روبيو يبحث مع نتانياهو تداعيات الهجوم على قطر والهدنة في غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-09-15

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي يزورون الحائط الغربي، أقدس موقع يمكن لليهود الصلاة فيه، في 14 سبتمبر/أيلول 2025. (أ ف ب)واشنطن- اجتمع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الاثنين 15 سبتمبر 2025، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في وقت عبرت فيه أوثق حليفة لإسرائيل عن قلقها إثر الغارات الجوية على قطر والتي تهدد بنسف المحاولات المتعثرة للتوصل إلى هدنة في غزة.

حدّد روبيو موعد هذه الزيارة التضامنية قبل أسبوع من موعد انعقاد قمة بمبادرة فرنسية سعودية في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي ندد به نتانياهو.

بوغتت إدارة الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالهجوم الإسرائيلي على قطر التي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة والذي كان الهدف منه اغتيال قادة الصف الأول لحركة حماس المجتمعين لمناقشة مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار في القطاع.

ورغم أن ترامب كان على مدى سنوات من أشد المدافعين عن نتانياهو، فإنه جدّد الأحد إبداء دعمه لقطر التي سعت جاهدة إلى تعزيز علاقاتها مع الرئيس الأميركي، حتى إنها أهدته طائرة فاخرة.

وقال ترامب للصحافيين "قطر حليف رائع جدا. لذا على اسرائيل والآخرين أن يكونوا حذرين. عندما نهاجم الناس، علينا أن نتوخى الحذر".

من جهته، أشار نتانياهو خلال أدائه الصلاة برفقة روبيو أمام الحائط الغربي في القدس الأحد إلى أن التحالف مع الولايات المتحدة لم يكن يوما أقوى مما هو عليه الآن.

ومع أن ترامب أعرب عن امتعاضه بسبب الضربة غير المسبوقة التي شنتها اسرائيل في 9 أيلول/سبتمبر على الدوحة، وتأكيد روبيو السبت قبل توجهه إلى إسرائيل أن ترامب "ليس سعيدا" بالضربة، إلا أن الوزير أوضح أن هذا الاختلاف "لن يغير طبيعة علاقتنا بالإسرائيليين".

وأضاف روبيو أنه سيبحث مع نتانياهو الخطط العسكرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع المدمر، إضافة إلى حديث حكومته عن ضم أجزاء من الضفة الغربية في محاولة لإجهاض قيام دولة فلسطينية.

وأكد روبيو أن ترامب يريد لحرب غزة "أن تنتهي" بإعادة الرهائن الذين خُطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإنهاء التهديد الذي تمثله حركة حماس.

وقال "جزء مما سنناقشه خلال هذه الزيارة هو كيف تؤثر أحداث الأسبوع الماضي في قطر على ذلك".

- "العاصمة الأبدية" -                  

خلافا للقوى الأوروبية، أحجمت الولايات المتحدة عن ممارسة ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب والحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية المستفحلة أصلا في القطاع المحاصر الذي تحول إلى أنقاض.

بعد صلاته عند الحائط الغربي (حائط البراق)، أقدس موقع يمكن لليهود الصلاة فيه، نشر روبيو، وهو كاثوليكي متدين، أن زيارته تعكس إيمانه بأن القدس هي "العاصمة الأبدية" لإسرائيل.

حتى الولاية الأولى لترامب، كانت القيادات الأميركية تتجنب إطلاق مثل هذه التصريحات العلنية المؤيدة لسيادة إسرائيل على القدس التي تحتل شطرها الشرقي، إذ حاولت الولايات المتحدة تاريخيا إظهار الحياد بشأن وضع الموقع المقدس الذي يشمل أيضا المسجد الأقصى، وهو من أهم المقدسات الإسلامية.

واتّخذ ترامب خطوة تاريخية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس خلال ولايته السابقة، في قرار ناقض الإجماع الدولي بعدم الاعتراف بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل.

من جانبها، اعتبرت حركة حماس في بيان أن زيارة روبيو للحائط الغربي الذي هو "جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك؛ اعتداء صارخ على قدسية المسجد" الواقع أعلاه "وانتهاك سافر للوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة".

- نفق مثير للجدل -

ومن المقرر أن يحضر روبيو الاثنين حفل تدشين نفق مخصص للزوار يمر أسفل حي سلوان الفلسطيني وصولا إلى مواقع يهودية قريبة من المسجد الأقصى.

وقد أثار المشروع مخاوف بين السكان الفلسطينيين من أن يؤدي إلى التضييق عليهم وربما تعريض الأسس الهيكلية لمنازلهم للخطر.

وقال فخري أبو دياب (63 عاما)، وهو متحدث باسم سكان الحيّ الفلسطيني الملاصق للمسجد الأقصى وأسوار البلدة القديمة، إن "الأحرى بروبيو أن يأتي ليرى المنازل – ومنها منزله – التي هدمتها إسرائيل" فيما يعتبره الفلسطينيون حملة ممنهجة لطمس وجودهم في المدينة المقدسة.

وأضاف "بدلا من الوقوف إلى جانب القانون الدولي، تسير الولايات المتحدة في طريق المتطرفين واليمين المتشدد وتتجاهل تاريخنا".

ردا على سؤال بشأن الزيارة، قلّل روبيو من أبعادها السياسية وقال السبت "إنه أحد أهم المواقع الأثرية في العالم"، إلا أن الفلسطينيين وأطرافا حقوقية ودولية يعارضون هذه المواقف لأنها تضفي طابعا شرعيا على المزاعم الإسرائيلية في السيادة على القدس الشرقية التي ضمتها بعداحتلالها عام 1967.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي