ندوة نظمها مركز ابن خلدون بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات ومركز بروكنغز

خمسة أعوام من الحرب في اليمن.. المليشيات تنمو والشرعية تتلاشى ولاحل يبدو في الافق

2019-09-12

المشاركون في ندوة عماد مراد - الدوحة - قبل خمسة أعوام كان هناك طرفان للأزمة في اليمن، فجماعة الحوثيين (أنصار الله) على جانب والشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته على الجانب الآخر، وبعد تفجّر النزاع بين الطرفين تدخلت قوات التحالف العربي الذي شكلته السعودية لإعادة سيطرة الشرعية على صنعاء وكامل الأراضي اليمنية.

وبعد مرور الأعوام الخمسة، تحوّل الطرفان إلى أطراف عدة وتحولت أهداف السعودية والإمارات من إعادة الشرعية في اليمن إلى تقسيم البلاد عن طريق تغذية فكر المليشيات، فبات المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على عدن ولحج وأبين والضالع ويخضع للنفوذ الإماراتي، وهناك قوات الشرعية التي تسيطر على شبوة وحضرموت والمهرة وتخضع للنفوذ السعودي، وهنالك المنطقة الوسطى بالإضافة إلى الشمال الذي يقع تحت سيطرة الحوثيين.

سياسيون وخبراء يمنيون طرحوا خلال الندوة التي عقدت بالدوحة مساء الأربعاء 11-9-2019 تحت عنوان "ماذا يحدث في اليمن؟" ونظمها مركز ابن خلدون بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات ومركز بروكنغز، المشكلات التي باتت تعصف ببلادهم جراء الأطماع الإقليمية والدولية التي مزقت اليمن الموحد إلى مناطق متعددة النفوذ.

واعتبر القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن ياسر اليماني أن الأهداف التي أعلنت عنها السعودية في بداية "عاصفة الحزم" لم تكن قط تعبر عن الأهداف الحقيقية، فأعلنوا أنهم سيعيدون الشرعية لليمن وهم الآن يعيقون عمل الرئيس هادي وحكومته، كما أنهم أكدوا مرارا على وحدة التراب اليمني وتراهم حاليا يدعمون أطرافا تمزق اليمن إلى دويلات متناحرة.

 

تبادل الأدوار

 

ويضيف اليماني أن السعودية والإمارات تتبادلان الأدوار في هدفهما الرامي إلى تقاسم ثروات اليمن ومقدراته، فالإمارات لديها مطامع في جزيرة سقطرى والموانئ والمطارات اليمنية ومنابع النفط، معربا عن اعتقاده بأن هادي أسير لدى السعودية ولا يسمح له بالخروج أو إعلان موقفه الواضح مما يجري في البلاد.


وطالب اليماني الشعب اليمني بالتمسك بدولته وعدم السماح للسعودية والإمارات بالتوسع على حساب الدولة اليمنية، مشيرا إلى أن الشعب اليمني لا يمكن أن يستسلم لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ولا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومؤكدا أننا "أمام مخطط تتعامل معه السعودية والإمارات بتبادل الأدوار وما يحدث هو إفشال للشرعية ومحاولة لإفشال الدولة اليمنية بالكامل".

أما عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" (الحوثيين) محمد البخيتي فأكد أن العدوان على اليمن جاء من أجل مصادرة القرار اليمني ومصادرة سيادته واستقلاله، معتبرا أن هادي سلم القرار اليمني لمحمد بن سلمان من أجل إخضاع اليمن وعدم التحرك صوب مصالحه الوطنية.

وأوضح البخيتي، الذي شارك في الندوة عبر "الفيديو كونفرنس"، أن العدوان السعودي الإماراتي فشل في تحقيق أهدافه، مشددا على أن اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقع عام 2014 لم يعط أي امتيازات لطرف يمني ضد آخر، ولكن هذا الاتفاق لم يرض من يريدون انتزاع السيادة اليمنية والتحكم في مقدرات البلاد.

وأضاف أن الشرعية الوحيدة التي يمكن أن تجمع كافة اليمنيين تحت مظلتها هي شرعية الشراكة الوطنية والتوافق والحوار حتى إجراء الانتخابات، قائلا إنه لا يمكن اعتبار سلطة هادي شرعية خاصة في ظل التحكم السعودي الكامل في كافة القرارات التي تصدر من تلك السلطة.

جانب من حضور ندوة اليمن إلى أين؟

أطراف متناحرة

 

واتفق رئيس قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر بكيل أحمد الزنداني مع مداخلة البخيتي بشأن ضرورة اللجوء إلى الحوار بين كافة الأطراف اليمنية، وهجر الأوصاف "الإرهابية" التي بات يرددها كل طرف ضد الآخر، معتبرا أن المحيط الإقليمي والدولي هو المسؤول عن تأزم الوضع في اليمن خاصة في ظل ارتباط كافة الأطراف اليمنية بدول إقليمية متناحرة.

ودعا الزنداني الأطراف اليمنية إلى التنازل وتحقيق أرضية مشتركة يمكن أن تحقق الاستقرار في البلاد، مشددا على أنه في حال التمسك بالمواقف ستجبر تلك الأطراف في المستقبل القريب على تقديم تنازلات كبيرة للدول الإقليمية التي تدخل كطرف رئيسي في النزاع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي