فايننشال تايمز: "مؤسسة غزة الإنسانية" تبحث عن دور لها في مرحلة ما بعد الحرب

2025-10-23 | منذ 3 ساعة

يأتي بحث المؤسسة في وقت تعرضت فيه لانتقادات دولية لتحويل عمليات توزيع الإغاثة إلى نقاط شبه عسكرية، قتل فيها الإسرائيليون مئات الفلسطينيين الباحثين عن الطعام في المراكز (ا ف ب)نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعدته هبة صالح ونيري زيبلر، قالتا فيه إن مؤسسة غزة الإنسانية تجري محادثات مع المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لمواصلة العمل داخل غزة، وذلك حسب عدد من الأشخاص المطلعين على الأمر.

 ويأتي بحث المؤسسة في وقت تعرضت فيه لانتقادات دولية لتحويل عمليات توزيع الإغاثة إلى نقاط شبه عسكرية، قتل فيها الإسرائيليون مئات الفلسطينيين الباحثين عن الطعام في المراكز.

وعلقت مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، كما تواجه مشاكل مالية ومسائل تتعلق بدورها في المستقبل.

ولم يعد لمؤسسة غزة الإنسانية أي دور في عمليات الإغاثة الحالية والتي تقودها حاليا منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

إلا أن المؤسسة التي بدأت أعمالها في أيار/ مايو تحاول البحث عن دور، حسب أربعة أشخاص على معرفة بالمداولات.

وعقدت المؤسسة محادثات مع الضباط العسكريين الأمريكيين في مركز التنسيق المدني- العسكري، وهي هيئة دولية متعددة الجنسيات أنشأتها إدارة ترامب في جنوب إسرائيل للإشراف على مرحلة الاستقرار بغزة ما بعد الحرب. وواحد من الأشخاص الذين عقدوا محادثات مع مركز التنسيق المدني- العسكري هو رجل الأعمال الإسرائيلي- الأمريكي مايكل أيزنبرغ، الذي ساعد في إنشاء مؤسسة غزة الإنسانية هذا العام، وذلك حسب شخصين مطلعين.

ويحضّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتعيين أيزنبرغ كممثل شخصي له في مركز التنسيق المدني- العسكري، وذلك حسب القناة الإسرائيلية 12، ولم يرد لا أينزبرغ أو مكتب نتنياهو على أسئلة الصحيفة للتعليق.

ومن الأفكار المتداولة هي استمرار عمل مؤسسة غزة الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية أو إدارة العمليات اللوجيستية لعمليات إعمار القطاع، أو توفير المساعدات للمنظمات غير الحكومية. وتواجه المؤسسة مشكلة مالية من أجل مواصلة عملياتها حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر أو بداية كانون الأول/ ديسمبر، وقالت إن عملياتها “معلقة مؤقتا”. وتبحث أيضا شركات المقاولات الأمنية التي تعمل مع غزة الإنسانية مثل “يو جي سوليوشنز” عن دور لها في المجال الأمني بغزة.

وتقول مؤسسة غزة الإنسانية: “دورنا قد يتطور بناء على متطلبات الميدان”. وقال شخص مطلع على عمل المؤسسة وناقد لها، إنها “لا تزال عاملة” ويمكن أن “تواصل تحت قيادة مختلفة” ويتطلع “المؤسسون لأشياء أفضل وأكبر وصفقات أكبر وأفضل”.

وقال متحدث باسم المؤسسة إنها تأمل باستئناف نشاطاتها في المستقبل ولديها شاحنات تنتظر عند معبر كرم أبو سالم. ويقول أشخاص مطلعون إن علاقة مؤسسة غزة الإنسانية تحسنت في الأسابيع الأخيرة مع بعض مسؤولي الأمم المتحدة. وقد واجهت المؤسسة منذ بدء عملياتها نقدا يتعلق بأصولها ومصادر تمويلها الغامضة، واعتمادها على متعاقدين مسلحين من القطاع الخاص لتأمين مراكز مساعداتها في غزة.

ورفضت الأمم المتحدة ومعظم منظمات الإغاثة الرئيسية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية متهمة إياها بـ”عسكرة” المساعدات لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى جنوب غزة، وهو هدف سبق أن حدده بعض القادة الإسرائيليين. ومع بدء عملياتها، قطعت إسرائيل جميع المساعدات الأخرى تقريبا عن غزة، مما أدى إلى نقص حاد في الأمن الغذائي ومجاعة في أجزاء من القطاع. وتحولت ما أصبحت مراكز المساعدات التابعة للمؤسسة في الغالب إلى مراكز للفوضى والعنف. وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن حوالي 1000 فلسطيني قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكزغزة الإنسانية.

وقد دافع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، عن مؤسسة غزة الإنسانية، قائلا إنه سيحاول حرمان حماس من سيطرتها على تدفقات المساعدات كما زعم، إلى جانب تهميش الأمم المتحدة. وقال هذا الصيف بأنه خصص أموالا لمؤسسة غزة الإنسانية.

وأكد مسؤولون إنسانيون دوليون باستمرار، أنهم لم يروا أي دليل على تحويل حماس للمساعدات بشكل منهجي. وزعمت مؤسسة غزة الإنسانية أنها وزعت 185 مليون وجبة خلال خمسة أشهر تقريبا من عملها، لكن الأوضاع الإنسانية داخل القطاع تدهورت.

وأعلنت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة عن مجاعة في غزة لأول مرة في آب/ أغسطس. وانتقدت منظمات الإغاثة وبعض المسؤولين الإسرائيليين المساعدات التي دخلت ووصفوها بأنها ضئيلة بالنسبة لسكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة. وفي أواخر الشهر الماضي، أخبر نتنياهو في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بأن المبادرة “لم تنجح للأسف”.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي