جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثّف عدوانه على مدينة غزة

أ ف ب-الامة برس
2025-08-21

آليات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة في 21 آب/أغسطس 2025 (أ ف ب)القدس المحتلة- استهدفت ضربات إسرائيلية مكثّفة مدينة غزة والمناطق المحيطة بها خلال الساعات الماضية، وذلك غداة إعلان الجيش الإسرائيلي بدء العمليات التمهيدية لاحتلال المدينة.

وكانت إسرائيل أقرّت الأربعاء خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة، واستدعت 60 ألف جندي احتياط، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني شخص في القطاع الفلسطيني المحاصر. ومن المتوقع أن تقرّ الحكومة في وقت لاحق الخميس العملية في مدينة غزة.

وقال الجيش مساء الأربعاء "نحن لا ننتظر، شرعنا بالعمليات التمهيدية للسيطرة على مدينة غزة، قواتنا متواجدة في أطراف المدينة".

وأثار إعلان إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية من اجل السيطرة على مدينة غزة انتقادات دولية ومعارضة داخلية أيضا.

وآخر تلك الانتقادات، وجهتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس التي دانت المخططات الإسرائيلية وقالت إنها "غير مقبولة".

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه سيبدأ مطلع أيلول/سبتمبر المقبل استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.

وقالت آمال عبد العال التي نزحت مع عائلتها من حي الصبرة إلى غرب مدينة غزة قبل أسبوع "كنا نمشي بين الانفجارات كأننا في حقل ألغام. كاد قلبي يتوقف من الخوف أن يسقط أحدنا شهيدا أو جريحا".

وأضافت عبد العال (60 عاما) التي تعيش في خيمة مع عشرة من أفراد عائلتها "لم ينم أحد في غزة الليلة، بل منذ أسبوع... القصف المدفعي والجوي لا يتوقف. في الشرق، السماء تلمع طوال الليل".

وقال أحمد الشنطي الذي نزح من شمال غرب مدينة غزة إلى جنوب غربها "كان البيت يهتز بنا طيلة الليل... أصوات انفجارات، مدفعية، طائرات، سيارات إسعاف، وأصوات الاستغاثة تقتلنا".

وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الضربات الإسرائيلية منذ الفجر تسبّبت بمقتل تسعة أشخاص على الأقل في مناطق عدّة من قطاع غزة.

- "عدد كبير من الضحايا" -

ورأت حماس في الخطة العسكرية للسيطرة على مدينة غزة "استهتارا" بالجهود التي تبذلها وساطات عربية ودولية لوقف الحرب المتواصلة منذ الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقالت الحركة في بيان إنّ إعلان الجيش الإسرائيلي "يمثّل إمعانا في حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 22 شهرا واستهتارا بالجهود التي يبذلها الوسطاء" لوقف الحرب.

وأقرّت الحكومة الأمنية الإسرائيلية مطلع آب/أغسطس، خطة للسيطرة على مدينة غزة، وتوسيع عملياتها في القطاع الفلسطيني.

والخميس الماضي، قدّم الجيش الإسرائيلي معلومات مفصلة حول عملياته في القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرا الى أنه يسيطر حاليا على 75 في المئة من القطاع، ومؤكدا أن المناورات والضربات "هيّأت الظروف" لتكثيف الضغط على حركة حماس والتحضير للمراحل التالية من الحملة العسكرية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين الأربعاء إن حماس تحوّلت إلى "مجموعة متمردة ضعيفة وفي مأزق".

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس من "تأثير إنساني مروع" لتوسيع إسرائيل عملياتها العسكرية.

وقال المكتب إن "إجبار مئات الآلاف على التحرك جنوبا ما هو إلا كارثة جديدة وقد يعتبر نقلا قسريا" للسكان.

وأسفر هجوم حماس على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 62192 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس.

ولا يمكن لوكالة فرنس برس التثبّت بصورة مستقلة من تقارير القتلى في غزة في ظل القيود الإسرائيلية التي تحول دون دخول صحافيين أجانب الى القطاع، وصعوبة الوصول إلى المناطق الخطيرة.

- انتظار -

في هذا الوقت، ينتظر الوسطاء ردّا رسميا من إسرائيل على مقترح الهدنة الأخير.

وأبلغت حركة حماس الاثنين الوسطاء المصريين والقطريين موافقتها على مقترح جديد ينص على وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعتين.

وذكرت مصادر في حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع أن مقترح الهدنة الأخير يدعو إلى الإفراج عن 10 رهائن و18 جثمانا محتجزين في غزة، في مرحلة أولى، على أن يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في مرحلة ثانية، بموازاة مفاوضات من أجل تسوية أشمل.

وتشدّد إسرائيل ضرورة إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في أي اتفاق مقبل.

ومن أصل 251 شخصا اقتيدوا الى قطاع غزة خلال هجوم حماس، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي