
كييف- قُتل 20 شخصا على الأقل في ضربة روسية على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، بحسب ما أفاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، داعيا العالم إلى التحرّك.
وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "غارة جوية روسية وحشية بقنبلة جوية على قرية ياروفا في منطقة دونيتسك. استهدفت بشكل مباشر سكانا هم مدنيون عاديون"، مضيفا أنّ "المعلومات الأولية تفيد عن مقتل أكثر من 20 شخصا".
وأشار إلى أنّ الغارة استهدفت القرية بينما كان السكان يتقاضون معاشاتهم التقاعدية، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات قوية" ضد روسيا.
ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر جثثا متناثرة على الأرض قرب شاحنة متضرّرة بشدة تستخدمها هيئة البريد العامة في أوكرانيا، لتوزيع المعاشات التقاعدية في المناطق الريفية بشكل خاص.
- "إرهاب محض" -
من جانبه، أفاد الحاكم الإقليمي فاديم فيلاشكين عن حصيلة "21 قتيلا على الأقل" وعدد مماثل من الجرحى.
وفيما أكد أنّ الهجوم وقع أثناء توزيع المعاشات التقاعدية، أشار إلى أنّه "ليس عملا عسكريا بل إرهاب محض".
وقال إنّ "عناصر الإنقاذ والأطباء والشرطة والسلطات المحلية تعمل في المكان".
كذلك، أفاد ماكسيم سوتكوفي المتحدث باسم البريد العام (Ukrpochta) في منطقة دونيتسك فرانس برس، بأنّ موظفة في البريد أصيبت ونُقلت إلى المستشفى.
ويوزّع البريد العام المعاشات التقاعدية في أوكرانيا لأكثر من مليوني شخص.
وقد يُعنى موظفو البريد بتوزيع هذه المعاشات في المناطق الريفية، بما في ذلك المناطق القريبة من خط المواجهة، حيث اضطُرّت المؤسسات العامة والمصارف إلى الإقفال في ظل الخطر المستمرّ.
وقد يتم تنظيم عمليات التوزيع هذه، في إطار مجموعات في أحد شوارع القرية، وذلك من أجل الفعالية والسرعة مقارنة بتوزيعها على المنازل.
ووفقا لصحافيين في فرانس برس، فإنّ وصول ساعي البريد معروف ومنتظرٌ من قبل السكان، خصوصا أنّه ليس حدثا يوميا.
- مناطق سكنية -
وإضافة إلى توزيع المعاشات التقاعدية والرسائل والطرود، يقوم موظفو البريد ببيع مواد غذائية أساسية في هذه المناطق حيث باتت المتاجر نادرة.
وتقع قرية ياروفا على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من خط المواجهة مع روسيا.
وقبل غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كان عدد سكانها يبلغ 1800 نسمة.
وقال زيلينسكي "هذه الضربات الروسية يجب ألا تبقى من دون رد مناسب من قبل العالم. يستمر الروس في تدمير الأرواح، متجنّبين فرض عقوبات جديدة".
وحث الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة العشرين على التحرّك.
وتشهد منطقة دونيتسك الصناعية أشد المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية، في وقت تسعى موسكو إلى احتلالها بالكامل بعدما أعلنت ضمّ جزء منها في العام 2022.
وتفيد تقديرات بأن القوات الروسية تسيطر على حوالى ثلثي إلى ثلاثة أرباع هذه المنطقة التي تحمل أهمية استراتيجية للدفاع الأوكراني.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن في نهاية آب/أغسطس أنّ "حوالى 100 ألف" جندي روسي يتمركزون بالقرب من مدينة بوكروفسك الرئيسية في منطقة دونيتسك، وذلك في وقت وصلت المساعي الدولية التي تقودها واشنطن للتوصل إلى سلام، إلى طريق مسدود.
ويذكّر الهجوم على ياروفا بهجوم آخر أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا في قرية غروزا الأوكرانية في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكان الضحايا يحضرون مراسم جنازة في القرية في تلك الأثناء.