جهود إنقاذ وإغاثة متسارعة في أفغانستان مع ارتفاع حصيلة الزلزال

أ ف ب-الامة برس
2025-09-02

رجل أمام منزل مدمر في بلدة مزار دارة في منطقة نورغال في ولاية كونار بشمال أفغانستان، في الأول من أيلول/سبتمبر 2025 (أ ف ب)يعدّ الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان بقوّة ست درجات وأسفر عن أكثر من 1400 قتيل و3100 جريح بحسب حصيلة محدّثة الثلاثاء من الأكثر حصدا للضحايا في العقود الأخيرة في بلد هو من بين الأفقر في العالم.

وطال الزلزال الذي تلته خمس هزّات قويّة مناطق نائية في ولايات ننكرهار وكونار ولغمان حوالى منتصف ليل الأحد، متسببا في انهيار آلاف المساكن.

وأحصي السواد الأعظم من الضحايا (1411 قتيلا و3124 جريحا) في كونار حيث يواصل المسعفون البحث عن ناجين وسط الأنقاض.

وكشف رحمة الله خاكسار رئيس قسم الطوارئ في مستشفى في جلال آباد، حاضرة ولاية ننكرهار أنه استقبل 600 جريح منذ مساء الأحد.

وقال في تصريحات لوكالة فرانس برس إن "أغلبية المرضى يعالجون لمداواة إصابات في الرأس والظهر والبطن والساق".

وأشار إلى أن "المستشفى خصّص قسما لإيواء هؤلاء الذين فقدوا أقرباءهم ريثما يعثرون على ذويهم".

ومن جنيف، حذّر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان إندريكا راتواتي من أن "عدد الأفراد المتأثرين قد يصل إلى مئات الآلاف" في بلد يعيش 85 % من سكانه بأقلّ من دولار واحد في اليوم بعد أربعة عقود من الحرب، بحسب المنظمة.

- "من واجبنا مساعدتهم" -

وقال مدير وكالة إدارة الكوارث في ولاية كونار الأكثر تضرّرا بالزلزال إحسان الله إحسان لفرانس برس إن "العمليات تواصلت طوال الليل".

وأضاف "لم يتوقّف البحث بفضل جهود عناصرنا وسكان أتوا من المناطق المجاورة"، فيما يزال من الصعب على المسعفين الوصول إلى بعض البلدات التي باتت معزولة بعدما دمّرت انزلاقات التربة التي أعقبت الزلزال الطرقات المؤدّية إليها.

وقال إحسان "تقضي الأولوية بمساعدة الجرحى ثمّ توزيع خيم ووجبات ساخنة لمن باتوا مشرّدين".

ومنذ أكثر من 36 ساعة، يعمل العشرات من سكان بلدتي وادير ومزار دارة على تخوم كونار على رفع أنقاض المنازل المدمّرة بالمجارف والأيادي، آملين العثور على ناجين.

وهرع عبد الله ستومان من بلدته على الحدود مع باكستان شرقا للاطمئنان على صديق وعائلته من سكان وادير.

وقال الأفغاني البالغ 26 عاما الذي أيقظه الزلزال من نومه لكنه لم يحدث أضرارا ببلدته "الناس فقراء هنا ومن واجبنا مساعدتهم".

وأشار بتأثر إلى أن في وادير "الوضع صعب جدّا جدّا وهي كلّها أنقاض".

وفي المناطق المحيطة، توارى جثث مكفّنة بعضها لأطفال الثرى بعد صلاة الجنازة.

- مساعدة دولية -

واستأنفت مروحيات عسكرية حركتها فجر الثلاثاء بعدما عملت طوال الاثنين لتوفير مساعدات وإجلاء القتلى والمصابين.

وحدّد مركز الزلزال على مسافة 27  كيلومترا من جلال آباد وعلى عمق ثمانية كيلومترات فقط، ما يفسّر نطاق الأضرار وعدد الضحايا.

وتعدّ أفغانستان من أفقر بلدان العالم. ومنذ عودة طالبان إلى الحكم في العام 2021 عقب الانسحاب الأميركي، لم تعترف سوى روسيا بحكومتها.

وأطلقت وكالات الأمم المتحدة نداءات للتبرّع وخصّص مبلغ أوّلي بقيمة خمسة ملايين دولار من صندوق الأمم المتحدة العالمي للاستجابة الطارئة لمساعدة المناطق المنكوبة.

وأعلنت لندن من جهتها منح مليون جنيه استرليني لمساعدة العائلات المتضرّرة.

وكشف الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عن نيّته إرسال 130 طنّا من المساعدات الإنسانية هذا الأسبوع إلى أفغانستان، فضلا عن تخصيص مليون يورو من المساعدات الطارئة للهيئات الدولية التي لها انتشار ميداني في البلد.

وتتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصا في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية التي تمثل 15 في المئة من الطاقة الزلزالية في العالم.

ومنذ العام 1900، شهد شمال شرق البلاد 12 زلزالا بقوة تجاوزت سبع درجات، وفقا لبراين بابتي عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6,3 درجات، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هرات في غرب أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 63 ألف منزل، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وكان ذاك أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من ربع قرن، وأدى إلى تدمير نحو 300 مدرسة ومركز تعليمي.

وتواجه أفغانستان كارثة إنسانية حادة بعد أربعة عقود من النزاعات. وبحسب البنك الدولي، يعيش نحو نصف سكان البلاد في الفقر.

وعقب عودة طالبان إلى السلطة، تقلّصت المساعدات الدولية لكابول بشكل كبير، ما قوّض قدرة أفغانستان المحدودة أساسا على الاستجابة للكوارث.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي