه العراة في مقاطعة نقاشات مجلس العموم المتعلقة بآليات الخروج من الاتحاد الأوروبي “البريكست”.

وألصق الناشطون أيديهم على الزجاج الفاصل بين قاعة البرلمان ومقاعد العامة الذين يتابعون جلسات النواب، مستخدمين الصمغ اللاصق، فيما أداروا ظهورهم للنواب.

وقال الناشطون إن الاحتجاج كان محاولة “لجذب انتباه الساسة.. للتغير المناخي والكارثة البيئية”.

وكتب الناشطون على أجسادهم شعارات مثل “من أجل الحياة” و”أنقذونا” و”لا تهدروا الوقت”، وتمكن رجال الشرطة من إخلاء منطقة عامة الناس، قبل أن تجلي الناشطين الواحد تلو الآخر، وتم اعتقال 12 منهم بتهمة “الاعتداء على الذوق العام”.

وقال الناشط في الحركة الاحتجاجية مارك أوفلاند، “من خلال التعري في البرلمان، فإننا نضع أنفسنا في موقف ضعيف للغاية، ونسلط الضوء على الوضع الهش الذي نتشاركه جميعا في مواجهة الانهيار البيئي والمجتمعي”.

وقال إيجي فوكس، وهو ناشط آخر، “حان الوقت لأن يتوقف السياسيون عن اللف والدوران حول الأدغال ومعالجة الأزمة البيئية بشكل مباشر، كما كان ينبغي عليهم فعله قبل سنوات”.

وشدد فوكس على أنه لن يتوقف عن الاحتجاج حتى تقوم الحكومة بواجبها لحماية الناس من الكوارث.

وثبّت ناشطون الشهر الماضي أنفسهم بمادة لاصقة في باب قبل افتتاح أسبوع الموضة في لندن، سعيا للفت الانتباه إلى تأثير صناعة الملابس على البيئة.

كانت جماعة إكستينكشن ريبليون التي نظمت احتجاجات كثيرة في الأشهر القليلة الماضية للمطالبة باتخاذ إجراءات للتصدي لتغير المناخ، دعت مجلس الأزياء البريطاني إلى إلغاء الحدث.

ولصق خمسة محتجين يلبسون ثيابا بيضاء تحمل بقعا شبيهة بالدماء أنفسهم على باب مدخل المبنى الرئيسي الخاص بفعاليات أسبوع الموضة.

ورقد محتجون آخرون لفترة وجيزة فوق بقعة من سائل وردي تعبّر عن الدماء. وجرى الاحتجاج قبل بدء عرض الأزياء الأول في الثامنة بتوقيت غرينتش.

ويدعو المحتجون صناعة الأزياء إلى قول الحقيقة بشأن مساهمتها في أزمة المناخ والبيئة.

وتم إلقاء القبض على المئات من أعضاء جماعة إكستينكشن ريبليون بعد احتجاجات سابقة في لندن العام الجاري. وتم اتهام الكثير منهم بالجرائم المتصلة بتعكير النظام العام والضرر الجنائي، وغيرها من الجرائم.

عسل في متحف اللوفر

النحل غاضب أيضا

في باريس لطخ ناشطون مدافعون عن البيئة الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر بطبقة سميكة من العسل الأسود احتجاجا على ما قالوا إنه أنشطة ضارة بالبيئة لشركة توتال الراعية للمتحف وهي شركة متعددة الجنسيات للنفط والغاز.

وطبع ناشطون يتشحون بالسواد من مجموعة “دعونا نحرر اللوفر”، ببصمات أيديهم على الهرم المصنوع من الزجاج والصلب ويبلغ ارتفاعه 70 قدما، وهو أحد معالم باريس البارزة، بينما وقف السائحون يتابعون في دهشة.

ويقول متحف اللوفر على موقعه على الإنترنت، إن توتال راعية للمتحف منذ سنوات، بما تتضمنه تلك الرعاية من دعم عمليات تجديد معرض أبولو وإنشاء قسم للفنون الإسلامية.

وغمس الناشطون أيديهم في أكياس العسل الأسود قبل تلطيخ الهرم للتنديد بما أسموه “الأيدي القذرة” لتوتال.

وقال عضو في التجمع يدعى فيكتور، “يمكن تنظيف بصمات اليد على الهرم بسهولة، في حين أن البصمة البيئية التي تركتها توتال ليس من السهل إزالتها”.

وقال عضو آخر في التجمع، “لا ينبغي أن تتلقى مؤسسة ثقافية أموالا من شركة متعددة الجنسيات لا تتوقف عن تعريض المناخ للخطر، وتلويثه وترك بصمة بيئية قذرة على الأرض”.

وقالت توتال في بيان لها، “حتى لو لم نكن الراعي الرئيسي لمتحف اللوفر، فنحن فخورون بدعم مبادرات هذه المؤسسة ذات القيمة الرمزية الكبيرة”.

النهر الأخضر

في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر تفكيك مستودع ذخيرة، صبغ ناشطون سياسيون نهرا في سويسرا باللون الأخضر الفاتح، للتحذير من تلوث محتمل لمياه الشرب في المنطقة، والنهر المقصود هو نهر آر الشهير، الذي يقع خارج مدينة برن.

وألقى الناشطون مركبا عضويا يعرف باسم “يورانين”، في النهر الذي تحول سطحه إلى اللون الأخضر الفاتح بدلا من لونه الأزرق الطبيعي.

ويهدف الناشطون، من هذه الخطوة، إلى تسليط الضوء على المخاطر التي يشكلها التفكيك المتوقع لمستودع ذخيرة سابق للجيش السويسري، في قرية ميتهولز القريبة، واستعانوا بتقرير لخبراء توصلوا إلى أن تفكيك الذخيرة في الموقع يمكن أن يلوث الأرض ومياه الشرب.

واختارت المجموعة ذكرى انفجار ميتهولز في 19 ديسمبر 1947 لتنفيذ الاحتجاج الفريد، في إشارة إلى الوقت الذي حدث فيه أحد أكبر الانفجارات غير النووية، عندما انفجر مستودع ذخيرة ودمر نصف القرية وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا. ووفقا للناشطين الليبراليين، فإن الحكومة السويسرية لا تفعل ما يكفي لمنع كارثة جديدة.

وفي المقابل قال المتحدث باسم شرطة مقاطعة برن، إن العديد من المواطنين اتصلوا بالأجهزة الأمنية للإبلاغ عن مياه غير عادية ذات لون أخضر.

واستجوبت الشرطة العديد من الأشخاص المشتبه في تورطهم في تلوين المياه، فيما أظهرت النتائج الأولية أن المادة المسكوبة في ماء النهر غير ضارة بالبيئة.

ويتجمع الشباب في مدن سويسرية مختلفة وبأعداد كبيرة مطالبين بأن تكون الانبعاثات الصافية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة معدومة بحلول عام 2030 في سويسرا، وإعلان حالة الطوارئ المناخية.

الاحتجاجات ستشمل 60 بلدا في العالم طيلة أسبوعين

وتقول لوران كونود، العضو في لجنة تنظيم التظاهرة في جنيف، “لن نوقف تحركنا ما لم تتم الاستجابة لمطالبنا، وما لم نحصل على نتائج ملموسة”.

وتنوعت الاحتجاجات التي يبتكرها الشباب الذين يحتجون في مناطق عديدة من العالم باستمرار من أجل المناخ، ومن ذلك تظاهرة تحت الماء قام بها شباب في أستراليا احتجاجا على تدمير الشعاب المرجانية في عدد من الشواطئ بأستراليا بسبب تأثير مناجم الفحم والتنقيب عن النفط.واعتبر الناشطون أن تلك الأفعال ستحول الشعاب المرجانية إلى مستعمرات للبكتيريا وتقضي على الحياة الطبيعية فيها بشكل كامل.

وشهدت إسبانيا أول مظاهرة رقميّة في العالم باستخدام تقنية الهولوغرام، حيث قام ناشطون باستخدام تلك التقنية في “خلق” المتظاهرين، إذ قاموا بصناعة صور وتكوينات تم عرضها رقميا بأشكال متظاهرين ومحتجين ولافتات.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي