
بكين- أعلنت الصين الأربعاء 5 نوفمبر 2025، تمديد تعليق رسوم جمركية مشددة فرضتها على مجموعة من السلع الأميركية وسط الحرب التجارية بين البلدين مع الإبقاء على نسبة 10% من التعرفة الشاملة، في بادرة تهدئة جديدة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
كما أعلنت الصين "تعليق تطبيق الرسوم الجمركية الإضافية" التي تصل نسبتها إلى 15% والمفروضة منذ آذار/مارس على فول الصويا ومجموعة من المنتجات الزراعية الأميركية، وهي رسوم طالت بصورة مباشرة شرائح مؤيدة لترامب في الولايات المتحدة.
وبذلك تقر بكين رسميا التزامات قطعت خلال القمة التي عقدها الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ في 30 كانون الأول/أكتوبر في كوريا الجنوبية بهدف وضع حد لأشهر من التوتر انعكست سلبا على الاقتصاد العالمي.
وصدر القرار الصيني غداة توقيع ترامب مرسوما يخفض من 20 إلى 10% الرسوم الجمركية المشددة المفروضة على عدد من المنتجات الصينية لاتهام الصين بعدم التحرك لمكافحة تهريب الفنتانيل ومواد أفيونية أخرى تتسبب بأزمة صحية خطيرة في الولايات المتحدة.
ويدخل خفض الرسوم الأميركية حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، وهو التاريخ نفسه الذي تبدأ فيه الصين تطبيق تدابيرها، بعدما أوضحت خلال القمة أنها ستتصرف بموجب ما تقوم به الولايات المتحدة.
وجاء في بيان نشر على موقع وزارة المال أن "تعليق الرسوم الجمركية البالغة 24% على السلع الأميركية سيستمر لمدة عام، وستبقى الرسوم الجمركية البالغة 10 % على السلع الأميركية سارية".
وكانت الصين فرضت في نيسان/أبريل رسوما جمركية مشددة بنسبة 24% على المنتجات الأميركية ردا على رسوم إضافية أميركية على الصادرات الصينية، قبل خفضها إلى 10% في أيار/مايو.
كما أعلنت الصين في آذار/مارس فرض رسوم بنسبة 10% على منتجات أميركية مثل الصويا ولحوم الخنزير والبقر، ورسوم إضافية بنسبة 15% على الدجاج والقمح والذرة والقطن، وذلك ردا على رسوم جمركية فرضها ترامب قبل ذلك بأيام على خلفية أزمة الفنتانيل.
والصين هي المنتج الرئيسي لبعض الجزئيات الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة الأفيونية التي تتسبب بوفاة عشرات آلاف الأشخاص كلّ سنة في الولايات المتحدة.
- هدنة تجارية هشة -
وأحيا ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع العام الحرب التجارية التي أطلقها مع الصين خلال ولايته الأولى، منددا بالخلل في ميزان المبادلات التجارية بين البلدين ومتهما بكين بسرقة الملكية الفكرية وبطرح مخاطر على الأمن القومي.
ووصلت الرسوم الجمركية المشددة الأميركية على المنتجات الصينية في منتصف نيسان/أبريل إلى متوسط 164%، بحسب تقرير للكونغرس.
وردت بكين برسوم جمركية أيضا، كما فرضت قيودا على تصدير المعادن النادرة الأساسية للصناعات الإلكترونية المتطورة، والتي تعتبر الصين المنتج الأول لها في العالم، ما يمنحها وسيلة ضغط كبرى.
وصعد ترامب التوتر التجاري وخفضه بصورة دورية على وقع جولات من المحادثات بين المفاوضين الأميركيين والصينيين.
وأوضحت وزارة المال الصينية أن التدابير المعلنة الأربعاء تأتي عقب "التوافق الذي تم التوصل إليه خلال المشاورات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة".
ومهدت هذه المشاورات لقمة 30 تشرين الثاني/نوفمبر التي أحلت انفراجا يبقى موقتا.
وأعلنت الصين في اليوم نفسه تعليق القيود التي فرضتها على صادرات المعادن النادرة والتي أثارت غضب ترامب وقلق الاتحاد الأوروبي واليابان، مع تشديد الضغط على سلاسل التوريد.
غير أن خبراء الاقتصاد يحذرون من هشاشة الهدنة التجارية التي تم التوصل إليها بين الرئيسين.