
دمشق - من حسن سلمان أُعلن في دمشق الخميس 30-10-2008 عن افتتاح المرحلة الثالثة لمعرض "إحياء الذاكرة التشكيلية في سوريا" الذي تقيمه الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008. وتضمّن المعرض أعمالا للجيل الثالث من الفنانين التشكيليين السوريين ومنهم: وليد قارصلي وعمر حمدي وسعد يكن وإحسان عنتابي وعبد العزيز دحدوح، فضلا عن جيل الفنانين الشباب ومنهم: سارة شمة وإياد بلال وزياد دلول وغيرهم.
وقالت مديرة المعرض الفنانة مها قواص إن "المعرض هو نتاج الفنانين الشباب الذين عملوا على الخروج بدقة وخصوصية من مرحلة البحث الفني والموضوعي واللوني السابق لاستشراف آفاق جديدة من التشكيل الذي يلامس الاتجاهات والتيارات الفنية الغربية المتلاحقة، ويستند إلى المخزون الحضاري الكامن لدى الفنان التشكيلي السوري." فيما أكد الباحث طلال معلا الذي شارك في انتقاء الأعمال أن المعرض يضم فنانين تألّقوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي و"مازالوا يصعّدون تجاربهم حتى اليوم"، مشيرا إلى أن انتقاء أعمال الفنانين كان خارج نسق الاتجاه أو المذهب، "إلا أن تجاورهم في معرض واحد يحمل قيمة مرجعية تعكس سمات مراحل إنتاجهم لهذه الأعمال." وأضاف إن هذه الأعمال "بشكل أو بآخر تحدّد الصلات فيما بينها باعتبارها خزّانا معرفيا يحمل في حضوره صياغات متنوعة لذات البنية الجوهرية للتحديث في التشكيل السوري، مما يمكّن المتابع المتأمّل من تحقيق نتائج إجمالية صريحة، يمكن الحصول عليها عبر هذه الشريحة الواسعة من الفنانين الذين لا يمثلون كل الاشتغالات في المحترف السوري." من جانبه، أشار الفنان عبد العزيز دحدوح إلى أهمية هذا المعرض كونه "يضم حوارا فنيا بين أجيال متعددة، مختلفة في السن والأسلوب، وتقدم أشكالا فنية متنوعة وتنتمي لمدارس عِدّة." وحول عمله المشارك، قال دحدوح "العمل هو تكوين لامرأة تحمل سمكة وهو يدل على حرية المرأة، وقد يدل على معان أخرى، والسمكة هنا هي رمز يضيف للعمل قيمة جمالية ويعطيه حركة ومعنى تختلف قراءته وفقا لطبيعة المتلقي." فيما قال الفنان إحسان عنتابي الذي يشارك بعدد من الأعمال الواقعية (منظر، قمرين) "لا شك أن المعرض يكتسب أهمية كبيرة كونه يضم أغلب المشاركين في الحركة التشكيلية في سوريا، لكن المتابع سيلاحظ دون شك غياب مادة الحفر، بخلاف بعض الأعمال النحتية، وكنت أتمنى أن يكون هناك عدد أكبر من هذه الأعمال." من جانبه أكد الناقد سامر قزح أن المتابع للمعارض الثلاثة التي أقامتها احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية سيحيط بمختلف جوانب الحركة التشكيلية السورية، داعيا إلى وجود معارض دائمة تمثل ذاكرة الفن التشكيلي بأجياله الأربعة. وقال "أريد التأكيد على أن هذا المعرض على أهميته لا يشكل بانوراما الفن التشكيلي السوري، لأن اللوحات المعروضة تمثل مقتنيات وزارة الثقافة السورية فقط." وأكد قزح أن جيل الفنانين الشباب يمتلك الجرأة في طرح خط اللون المختلف عن سابقه، مشيرا إلى أنه رغم تأثره بالجيل السابق لكنه كوّن شخصيته المستقلة.