بسبب عدم التزام الدول المانحة.. كارثة صحية وشيكة في اليمن!

الامة برس
2019-09-10

مع إطالة أمد الحرب التي عرفت بدايتها قبل نحو خمس سنوات، ولا يعرف لنهايتها طريق إلى الآن؛ تفاقمت الأزمة الإنسانية في اليمن المتجه نحو الهاوية، في الوقت الذي وصلت فيه مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة، إلى نقطة مسدودة.

وقد تسبب هدر المساعدات الدولية في تفاقم آثار الحرب، خاصة على مستوى الصحة والغذاء، ليزيد الوضع سوءًا عدمُ التزام الدول المانحة بدفع تعهداتها للمساهمة في الحد من الأزمة الإنسانية في اليمن، علمًا بأن معظم السكان اليمنيين يعتمدون على المساعدات.

تحالف السعودية والإمارات لا يدفع ما عليه

على إثر ذلك، أبدت الأمم المتحدة تخوفها من نتائج عدم الالتزام بدفع الدول المانحة لتعداتها، خاصة السعودية والإمارات، دولتي التحالف الذي تسبب في الجزء الأكبر من تدهور الوضع في البلاد.

وكانت الأمم المتحدة، قد كشفت عن عدم التزام كل من السعودية والإمارات بتقديم المساعدات التي وعدتا بها. وقال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، لوكوك، إن البلدين، اللذين أشعلا حربًا في اليمن، "لم يقدما سوى نسبة متواضعة من المساعدات التي وعدتا بها".

 

المواليد الجدد مأساة كبيرة!

 

ويفاقم عدم التزام الدول المانحة، من المأساة الإنسانية في اليمن، خاصةً في قطاع الصحة، الذي وصل سوء وضعه إلى درجة أن وصفت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنرييتا فور، قدوم مولود جديد للحياة في اليمن، بأنه "يمكن أن يتحول في كثير من الأحيان إلى مأساة للأسرة بأكملها".

 

وبحسب إحصائية لليونيسيف تعود لنهاية عام 2018، فإنه كل ساعتين تقريبًا، تفقد امرأة يمنية حياتها بسبب الحمل والولادة، كما يموت ستة مواليد كل ساعتين تقريبًا.

 

يكشف ذلك جانبًا مما وصل إليه الوضع الصحي في البلاد، التي تعرف انتشارًا متكررًا للأوبئة، خاصة وباء الكوليرا الذي قضى على حياة الآلاف.

 

إغلاق 65% من المنشآت الصحية في اليمن

 

وفي ظل نقص المنشآت الصحية التي تعمل في اليمن، إما بسبب الدمار أو نقص الكوادر أو ضعف الإمكانيات ونقص المعدات؛ مثلت المنشآت الصحية التابعة للأمم المتحدة، ملاذًا للكثير من المرضى في البلاد.

 

لكن الآن، ومع نقص المساعدات الإنسانية، وعدم التزام المانحين بتقديم تعداتهم، فإن 65% من منشآت الأمم المتحدة الصحية، مهددة بالإغلاق.

 

وبات صندوق الأمم المتحدة للسكان، مضطرًا إلى إغلاق 175 منشأة صحية في اليمن، خلال شهر أيلول/سبتمبر الجاري، بسبب نقص التمويل، الأمر الذي يمثل كارثة حقيقية بالنسبة لآلاف المستفيدين منها.

وخلال الأيام الماضية، أغلق الصندوق الأممي بالفعل 14 منشأة ملاذًا آمنًا، وأربع منشآت صحية متخصصة في الصحة العقلية للنساء.

 

وتمثل الـ175 منشأة صحية المهددة بالإغلاق، والمتخصصة في طب النساء والتوليد، 65% من أصل 268 منشأة صحية تابعة للأمم المتحدة، يدعم الصندوق الأممي خدمات طب النساء والتوليد فيها.

 

وبحسب الأمم المتحدة، فإن هذا الإغلاق المحتمل، يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة نصف مليون امرأة يمنية، محملةً الدول المانحة المسؤولية المترتبة على ذلك.

يُذكر أنه من بين 110 مليون دولار ينتظرها صندوق الأمم المتحدة للسكان، من أجل اليمن، خلال عام 2019، لم تقدم الدول المانحة حتى الآن، سوى 33 مليون دولار فقط!

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي