
القدس المحتلة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة 29 أغسطس 2025، مدينة غزة "منطقة قتال خطيرة"، من دون الدعوة إلى إخلائها، في وقت تهدّد إسرائيل بشنّ هجوم عسكري كبير على المدينة التي تعتبرها آخر معاقل حركة حماس.
وفي وقت لاحق، أفاد الجيش بأنه نفّذ عملية "تم خلالها انتشال جثة إيلان فايس ورفات مرتبطة برهينة آخر قتل لم يتم نشر اسمه بعد، من قطاع غزة" حيث أفاد الدفاع المدني عن مقتل 33 شخصا منذ فجر الجمعة.
ولم يدل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأيّ تعليق ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن عدد القتلى الفلسطينيين.
ولا يمكن لفرانس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش أو الدفاع المدني في ظل منع الصحافيين الأجانب من دخول القطاع وصعوبة الوصول إلى المواقع المستهدفة.
وفي إشارة إلى الهدن التي تطبق في مناطق محددة يوميا لتسهيل توزيع المساعدات، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "ابتداء من اليوم (الجمعة) في تمام الساعة 10:00 (07:00 ت غ) لا تشمل حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية منطقة مدينة غزة والتي ستعتبر منطقة قتال خطيرة".
وفي نهاية تموز/يوليو، أعلن الجيش "تعليقا تكتيكيا محليا" يوميا للأنشطة العسكرية في مدينة غزة ومناطق أخرى من القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر، وذلك "للسماح بمرور آمن لقوافل الأمم المتحدة" والمنظمات غير الحكومية.
وأفاد الجمعة بأنّه سيواصل "دعم الجهود الإنسانية في قطاع غزة إلى جانب مواصلة المناورة البرية والأنشطة الهجومية ضد المنظمات الإرهابية في القطاع".
وعلى الرغم من تزايد الضغوط الدولية والمحلية على إسرائيل لإنهاء الحرب، أعلن الجيش الخميس أنّ قواته "تواصل عملياتها" في جميع أنحاء قطاع غزة.
وكان أكد الأربعاء أن إخلاء مدينة غزة من سكانها "أمر لا مفر منه" بعدما أقرت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من آب/أغسطس خطة للسيطرة عليها.
غير أنّ العديد من المنظمات الإنسانية تعتبر هذه الخطوة غير واقعية وخطيرة.
وتقدّر الأمم المتحدة بأنّ عدد سكّان المحافظة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى حوالى مليون نسمة.
- "أود أن أعود إلى منزلي" -
في الأثناء، واصلت شاحنات وسيارات محمّلة بفرش وكراسٍ وأمتعة، مغادرة مدينة غزة الجمعة، متجهة إلى جنوب القطاع المحاصر.
وقال عبد الكريم الدمغ (64 عاما) وهو من سكان حي الشيخ رضوان في المدينة الواقعة شمال القطاع، لوكالة فرانس برس، إنّها المرة الخامسة التي ينزح فيها منذ بداية الحرب.
وأضاف "اليوم مجددا، يجب أن أتخلّى عمّا بقي من منزلي وذكرياتي".
من جانبه، أعرب محمد أبو قمر (42 عاما) وهو من مخيّم جباليا للاجئين متّجه نحو جنوب القطاع، عن أمله في أن "تنتهي هذه الحرب".
وقال "نأمل أن نشعر بأمان، إنه شعور مفقود من عامين".
وتابع الأب لخمسة أطفال "أود أن أعود إلى منزلي وأجد كل شيء سليما، مع رغيف خبز وبطانية تبقينا دافئين".
- "تمييز متعمّد" -
في بريطانيا، أفاد متحدث باسم الحكومة بأنّها لن تدعو ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية لحضور معرض مرتقب للأسلحة يقام في لندن، في ظل تدهور العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة والدولة العبرية على خلفية حرب غزة.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع أُرسل إلى فرانس برس "يمكنني التأكيد بأن أي وفد حكومي إسرائيلي لن يُدعى لحضور DSEI UK 2025"، معرض معدات الدفاع والأمن الدولي 2025 المقرر في أيلول/سبتمبر.
وردّت وزارة الدفاع الإسرائيلية بغضب على قرار استبعاد مسؤوليها عن الحدث الذي يستمر من التاسع حتى الثاني عشر من أيلول/سبتمبر.
وقالت في بيان "إن هذه القيود ترقى إلى تمييز متعمّد ومؤسف ضد ممثلي إسرائيل. بناء على ذلك، ستنسحب وزارة الدفاع الإسرائيلية من المعرض ولن تقيم جناحا وطنيا".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة في الهجوم ما زال في القطاع 47، حوالى عشرين منهم لا يزالون أحياء.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 62966 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس.