
أثارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، بعد أن ردّت على سؤال أحد مراسلي موقع “هوف بوست” بسخرية قائلة: “أمّك”، عندما سألها عن الجهة التي اختارت مدينة بودابست في هنغاريا مكانًا للقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض مساء الجمعة، عندما طرح المراسل سؤالًا حول ما إذا كان اختيار بودابست تم بطلب من الحكومة الأمريكية أم الروسية. وردّت ليفيت على الفور بعبارة مقتضبة: “Your mom did” (أي “أمّك فعلت”)، وسط ذهول الصحافيين في القاعة.
وسُمع في المقطع ضحك خافت بين بعض الحضور، فيما بدا آخرون في حالة صدمة.
لاحقًا، وعندما سُئلت ليفيت عمّا إذا كانت تعتبر تعليقها “لائقًا”، أجابت بأنها ترى الأمر “مضحكًا”، مضيفة بسخرية أن موقع “هوف بوست” “يعتبر نفسه مجلة، بينما هو في الحقيقة منصة يسارية متطرفة لا يأخذها أحد على محمل الجد”، معلنة أنها لن تتلقى أسئلة أخرى من المراسل أو من الموقع مستقبلاً.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، قالت مصادر في البيت الأبيض إن المتحدثة لم تُوبّخ رسميًا، لكن مستشارين كبارًا عبّروا عن “انزعاجهم من الأسلوب غير المهني”، معتبرين أن الواقعة قد “تصرف الانتباه عن القضايا الجوهرية المطروحة على جدول أعمال الإدارة”.
أما موقع “ذي ديلي بيست” فذكر أن التعليق “يعكس الأجواء المتوترة” داخل البيت الأبيض، في ظل الانتقادات التي تتعرض لها الإدارة بشأن استعدادها لاجتماع ترامب بوتين، والذي يُتوقع أن يُعقد في بودابست خلال الأسبوعين المقبلين، بدعم من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
ووُصف الرد على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه “أكثر لحظة غير دبلوماسية في عهد ترامب الجديد”، بينما كتب الصحافي الأمريكي بريان كلاس أن “المشهد يبدو كعرض هزلي أكثر من مؤتمر صحافي رسمي”.
في المقابل، دافع مؤيدون لترامب عن ليفيت، معتبرين أن ردّها “يعكس الشجاعة في مواجهة الصحافة المعادية”، بحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك بوست” المحافظة.
ويأتي هذا الجدل فيما أكد ترامب، في مقابلة مع شبكة “فوكس بزنس”، أن مكالمته الأخيرة مع بوتين تضمنت “بحث ترتيبات مبدئية” للقاء في بودابست، بمشاركة كبار مستشاري البلدين، مضيفًا أنه يتوقع أن يكون الاجتماع “تاريخيًا” لبحث “السلام في أوكرانيا”.
أما موسكو، فقد رحبت بالفكرة على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي قال إن اختيار بودابست “يعكس الدور البنّاء لرئيس الوزراء المجري في تقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن”.