تظاهرة “تاريخية” من أجل المناخ في مونتريال بحضور الناشطة غريتا تونبرغ-

(أ ف ب)
2019-09-28

مونتريال - نظمت تظاهرة ضخمة في مونتريال الجمعة 27-9-2019 بحضور الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ في إطار “إضراب عالمي من أجل المناخ” بمشاركة آلاف الأشخاص.

وقالت الشابة تونبرغ التي باتت رمز النضال من أجل التحرك السياسي لمواجهة الاحتباس الحراري: “نحن نغير العالم”.

وأضافت أمام الحشد الذي ضم العديد من الشباب: “يبلغ عددنا 500 ألف شخص على الأقل”. وقالت: “يمكنكم أن تعتزوا بأنفسكم”.

بحسب المنظمين، فإن التظاهرة ضمت حوالي نصف مليون شخص وهو عدد لم تشهده يوما كيبيك. وهي واحدة من أضخم التظاهرات التي تنظم في كندا. ولم تعط الشرطة أرقاما رسمية لكنها تحدثت عن “تعبئة تاريخية” جرت بدون حوادث تذكر.

وتابعت تونبرغ: “نحن لسنا في المدرسة اليوم، وأنتم لستم في العمل اليوم لأن هناك ضرورة ملحة ولن نبقى مكتوفي الأيدي”، وذلك بعد أيام على خطابها المدوي “كيف تجرؤون؟” الذي أطلقته أمام رؤساء الدول والحكومات في الأمم المتحدة.

وقالت: “هذا الأسبوع اجتمع قادة العالم أجمع في نيويورك. خيبوا آمالنا مرة جديدة بخطاباتهم الفارغة وخططهم غير الكافية”، مشيرة إلى قمة الأمم المتحدة حول المناخ في مطلع الأسبوع في نيويورك.

وتابعت: “نحن التغيير، والتغيير آت”، وكررت القول إنه “واجب أخلاقي، مواصلة المعركة من أجل الكرة الأرضية ومن أجل مستقبلنا”.

فيما تجري حملات انتخابية في كندا، اختلط رئيس الوزراء جاستن ترودو بين الحشود بعدما أعلن عن اجراءات جديدة من أجل البيئة كما يفعل بشكل شبه بومي منذ بداية الأسبوع. وكان التقى الجمعة الناشطة السويدية.

لكن هذا اللقاء لم يردع غريتا تونبرغ (16 عاما) عن انتقاد السياسة البيئية لرئيس الوزراء الكندي. وقالت في تصريح صحافي قبل التظاهرة إن ترودو “لم يبذل جهودا كافية” من أجل الكرة الأرضية.

وقال ترودو إنه “يوافقها الرأي بشكل كامل”، مضيفا: “هذا تحديدا ما سنقوم به”. وفي السياق نفسه تعهد بزرع ملياري شجرة على مدى عشر سنوات في حال إعادة انتخابه في 21 تشرين الأول/ أكتوبر.

وردا على سؤال حول الانتقادات التي تتعرض لها، قالت الناشطة غريتا إنها تعتبرها “مديحا”.

 

 “من أجل مستقبلنا”

بين الحشود كان هناك العديد من الشباب إلى جانب عائلات، بينهم الشابة أليكسان ليسار التي كانت متنكرة على شكل شجرة ورسمت على وجهها اللون الأخضر.

وقالت الشابة: “أنا هنا من أجل مستقبلنا، ولكي نظهر لحكومتنا أننا نشكل غالبية تريد القيام بشيء ما”.

من جهتها جاءت أنابيل فيلان (13 عاما) من شيربروك على بعد 150 كلم شرق مونتريال مع والدها. وقالت: “أنا أؤمن فعليا بتحرك غريتا، إنها تقوم بأمور جميلة ويمكنها تشجيع الأطراف السياسية وخصوصا في فترة الانتخابات على التحرك من أجل مواجهة التغير المناخي”.

وعبر نزوله إلى الشارع مع المتظاهرين، عرض ترودو، الذي رافقته زوجته صوفي غريغوار وأولادهما، نفسه لخطر مواجهة انتقادات من المتظاهرين بخصوص سياسته البيئية. وأوقفت الشرطة أحد المتظاهرين كان يوجه شتائم لرئيس الحكومة ويهدد برشقه بالبيض كما ذكرت محطة “سي بي سي”.

وواجه ترودو انتقادات شديدة بسبب تأميمه أنبوب النفط “ترانس ماونتن” الذي ينقل النفط من مقاطعة ألبرتا إلى سواحل كولومبيا البريطانية رغم معارضة جمعيات الدفاع عن البيئة.

وأنهى موكب المتظاهرين مسيرته رمزيا أمام منظمة الطيران المدني الدولية. وللمفارقات كان مسؤولو الطيران المدني، الذين غالبا ما يواجهون انتقادات من الحركات البيئية لمساهمتهم في زيادة انبعاثات الكربون في العالم، يجتمعون في المقر منذ الثلاثاء وحتى 4 تشرين الأول/ أكتوبر.

عبرت غريتا تونبرغ الأطلسي بسفينة شراعية للمجيء إلى الولايات المتحدة، ثم وصلت إلى مونتريال من نيويورك مستخدمة سيارة كهربائية وضعها في تصرفها الممثل الأمريكي أرنولد شوارزينغر.

وتظاهر مئات آلاف الطلبة الجمعة في مدن أوروبية عدة في إطار سلسلة تظاهرات حول العالم تدعو لتجنّب حدوث كارثة مناخية. لكن حجم التعبئة تراجع مقارنة مع الأسبوع الذي سبق ذلك.

ففي إيطاليا تظاهر مئات آلاف الشباب في كل أنحاء البلاد فيما جرت تظاهرات أخرى في مدريد وزيوريخ وفي أستراليا والولايات المتحدة أيضا.

 

 

 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي