خفض انبعاثات الميثان أفضل طريقة لإبطاء الاحتباس الحراري

2019-09-27

حقول النفط في بحر الشمال وولاية بنسلفانيا الأميركية تمثل بؤرة مهمة لانبعاث غاز الميثان (بيكسابي)الصغير محمد الغربي

توصل باحثون في دراستين منفصلتين إلى أن التحكم في انبعاثات غاز الميثان يمثل طريقة سريعة وحاسمة لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري.

كما اكتشف الباحثون أن أكبر حقول النفط في بحر الشمال و حقول ولاية بنسلفانيا الأميركية يمثل بؤرة مهمة لانبعاث هذا الغاز الذي يفوق تأثيره على الاحتباس 86 مرة من تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون، وقد زاد أكثر من 35 مرة خلال المئة سنة الأخيرة.

بؤر صناعية للميثان

في الدراسة الأولى المنشورة في أغسطس/آب من العام الحالي، فحص فريق بحثي من جامعة برينستون منطقة غنية بآبار الغاز الطبيعي تقع غرب ولاية بنسلفانيا وتنتج حوالي ثلث إنتاج الولايات المتحدة من الغاز، وأثبت أن عددا من هذه الآبار تنبعث منها كميات هائلة من الميثان تتجاوز ما كان متوقعا.

وفي الدراسة الثانية زود باحثون من جامعات أميركية وبريطانية قوارب الصيد بأجهزة استشعار والإبحار حول منصات النفط والغاز البحرية في بحر الشمال، ووجدوا أن كميات الميثان المنبعثة من هذه المنشآت هي ضعف تلك المعلن عنها رسميا في تقارير ترفع إلى الحكومة البريطانية في الوقت الحالي.


مصادر الميثان
يقدر الباحثون كميات الميثان المتأتية من الأنشطة البشرية مثل الزراعة واستخراج الوقود الأحفوري ومعالجته بأنها تمثل ثلثي انبعاثات الميثان في الجو، في حين تنبعث الكميات الباقية من مصادر طبيعية.

وتساهم قطاعات النفط والغاز والفحم بحوالي 30% من الميثان المتسرب إلى الجو سنويا بسبب الأنشطة البشرية.

ويمثل قطاع تربية الماشية مصدرا لانبعاث نسبة مساوية تقريبا، في حين تساهم مصبات النفايات ومياه الصرف الصحي وزراعة الأرز والزراعات الأخرى بنسب متساوية في انبعاث النسبة المتبقية من الميثان (40%).

وتمثل الأراضي الرطبة أهم المصادر الطبيعية لغاز الميثان، إذ ستزداد مساحتها مع ذوبان الجليد في القطب الشمالي، مما يجعلها مصدر قلق رئيسي مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، فالانبعاثات الناتجة عن نبات التندرا الذائبة ستؤدي إلى حلقة تغذية مرتدة لا يتحكم فيها البشر إلا قليلا.

خفض انبعاثات الميثان لمقاومة الاحترار

تقول دينيس موزيرل المؤلفة الرئيسية للدراسة الأولى في تصريح لموقع جامعة برينستون "إن السيطرة على انبعاثات الميثان هي وسيلة فعالة لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري".

وتضيف "حيث إن هذا الغاز فعال جدا في حبس الحرارة وله عمر قصير نسبيا (حوالي عشر سنوات) قبل أن يتأكسد إلى ثاني أكسيد الكربون، فإن التحكم في انبعاثاته يعد وسيلة فعالة لتقليل الحرارة المحاصرة في الغلاف الجوي الآن، وبالتالي فهي مؤثرة للغاية في تحديد مدى سرعة ارتفاع درجة حرارة الكوكب".

ويمثل الميثان اليوم حوالي ربع غازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك يرى الباحثون أنه يمكن أن يكون لخفض انبعاثاته تأثير كبير وسريع إلى حد ما على المناخ.

وتمثل البؤر التي ينبعث منها هذا الغاز كحقول بحر الشمال أو حوض بنسلفانيا فرصا حقيقية لإجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات الميثان في الجو، دون الحاجة إلى التعديل التحديثي للآبار، إنها خطوة مهمة وسريعة المفعول رغم أنها لا تعالج سوى ربع مشكلة الاحترار كما يقول الباحثون.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي