
القدس المحتلة- دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس 28 أغسطس 2025، "سلسلة الفظائع التي لا تنتهي" في غزة، فيما اعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل 37 شخصا في ضربات إسرائيلية متعددة منذ الفجر.
وقال غوتيريش للصحافيين "غزة تتراكم فيها الأنقاض، وتمتلئ بالجثث، وتتكدس فيها أمثلة على ما قد يكون انتهاكات خطيرة للقانون الدولي"، وذلك بعد أكثر من 690 يوما على اندلاع الحرب التي دمرت القطاع وتركته محاصرا يواجه المجاعة.
وعلى الأرض، أفاد مصور وكالة فرانس برس الموجود في محيط مخيم النصيرات وسط القطاع، ببدء نزوح العشرات سالكين الطريق الساحلي من الشمال نحو جنوب القطاع.
وتُقدر الأمم المتحدة أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، اضطروا للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال نحو عامين من الحرب هربا من القصف والموت.
وتواجه حكومة بنيامين نتانياهو ضغوطا متزايدة لإنهاء الحرب التي اندلعت في القطاع عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك في ظل أزمة انسانية حادة.
في هذا الوقت، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن قواته تواصل "القتال ضد المنظمات الإرهابية في مختلف أنحاء قطاع غزة" مشيرا إلى عملياته في كل من خان يونس جنوبا وجباليا في الشمال.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن القصف الإسرائيلي المتواصل رفع حصيلة "الشهداء إلى 37 شهيدا منذ فجر اليوم" الخميس.
وردا على استفسارات فرانس برس عن هذه الضربات الجوية قال الجيش الإسرائيلي إنه "غير قادر على التعليق بدون تقديم إحداثيات دقيقة لكل حادثة على حدة".
ولا يمكن لوكالة فرانس برس التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني الفلسطيني في ظل منع الصحافيين الأجانب من دخول القطاع وصعوبة الوصول إلى المواقع المستهدفة.
- "إلى أين سنذهب؟" -
وتصاعدت في سماء مدينة غزة أعمدة دخان كثيف وكان يمكن سماع هدير الطائرات المسيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، كما كانت أمتعة السكان الذين بدأوا بالنزوح تنتشر على الأرصفة والطرقات.
وتساءلت آية ظاهر النازحة من حي الزيتون وبدا أنها تعرضت لإصابة في يدها "إلى أين سنذهب؟، نحن صامدون هنا في غزة، منذ بداية الحرب لم أخرج أبدا".
من جانبه، قال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنه اتخذ تدابير لتسهيل "انتقال السكان إلى جنوب غزة بأمان لحمايتهم".
وكان الجيش الإسرائيلي أكد الأربعاء أن إخلاء مدينة غزة من سكانها "أمر لا مفر منه" بعدما أقرت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من آب/أغسطس خطة للسيطرة عليها.
وواجهت الخطة الإسرائيلية إدانات عدة دول فيما قالت المنظمات الإنسانية إنها خطيرة وغير واقعية.
وبحسب الأمم المتحدة فإن عدد سكان مدينة غزة ومحيطها حاليا يناهز مليون نسمة تقريبا.
وبعد زيارة ميدانية، صرّحت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين بأن قطاع غزة، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن وجود حالة مجاعة، وصل إلى "نقطة الانهيار".
وفرضت إسرائيل مطلع آذار/مارس الماضي حصارا مطبقا على قطاع غزة ومنعت دخول المساعدات بشكل كامل قبل أن تخفف من هذه الإجراءات أواخر أيار/مايو.
الخميس، عبر خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة عن قلقهم إزاء تقارير عن حالات "اختفاء قسري" ضحيتها فلسطينيون جوعى كانوا يحاولون الحصول على الطعام في مواقع توزيع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وطالبوا إسرائيل بوضع حد لهذه "الجريمة البشعة".
وردت مؤسسة غزة الإنسانية وقالت في بيان أن "لا دليل على حالات اختفاء قسري" في مواقع توزيع المساعدات التابعة لها.
وأضافت "نحن نعمل في منطقة حرب، حيث تُوجه اتهامات خطيرة إلى جميع الأطراف التي تعمل خارج موقعنا".
اندلعت الحرب إثر هجوم شنّته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة في الهجوم ما زال في القطاع 49، قال الجيش إن 27 منهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 62966 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس.