
تل أبيب- تجمّع آلاف الرجال من اليهود المتشددين (الحريديم) في القدس المحتلة الخميس30 اكتوبر 2025، احتجاجا على التجنيد الإلزامي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي قضية ضاغطة على على الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجا على عدم سنّ قانون يضمن لهم حقّ الإعفاء من الخدمة العسكرية، وهو أمر لطالما وعدهم به نتانياهو.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن الآلاف من الحريديم الذين اعتمروا القبعات والملابس السوداء، أحرقوا قطعا من القماش، فيما أغلق المئات من أفراد الشرطة طرقا في أنحاء المدينة.
وبموجب ترتيب يعود إلى إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تمتع اليهود المتشددون بإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، شرط أن يكرّسوا أنفسهم لدرس النصوص اليهودية في المدارس الدينية.
وبات هذا الاعفاء موضع انتقاد متزايد منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في ظل مواجهة المؤسسة العسكرية صعوبات في التجنيد للقتال.
واستجابة لدعوة حزبَيْن حريدييّن متحالفَيْن ويحوزان عددا من المقاعد البرلمانية المحورية لتماسك الحكومة، أتى محتجون من جميع أنحاء إسرائيل الخميس للمطالبة باستمرار إعفائهم.
وفي حزيران/يونيو 2024، قضت المحكمة العليا بأن على الدولة تجنيد الرجال الحريديم في الجيش، مؤكدة أن الإعفاء القانوني بات غير نافذ.
تناقش لجنة برلمانية حاليا مشروع قانون متوقع أن ينهي الإعفاءات ويشجع الشباب الحريديم الذين لا يدرسون بدوام كامل، على الالتحاق بالجيش.
وقد وضعت هذه القضية الائتلاف الحكومي لنتانياهو، وهو من الأكثر يمينية في في تاريخ إسرائيل، تحت ضغط شديد.
ففي تمّوز/يوليو استقال وزراء من حزب "شاس" الحريدي من الحكومة احتجاجا على المسألة، رغم أن الحزب لم ينسحب رسميا من الائتلاف، بينما انسحب حزب "يَهدوت هتوراه" من الحكومة والائتلاف.
وحذّر "شاس" من أنه سيسحب دعمه للحكومة إذا لم يُكرّس الإعفاء من الخدمة العسكرية في القانون، وهو ما قد يهدد الائتلاف الهشّ لنتانياهو، الذي انخفضت مقاعده البرلمانية إلى 60 من أصل إجمالي أعضاء الكنيست الـ120.
يشكل الحريديم 14% من سكان إسرائيل اليهود، أي نحو 1,3 مليون نسمة، بينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية. ويتمتع نحو 66 ألف رجل في سنّ التجنيد حاليا بالإعفاء من الخدمة.
وبحسب تقرير للجيش قُدّم للكنيست في أيلول/سبتمبر، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في عدد الحريديم الملتحقين بالجيش، إلا أنها لا تزال تُعدّ منخفضة نسبيا، إذ لم تتجاوز بضع مئات خلال العامين الماضيين.