جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو لإخلاء مدينة غزة تمهيدا لهجوم بري يستعد له

أ ف ب-الامة برس
2025-09-06

مركبات تحمل فلسطينيين ينزحون جنوبا على الطريق الساحلي قرب مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة، في الخامس من أيلول/سبتمبر 2025 (أ ف ب)القدس المحتلة- دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت 6 سبتمبر 2025، سكان مدينة غزة إلى إخلائها والانتقال إلى منطقة المواصي جنوبا، مع استعداده لهجوم بري على أكبر مدينة في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء حوالى 23 شهرا من الحرب.

وفي رسالة موجهة "إلى سكان مدينة غزة وكل المتواجدين فيها"، قال المتحدث بالعربية باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "ابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي منطقة إنسانية".

وأضاف "اغتنموا الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، وانضموا إلى الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل".

أقرّت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا خطة لاحتلال غزة في شمال القطاع الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على نحو 75 في المئة من مساحته. وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يتكدس فيها نحوى مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة التي حذرت من "كارثة".

وفي وقت لاحق السبت، وجّه أدرعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "إنذارا عاجلا" إلى سكان برج الرؤيا في مدينة غزة والخيام المجاورة له لإخلائها، مشيرا إلى أنّ الجيش "سيهاجم المبنى في الوقت القريب نظرا لوجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره".

كيف جيش الاحتلال الإسرائيلي كثّف عملياته الجمعة في المدينة، حيث  دمّر برجا بُعَيد إعلانه أنه سيستهدف مباني شاهقة اتهم حركة حماس باستخدامها.

في المقابل، قال العضو في المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إن "محاولات إسرائيل تبرير استهداف الأبراج السكنية بادّعاءات كاذبة عن استخدامها من حماس، ليست سوى ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة".

وتأتي إنذارات الإخلاء، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة "منخرطة في مفاوضات معمّقة جدا مع حماس". ومتحدثا عن الرهائن، قال ترامب "قلنا أفرجوا عنهم جميعا الآن، أفرجوا عنهم جميعا"، مشيرا إلى احتمال وفاة عدد أكبر منهم.

وفق جيش الاحتلال الإسرائيلي، من بين 251 شخصا اختُطفوا في هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال 47 محتجزين في غزة، 25 منهم توفوا.

ورغم أنّ حركة حماس وافقت في آب/أغسطس على اقتراح الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر لاتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن، إلا أنّ الحكومة الإسرائيلية تطالب الحركة بإلقاء سلاحها وإطلاق سراح جميع الرهائن.

- "الجيش يكذب" -

وقال أدرعي إنّ القوات الإسرائيلية ستوسع عملياتها البرية في مدينة غزة، وقال إن منطقة المواصي في خانيونس التي تسميها إسرائيل "منطقة إنسانية" رغم تعرضها للقصف، تضم "بنى تحتية إنسانية حيوية مثل مستشفيات ميدانية وخطوط مياه ومرافق تحلية مياه إلى جانب توفير متواصل لمواد غذائية وخيم وأدوية ومواد طبية سيتم ادخالها بتنسيق بين وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق والمجتمع الدولي".

وأضاف أنّ "جهود إدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة وملاءمة البنى التحتية ستستمر بشكل متواصل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتوازي مع توسيع المناورة البرية".

منذ بداية الحرب، شنّ جيش الاحتلال الإسرئيلي الكثير من الغارات الجوية على مناطق أعلنها "إنسانية" و"آمنة" للسكان، مشيرا إلى أنّه يستهدف مقاتلي حماس المختبئين بين المدنيين.

وقال عبدالناصر مشتهى (48 عاما) النازح المقيم في خيمة في منطقة الجندي المجهول في غرب مدينة غزة، بعد مغادرته حي الزيتون الذي تعرّض للقصف، "الجيش يكذب على الناس، إذا ذهبنا للحصول على مساعدات طحين ومعلّبات غذائية يطلقون النار".

وأضاف لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "حاليا سنبقى في مكاننا... كل مناطق غزة والجنوب  فيها قصف وموت".

من جانبه، أكد بسام الأسطل (52 عاما) الذي نزح مع عائلته إلى منطقة المواصي، أنّ "أسوأ منطقة هي المواصي... ليست منطقة إنسانية ولا منطقة آمنة، أكبر عدد للشهداء يوميا في المواصي ولا توجد فيها أماكن للخيام ولا خدمات إنسانية، ولا مياه وصرف صحي ولا مساعدات غذائية".

- "دعاية شريرة"-

الجمعة، أعلن الدفاع المدني مقتل 42 شخصا في أنحاء القطاع، معظمهم في مدينة غزة.

وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق دون تمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.

وبعد 700 يوم على هجومها على إسرائيل والذي اندلعت على إثره الحرب، نشر الجناح العسكري لحركة حماس الجمعة، مقطع فيديو يظهر فيه رهينتان إسرائيليان اختطفا في الهجوم، على قيد الحياة في مدينة غزة أواخر الشهر الماضي.

ويظهر في الفيديو الرهينة جاي جلبوع دلال في سيارة تجول بين مبانٍ مدمرة، يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باللغة العبرية عدم تنفيذ الهجوم العسكري المخطط له للسيطرة على مدينة غزة.

ثم يظهر وهو يلتقي رهينة آخر هو الون أوهيل. وهذا أول فيديو يُنشر لأوهيل منذ اختطافه.

وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى أسرتي الرهينتين. ونقل بيان لمكتب عن نتانياهو قوله "لن يُضعفنا أي مقطع فيديو دعاية شريرة أو يحيدنا عن تصميمنا" على سحق حماس وتحرير الرهائن.

أسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64300 شخص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي