روبيو يتوجّه إلى إسرائيل مع سعي واشنطن لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-10-23 | منذ 6 ساعة

يزور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إسرائيل الخميس (ا ف ب)واشنطن- حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن تحرّكات إسرائيل نحو ضمّ الضفة الغربية المحتلّة قد تُقوّض وقف إطلاق النار الهشّ الذي رعته الولايات المتحدة في غزة، وذلك قبيل توجهه إلى اسرائيل الخميس 23 اكتوبر 2025.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صوت الأربعاء لصالح مناقشة مشروعي قانونين يمهّدان لتوسيع سيادة اسرائيل في الضفة الغربية، بعد أيام من نجاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رعاية اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف إلى إنهاء عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة المدمّر والمحاصر.

وقال روبيو للصحافيين قبيل توجّهه إلى إسرائيل "أعتقد أنّ الرئيس أكّد أنّ هذا ليس أمرا يمكننا دعمه في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أنّ إقرار أيّ من النصوص المطروحة أمام الكنيست "سيهدّد" وقف إطلاق النار و"سيؤتي نتائج عكسية".

وأعرب الوزير الأميركي أيضا عن قلق واشنطن من تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، قائلا "نحن قلقون بشأن أي شيء يهدد بزعزعة ما عملنا عليه".

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967، وقد شهدت تصاعدا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في غزة.

وفق وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، قُتل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 نحو ألف فلسطيني برصاص الجيش والمستوطنين الإسرائيليين، بينهم مدنيون ومقاتلون، بينما أظهرت الأرقام الإسرائيلية مقتل 43 إسرائيليا في هجمات لفلسطينيين أو عمليات أمنية إسرائيلية.

لا تزال الولايات المتحدة الداعم العسكري والدبلوماسي الأول لإسرائيل، وكان روبيو يتجنّب حتى وقت قريب انتقاد خطوات الضمّ التي يدعمها حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من اليمين المتطرف.

وحذّرت دول عربية وإسلامية عدة، تعمل واشنطن على استقطابها للمشاركة في قوة دولية لتثبيت الاستقرار في غزة، من أن ضمّ الضفة الغربية يشكل خطا أحمر.

وتسيطر السلطة الفلسطينية على أجزاء محدودة من الضفة الغربية ضمن حكم ذاتي محدود.

- تهديدات يومية للهدنة -

يزور روبيو إسرائيل لتعزيز الهدنة، بعد نائب الرئيس جاي دي فانس الذي ينهي زيارته الخميس.

لم يستبعد روبيو أن يواجه اتفاق وقف إطلاق النار تهديدات محتملة، قائلا إن "كل يوم سيكون هناك تهديد للهدنة، لكنني أعتقد أننا متقدّمون على الجدول الزمني، ونجاحنا في تجاوز عطلة نهاية الأسبوع الماضية يُعد مؤشرا جيدا".

وأضاف "إنه اتفاق سلام تاريخي أنجزه الرئيس ترامب، وعلينا الآن أن نضمن استمراره والبناء عليه".

وشهدت الهدنة اختبارا صعبا الأحد الماضي، عندما شنّت إسرائيل غارات على غزة بعد مقتل جنديين، ما أسفر عن 45 قتيلا فلسطينيا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.

وذكرت مصادر محلية أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت النار في خان يونس الخميس من دون تسجيل إصابات.

وخلال زيارته، قال فانس إن نزع سلاح حماس وإعادة إعمار غزة يشكلان تحديا مزدوجا، موضحا أنه "لدينا مهمة صعبة للغاية هي نزع سلاح حماس وإعادة بناء غزة لتحسين حياة سكانها وضمان ألا تشكّل الحركة تهديدا مجددا لأصدقائنا في إسرائيل".

ودشّن نائب الرئيس الأميركي مركز التنسيق المدني-العسكري في جنوب إسرائيل، حيث تعمل قوات أميركية وحلفاء إلى جانب الجيش الإسرائيلي لمراقبة الهدنة وتنسيق دخول المساعدات الإنسانية.

وبموجب خطة السلام المكوّنة من 20 بندا التي طرحها ترامب، ستشرف قوة أمنية دولية من دول عربية وإسلامية على المرحلة الانتقالية في غزة مع انسحاب القوات الإسرائيلية، من دون نشر قوات أميركية داخل القطاع.

ويواجه نتانياهو انتقادات من حلفائه اليمينيين لقبوله وقف إطلاق النار قبل القضاء الكامل على حماس، لكنه دافع عن الاتفاق قائلا إنه "وضع السكين على عنق حماس" وعزلها إقليميا.

- معاناة المدنيين -

وفي غزة، ما زال المدنيون النازحون يواجهون أوضاعا قاسية بعد حرب استمرت عامين.

وقال ماهر أبو الوفا (42 عاما) "كنا نخاف من الموت أثناء الحرب، والآن نخاف من الحياة بعدها".

وأضاف أن "حياتنا ومستقبل أطفالنا يتلاشيان أمام أعيننا، وكل ما نريده هو حياة مستقرة".

وبالتوازي مع الزيارات الدبلوماسية الأميركية، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا دعت فيه إسرائيل إلى ضمان وصول الفلسطينيين إلى المساعدات والمواد الأساسية، وهو ما رفضته إسرائيل ووصفت القرار بأنه "محاولة سياسية" للضغط عليها تحت غطاء القانون.

من جهته، حذر نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان أندرو سابرتون من تأثيرات "تمتد لأجيال" بسبب سوء التغذية بين الحوامل والأطفال في غزة، قائلا إن 11500 امرأة حامل يواجهن ظروف جوع مروّعة تهدد حياة الأمهات والخدّج.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي