روبيو يصل الى إسرائيل لتأكيد الدعم الأميركي على رغم الضربات على قطر

أ ف ب-الامة برس
2025-09-14

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث الى الصحافيين قبيل مغادرته الى إسرائيل في 13 أيلول/سبتمبر 2025 (أ ف ب)واشنطن- وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأحد الى إسرائيل في زيارة يجدد خلالها دعم بلاده للدولة العبرية، على رغم الضربات التي شنّتها على قطر مستهدفة قادة حماس، ولقيت انتقادا من الرئيس دونالد ترامب.

وأثارت الضربات غير المسبوقة غضب الدوحة حليفة واشنطن في المنطقة، ونددت بها أطراف إقليمية ودولية. كما ألقت بظلالها على محاولات التوصل الى هدنة في الحرب والافراج عن الرهائن في القطاع، لا سيما وأن قطر هي طرف رئيسي في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس التي أكدت نجاة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية من القصف.

كما تأتي زيارة روبيو في ظل ضغوط دولية على إسرائيل على خلفية تصعيد عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن.

ومن المقرر أن يلتقي روبيو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومسؤولين آخرين. وفي حين من المقرر أن يزور حائط المبكى في القدس الأحد، تتركز الاجتماعات السياسية الاثنين.

وكان وزير الخارجية أكد قبيل سفره أن الانتقاد النادر الذي وجّهه ترامب لإسرائيل بعد قصف الدوحة لن يغيّر في الدعم الأميركي للدولة العبرية.

وقال "ما حدث قد حدث. من الواضح أننا لسنا سعداء بذلك، والرئيس لم يكن سعيدا بذلك".

لكنه أكد أن "هذا لن يغير من طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين، لكن علينا أن نناقشه (...) وبشكل رئيسي ما التأثير الذي سوف يخلفه" على جهود التوصل إلى هدنة في الحرب المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

والتقى ترامب الجمعة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن. وتستضيف الدوحة الاثنين قمة عربية إسلامية للتعبير عن رفض الهجوم الإسرائيلي عليها.

وقطر، مع الولايات المتحدة ومصر، هي طرف أساسي في جهود الوساطة للتوصل الى هدنة في قطاع غزة. واستضافت الدوحة العديد من جولات التفاوض غير المباشر بين حماس وإسرائيل.

- نزوح وقصف -

وكرّر نتانياهو السبت الدفاع عن استهداف قادة الحركة، معتبرا أن "التخلص منهم سيُزيل العقبة الرئيسية أمام الإفراج عن جميع رهائننا وإنهاء الحرب".

وتأتي زيارة روبيو في وقت تصعّد إسرائيل عملياتها في إطار خطتها المعلنة للسيطرة على مدينة غزة، كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان.

وتتواصل حركة النزوح من المدينة حيث دمّر الطيران الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عددا من المباني العالية في المدينة بذريعة أن حماس تستخدمها لغايات عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وأظهرت لقطات لفرانس برس قوافل من السيارات والعربات لنازحين يغادرون نحو الجنوب، العديد منهم سيراً. وكان من بين هؤلاء أشخاص فقدوا أطرافهم، ورجل على كرسي متحرك يحمل طفلا.

وقالت سارة أبو رمضان (20 عاما) "نحن نعيش حالة رعب مستمرة. قصف لا يتوقف انفجارات مرعبة وقوية جدا".

أضافت "هذه الليلة لم أتوقع أن يشرق علينا الصباح... لم كل هذه القوة في الصواريخ؟". وتابعت "نموت هنا وليس لنا مكان نلجأ إليه، والعالم يقف متفرّجاً علينا... لم كل هذا الظلم؟".

وكرّر الجيش الإسرائيلي الأحد إنذاره لسكان مدينة غزة بإخلائها. وهو كان أفاد السبت بأن عدد النازحين تجاوز 250 ألف شخص.

في المقابل، أكّد الدفاع المدني في غزة أن عدد النازحين إلى جنوب القطاع يقارب 68 ألفا فقط، مشيرا إلى أن كثيرين ما زالوا متشبثين بالبقاء في مدينة غزة، في حين لا يجد آخرون مكانا للإقامة في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل إقامة "منطقة إنسانية".

وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل لفرانس برس إن "مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة".

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة في آب/أغسطس، كان عدد السكان في مدينة غزة ومحيطها يتجاوز مليون نسمة.

وحثت الأمم المتحدة وأطراف دولية إسرائيل على وقف العملية، محذّرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية التي بلغت حد إعلان المنظمة الدولية رسميا المجاعة في غزة الشهر الماضي.

- "وقف فوري" -

وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا دعت في بيان الجمعة إلى "وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة".

وتعتزم بلدان غربية تتقدمها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وصوّتت الجمعية الجمعة لصالح قرار يهدف إلى إحياء حل الدولتين من دون إشراك حركة حماس فيه.

وأكدت واشنطن أن زيارة روبيو الى إسرائيل تأتي كذلك في سياق الدعم بمواجهة هذا الحراك الدبلوماسي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت الجمعة إن واشنطن ستظهر التزامها "بمواجهة الإجراءات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية يكافئ إرهاب حماس".

واستبعد الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس أن يضغط روبيو نحو وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال كاتوليس "يبدو أن الإدارة تستمع أكثر لقواعدها التي تتشكل من (السفير في القدس مايك) هاكابي وأمثاله من المسيحيين الإنجيليين المتحالفين مع الإسرائيليين اليمينيين".

أسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وردت الدولة العبرية بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 64803 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 رهينة في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في الهجوم.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي