ذكاء لا يمكن تعلمه... دراسة تكشف سر تفوق (الذاكرة الخارقة للوجوه)

الأمة برس
2025-11-16 | منذ 2 ساعة

ذكاء لا يمكن تعلمه... دراسة تكشف سر تفوق (الذاكرة الخارقة للوجوه) (أونسبلاش)توصلت دراسة علمية جديدة في أستراليا إلى أن الأشخاص المعروفين بـ"ذوي الذاكرة الخارقة للوجوه"، لا يبذلون جهداً أكبر في التعرف على الوجوه مقارنة بالآخرين، بل ينظرون إلى الملامح "الأكثر تميّزاً" في الوجه بطريقة تلقائية أشبه بالذكاء البصري، بحسب سبوتنيك.

ويتمتع هؤلاء الأشخاص بقدرة نادرة على تذكر الوجوه بدقة مدهشة، حتى بعد سنوات، لكن الدراسة تؤكد أن هذه المهارة ليست حيلة يمكن تعلّمها.

ويقول جيمس دان، الباحث في علم النفس بجامعة نيو ساوث ويلز: "هذه القدرة ليست مهارة مكتسبة أو تقنية يمكن تدريبها، إنها آلية تلقائية وديناميكية لالتقاط ما يجعل كل وجه فريداً".

كيف يميز أصحاب الذاكرة الخارقة الوجوه؟

اعتمد الباحثون على تقنية تتبع حركة العين لإعادة بناء الطريقة التي يمسح بها الأشخاص الوجوه الجديدة. وشملت الدراسة:

37 شخصاً من ذوي الذاكرة الخارقة

68 شخصاً بقدرات طبيعية على التعرف على الوجوه

وخلال عرض صور مختلفة على المشاركين، رصد العلماء بدقة أين تتركز نظراتهم ومدة التركيز على كل جزء من الوجه.

ثم تم إدخال هذه البيانات في خوارزميات تعلم عميق مخصصة للتعرف على الوجوه، والتي طُلب منها تحديد ما إذا كانت صورتان تعودان للشخص نفسه.

ويشرح دان، لمجلة "ساينس أليرت":"أردنا أن نعرف أي أنماط النظر البشرية توفر أكبر قدر من الفائدة للخوارزميات الذكية".

نتيجة مفاجئة: العيون الخارقة تزوّد الذكاء الصناعي بمعلومات أفضل

أظهرت الخوارزميات أداءً أكثر دقة عند تحليل بيانات النظر الخاصة بذوي الذاكرة الخارقة، مقارنة ببيانات الأشخاص العاديين. ويرى الباحثون أن هذا يشير إلى أن الفروق الفردية في التعرف على الوجوه قد تبدأ من المراحل الأولى لمعالجة الإشارات البصرية، وربما من مستوى الشبكية نفسها.

عقولهم تحلل الوجه كقطع أحجية

تبني الدراسة الجديدة على نتائج سابقة للفريق ذاته، حيث تبين أن ذوي الذاكرة الخارقة يتعاملون مع الوجه كأنه:

مجموعة أجزاء منفصلة تُحلَّل أولاً

ثم يُعاد تركيبها ذهنياً في صورة متكاملة

وهذه النتيجة تحدت الفكرة السائدة بأن التعرف الجيد على الوجوه يعتمد على النظر إلى منتصف الوجه أو رؤيته ككتلة واحدة.

الدراسة الأخيرة تضيف بعدا جديدا: هؤلاء الأشخاص لا يجمعون معلومات أكثر فحسب، بل يركزون على السمات الأكثر دلالة وتمييزاً.

من البشر إلى الآلة: كيف تفيد النتائج في تطوير الذكاء الاصطناعي؟

يرى الباحثون أن فهم طريقة نظر ذوي الذاكرة الخارقة للوجوه قد يساعد في تحسين أنظمة التعرف على الوجوه مستقبلاً.

لكنهم يوضحون أن البشر لا يزالون أفضل من الخوارزميات، لأنهم يعتمدون أيضاً على:

السياق الاجتماعي

الإشارات الحركية

التفاعل البشري

ومع ذلك، يضيف العلماء أن القدرة الاستثنائية على تذكر الوجوه ربما تكون ذات جذور وراثية قوية، كما أن التعرف على الهوية يؤثر أيضاً في السلوك الاجتماعي لدى أنواع أخرى من الرئيسيات، ما يعني أن هذه المهارة ليست حصرية للبشر.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي