جيش قلانس ولصوص بجوارب نايلون: هل يفلت المجرم.. وتنتظر "لاهاي" مقتل آخر غزي؟

الامة برس-متابعات:
2025-09-05

الجيش الذي يغطي على ضباطه بالقلانس السود هو جيش يدرك أنهم يرتكبون جرائم، حتى لو لم يعترف ببعضها (ا ف ب)إسرائيل تغطي وجهها، وتفعل ذلك خجلاً، وربما شعوراً بالذنب، وربما خوفاً، أو كلها جميعاً. الموضة الجديدة: قلنسوة سوداء على رؤوس الضباط الذين يجرون مقابلات في التلفزيون. أصبح بيت الشعب جيش من معتمري القلانس.

المقدم ط.، قائد كتيبة احتياط، قال إن نسبة تجنيد الاحتياط “عالية جداً”. الرائد ش.، نائب قائد كتيبة احتياط قال: “تركت زوجة لبؤة وحدها في البيت مع ثلاثة أولاد، الذين عادوا إلى أطر التعليم، وتركت مصلحة تجارية دخلت إلى حالة جمود عميقة. مع ذلك، نعرف أننا هنا في أمر مهم”. هذان الشخصان اللذان يُسمعان أقوالهما يرتديان قلنسوة سوداء. ط. المجهول، وش. المتبجح، يظهران مثل لصوص الخزنات قبل الانطلاق إلى عملية السطو: عيونهم ظاهرة وجرابات نايلون تلائم لصوصاً كلاسيكيين استبدلت بالقلنسوة التي يوزعها الجيش الإسرائيلي. هناك ما يخفونه ويخبئونه. كل الاحترام للجيش الإسرائيلي.

كانوا الأوائل طياري سلاح الجو. كانوا يرتدون الخوذة المثيرة للانطباع في كل مقابلة، واضعين عليها نظارات شمسية قاتمة كي لا يتعرف عليهم أحد. في البداية، كان الخوف، حتى إذا ما سقط من الطائرة ليلاً، والله وحده يستطيع رفعه، يشخصه آسروه من المقابلة في التلفزيون. بفضل الخوذة والنظارات القاتمة، يستطيع الادعاء بأنه ضابط صف في القيادة أو ضابط صف مالي في الجيش الإسرائيلي. ولكن مع تصاعد جرائم الطيارين في قطاع غزة، أضيف هدف مهم آخر إلى هذا التمويه، وهو منع كشف هوية الطيارين لـ “لاهاي”. فهناك يعرفون ما يفعلونه.

مؤخراً، أضيف أيضاً من يحرسون رئيس الحكومة وبعض الوزراء إلى حفل الإخفاء، الغامض والمتبجح. فهم يرتدون كمامات كورونا السوداء، ما يعطي بعداً آخر للمكانة المريبة أصلاً، حيث يتجمع عشرات الحراس حول شخص واحد بجدية وعدوانية. الآن، أصبح حراس الأمن هدفاً أمنياً حساساً، وليس من يقومون بحراستهم فحسب. إلى جانب صافرات الإنذار الصاخبة والمواكب المستمرة مع حراس الأمن المقنعين، لدينا جمهورية موز في ذروة العطاء. كمامات كورونا سوداء لمسة أخيرة. فإذا كان حراس الأمن من قبل هم أفضل أبنائنا وهم يرتدون الكمامات السوداء، فقد أصبح هؤلاء أيضاً زعران العالم السفلي. ربما هذا هو الهدف.

لكن الخوذات الجديدة في زي الجيش الإسرائيلي وأقنعة رجال الحراسة ليست كاريكاتيراً لتفكير ذاتي فقط، وليس مثلها أيضاً ما يعكس واقعاً أوسع. ضباط الاحتياط الذين سيدخلون إلى غزة هذا الأسبوع يفعلون ذلك بمعرفة أنهم سيرتكبون جرائم حرب فظيعة. رغم ذلك، يتجندون. الخوذة قد تخفف عنهم. هذا يعني أن لديهم ما يخفونه وما يخشون منه. لص السطو المسلح الذي يخرج لأهم سطو في حياته، يعرف أن ما يفعله غير قانوني، وغير أخلاقي وخطير. لذلك، يرتدي على وجهه جرابات النايلون. ومثله أيضاً الضباط في غزة. بعضهم يخجلون مما يفعلونه. وهناك شك كبير في أن السارقين لا يخجلون من أفعالهم، معظمهم يخشون الإمساك بهم. إن رعبهم من “لاهاي” وقع على الجيش، وهذا جيد.

ليس لأنه رعب مبرر: أجهزة العدالة في لاهاي تعمل ببطء ممل. وإلى حين التقرير بأن ما يجري في غزة إبادة جماعية، فلن يبقى أحد. وتسليم المطلوب نتنياهو لا يتوقع حدوثه حقاً. مع ذلك، حقيقة أن الضباط يرتدون الخوذات تعني إدراك الجيش بأن شئياً ما غير سليم، وأنه يجب الحذر. يحب عدم الحذر من الأفعال، بل من ألا يتم ضبطهم متلبسين.

الجيش الذي يغطي على ضباطه بالقلانس السود هو جيش يدرك أنهم يرتكبون جرائم، حتى لو لم يعترف ببعضها. ومن يرون الضباط المختبئين سيفهمون ذلك في نهاية المطاف.

 

جدعون ليفي

هآرتس 4/9/2025









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي