
جاكرتا- فقد 20 شخصا على الأقل عقب تظاهرات عنيفة في إندونيسيا أشعلتها امتيازات مالية مخصصة للمشرعين وتطوّرت للتعبير عن الغضب حيال الشرطة، حسبما أفادت مجموعة حقوقية الثلاثاء 2 سبتمبر 2025.
وقُتل ستة أشخاص على الأقل منذ الاحتجاجات التي هزت أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا الأسبوع الماضي وتخللتها أعمال عنف عقب انتشار فيديو يظهر سائق مركبة للشرطة تصدم دراجة نارية للأجرة في جاكرتا وتدهس سائقها الشاب خلال احتجاجات على الأجور المنخفضة ومخصصات المسؤولين.
واندلعت الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد الأسبوع الماضي ما أرغم الرئيس برابوو سوبيانتو على إلغاء القرار المتعلق بمخصصات المسؤولين.
وتعد هذه الاحتجاجات الأكبر والأكثر عنفا منذ تولي برابوو سابيانتو السلطة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقالت لجنة المخفيين وضحايا العنف (كونتراس) في بيان إنها تلقت 23 إشعارا عن فقدان أشخاص حتى الاثنين.
وأضافت "بعد عملية البحث والتحقق لا يزال 20 شخصا في عداد المفقودين".
وأضافت المجموعة أن الأشخاص العشرين أُبلغ عن فقدانهم في مدينتي باندونغ وديبوك في جزيرة جاوة، وفي المدن الإدارية جاكرتا الوسطى وجاكرتا الشرقية وجاكرتا الشمالية التي تشكل معا العاصمة الكبرى.
وأوضحت أن إحدى الحوادث سجلت في "مكان مجهول".
ولم ترد الشرطة الوطنية بعد على طلب وكالة فرانس برس التعليق.
وأعلنت الشرطة أن 1240 شخصا أوقفوا في جاكرتا منذ 25 آب/أغسطس، وفق وكالة انتارا الرسمية للأنباء.
وقال المتحدث باسم شرطة مدينة جاكرتا ادي اري سيام إندراي الثلاثاء إن الشرطة أوقفت الناشط ديلبيدرو مرهاين، مدير مؤسسة لوكاتورو غير الحكومية التي بدورها أكدت توقيفه.
وقال ادي في تصريحات بثها تلفزيون كومباس إن الناشط أوقف "بشبهة التحريض الاستفزازي على ارتكاب أعمال فوضوية".
وأكد أن شرطة جاكرتا حددت هويات 38 شخصا يشتبه بارتكابهم "أعمالا فوضوية" من بينها إلقاء عبوات حارقة باتجاه عناصر الشرطة وإحراق موقف حافلات.
وكان من المتوقع تنظيم المزيد من الاحتجاجات أمام البرلمان في جاكرتا الثلاثاء لكن الحشود التي تراجع عددها منذ نشر الجيش في العاصمة لم تخرج للتظاهر.
ودعت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الاثنين إلى التحقيق في اتهامات باستخدام غير متناسب للقوة خلال الاحتجاجات.
- اشتباكات قرب جامعة -
نُشر الجيش في أنحاء جاكرتا الاثنين في وقت احتشد مئات الأشخاص أمام البرلمان وأُفيد عن صدامات في عدة مدن أخرى.
وانتقد برابوو المتظاهرين خلال تفقده جرحى من عناصر شرطة في المستشفى وقال إنه يتعين أن تتوقف الاحتجاجات مساء.
في باندونغ، رمى متظاهرون عبوات حارقة باتجاه مبنى مجلس إقليمي قبل أن تطلق الشرطة ليلا الغاز المسيل للدموع على "مثيري شغب" قطعوا إحدى الطرق.
وتصادم عناصر من الشرطة مع متظاهرين اتهمتهم بمحاولة جرهم إلى حرم طلابي في جامعة باندونغ الإسلامية "والتحريض على الاضطرابات"، حسبما قال المتحدث باسم شرطة جاوة الغربية هندرا روتشمان في بيان الثلاثاء.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي اتهم بعض المستخدمين الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على الحرم الجامعي واقتحامه.
وأكد هندرا أن "عناصر الشرطة بقوا على مسافة 200 متر تقريبا عن الحرم ولم تُطلق أي أعيرة باتجاهه".
ونفت الجامعة خلال مؤتمر صحافي أن يكون طلابها قد حرضوا على أي اضطرابات.
وتظاهر الآلاف أيضا في باليمبانغ بجزيرة سومطرة وتجمع المئات بشكل منفصل في بانجارماسين بجزيرة بورنيو ويوغياكارتا بجزيرة جاوة وماكاسار بجزيرة سولاويسي.
وفي مدينة غورونتالو بجزيرة سولاويسي، تصادم المتظاهرون مع الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وأفاد ديزمونت هارجيندرو المتحدث باسم شرطة غورونتالو للصحافيين الثلاثاء أن الشرطة أوقفت 11 شخصا لاستجوابهم في ما يتعلق بالتظاهرات.
وقالت نائبة مدير قسم آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش ميناكشي غانغولي، إن قوات الأمن "تصرفت بشكل غير مسؤول بتعاطيها مع الاحتجاجات على أنها أعمال خيانة أو إرهاب"، ودعت إلى التحقيق مع أي ضباط متورطين في أعمال العنف.