
واشنطن- أعلن دونالد ترامب أنه يتوقع "لقاء ممتازا" مع الرئيس الصيني شي جينبينغ قبل أن يصل الأربعاء 29 اكتوبر 2025، الى كوريا الجنوبية، في وقت يؤمل بهدنة في الحرب التجارية الشرسة بين القوتين الكبريين.
وبعد زيارة ليومين لطوكيو، وصل الرئيس الاميركي الأربعاء الى جيونغجو في شرق شبه الجزيرة الكورية، حيث تعقد قمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادىء (أبيك) بمشاركة 21 بلدا في المنطقة.
وفي الطائرة الرئاسية اير فورس وان، قال ترامب إنه يتوقع "لقاء ممتازا (...) على أن تتم معالجة مشاكل كثيرة" خلال اجتماعه المقرر الخميس مع نظيره الصيني.
واضاف "لقد تحدثنا إليهم، لا ندخل هذا الاجتماع في شكل عفوي. اعتقد أننا سنحقق نتيجة جيدة جدا بالنسبة الى بلادنا والى العالم".
لكنه أوضح انه "غير متأكد" من أنه سيتم التطرق الى قضية تايوان الحساسة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غو جياكون ان الرئيسين سيناقشان "بعمق قضايا استراتيجية وبعيدة المدى تشمل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، اضافة الى موضوعات رئيسية تتصل بالمصلحة المشتركة".
واوردت السلطات الصينية ان اللقاء سيتم في بوسان بشرق كوريا الجنوبية.
ولمح ترامب إلى إمكان خفض الرسوم الجمركية التي فرضت على الصين ردا على كيفية تعاملها مع أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة.
وإذا كان مفاوضو بكين وواشنطن يؤكدون التفاهم على اتفاق "إطار"، يبقى السؤال ما إذا كان دونالد ترامب وشي جينبيغ اللذان لم يلتقيا ثنائيا منذ ستة أعوام، سينجزان هدنة في حربهما التجارية التي ألهبت الاسواق وأحدثت اضطرابا في سلاسل الامداد.
- هدايا وإشادات -
والمحطة في كوريا الجنوبية هي الثالثة لترامب ضمن جولته الآسيوية، بعد ماليزيا واليابان حيث عقد لقاء وديا الثلاثاء مع رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايشي وتلقى سيلا من الهدايا والإشادات.
كذلك، تلقى الرئيس الأميركي من نظيره الكوري الجنوبي لي جاي-ميونغ أرفع وسام في البلاد، اضافة الى نسخة من التاج الذهبي لملوك مملكة سيلا الكورية القديمة.
وقال ترامب "إنه شرف كبير".
وبعد اللقاء، اعلن ترامب التوصل الى اتفاق تجاري مع سيول.
وأعلن ترامب في تموز/يوليو أنه وافق على تقليص الرسوم الجمركية على السلع الكورية الجنوبية الى 15 في المئة، مقابل تعهد سيول الاستثمار في الولايات المتحدة ب350 مليار دولار.
لكن الرسوم الباهظة على السيارات مستمرة وتبقى تفاصيل الاستثمارات رهن مفاوضات صعبة.
واوضح كبير مستشاري الرئيس الكوري الجنوبي ان الاتفاق الذي ابرمه الرئيسان دونالد ترامب ولي جاي ميونغ ينص على تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة على السيارات الى 15 في المئة، اضافة الى خطة لاستثمارات كورية جنوبية بقيمة 350 مليار دولار في الولايات المتحدة "بينها 200 مليار نقدا و150 مليارا للتعاون في قطاع بناء السفن".
- توقيت غير ملائم -
في المقابل، لن يلتقي ترامب الزعيم الكوري الجنوبي كيم جونغ أون خلال زيارته.
وكان الرئيس الاميركي أعلن أنه "سيسر كثيرا بلقاء" كيم، لكن بيونغ يانغ لم ترد علنا على الدعوة.
وقال ترامب "أعرف كيم جونغ أون جيدا... لكننا لم نتمكن من تحديد التوقيت المناسب" للقاء.
ويعود آخر لقاء بين ترامب وكيم جونغ أون إلى حزيران/يونيو 2019 في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
لكن العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن في حالة جمود منذ فشل تلك القمة على خلفية مسألة تخفيف العقوبات وتنازلات بيونغ يانغ النووية.
ويشترط كيم جونغ أون لاستئناف أي حوار أن تتخلى واشنطن عن مطالبها بتفكيك ترسانة بيونغ يانغ النووية.
ويلقى زعيم كوريا الشمالية دعما حاسما من روسيا بعد إرساله آلاف الجنود الكوريين الشماليين للقتال إلى جانب موسكو.
ورأى جي-ووك شين الخبير في شؤون كوريا وأستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد أن كيم يسعى على الارجح الى "تعزيز نفوذه لدى ترامب. لكن لقاء مقبلا يظل ممكنا لأن كيم ينظر الى ترامب على الأرجح بوصفه فرصته الأفضل للحصول على نوع من اتفاق يأمل به، بما في ذلك الاعتراف (ببلاده) كدولة نووية".