
في قلب عالم بصري نابض بالحساسية والضوء، يبرز الفنان الفرنسي Ben Arpea كصوت فني معاصر يجمع بين البساطة والشاعرية. وُلد وسط بيئة فنية غنية، فشكّلت الألوان والمساحات جزءًا من لغته الأولى. منذ بداياته، كان شديد الارتباط بالإحساس المادي للّوحة، مستخدمًا خامات مثل الكتّان والخيش، ومزج الأصباغ مع الرمال والعناصر المعدنية، ليخلق أعمالًا تتماوج بين التعبيريّ والتجريديّ، وتدعونا إلى عوالم مشبعة بالحلم والذاكرة، بحسب الرجل.
تأثر Ben Arpea برموز الفن الحديث مثل David Hockney وTom Wesselmann، لكنه طوّر أسلوبًا شخصيًّا يحتفي بالضوء المتوسطي والعناصر اليومية. البحر، والضوء، والمعمار، والبلاط، والطاولات، والنوافذ. كلها تحضر في أعماله كرموز حسية، تُرشد المتلقي في رحلة بين الداخل والخارج، بين ما يُرى وما يُتخيّل. وهو لا يسعى لتحليل الأشياء، بل لرسم أثرها، ولمس عمقها الشعوري.
هذا الميل الطبيعي إلى البساطة والتفاصيل، جعله شريكًا مثاليًّا لعلامة Acqua di Parma، التي تحتفي، بدورها، بفن العيش الإيطالي، والمزج بين الأناقة والعفوية. ومع إطلاق المجموعة الصيفية الجديدة La Terrazza Italiana، التي تمثّل لحظات يومية من حياة متوسطية أنيقة (الإفطار، والغداء، ووقت الـ Aperitivo)، وجدت العلامة في رؤية Ben Arpea الفنية مرآة مثالية لجوهرها. فأعاد الفنان رسم الإحساس بالعطر والمكان والضوء في لوحات نابضة، تقف بين الواقع والذكرى، بين إيطاليا التي نعرفها، وتلك التي نحلم بها.
التعاون بين Ben Arpea وAcqua di Parma لا يقتصر على تبادل جمالي، بل هو ترجمة حسية لتقاطع رؤيتين: واحدة تنبع من خبرة عريقة في العطور والفن الحي، وأخرى تنمو من داخل لوحات تغمرها الألوان والرموز.
وللتعرّف إلى هذه العلاقة التي تربطه بـAcqua di Parma ورؤيته الفنيّة، التقته منصة "الرجل"، وكان هذا الحوار:
بدأ الحوار بشكل طبيعي جدًّا بيني وبين علامة Acqua di Parma، فعالمها لطالما سحرني بأناقته الإيطاليّة المفعمة بالبهجة والضوء والعمق، وقدرتها على الاحتفال بالجمال اليومي تتوافق حقًا مع ممارستي الفنية الخاصة. أمّا ما أدهشني أكثر فهو مدى تقارب أذواقنا وحساسيتنا الجمالية. ومنذ البداية، شعرنا كأننا نتحدث اللغة نفسها.
تترجم مجموعة الصيف 3 لحظات مميزة من يوم في البحر الأبيض المتوسط: الإفطار والغداء والــ Aperitivo: ما هي المعايير التي اعتمدتها في اختيار لوحة الألوان والأجواء المناسبة للتعبير عن هذه المشاهد من خلال فنك؟
تخيلت 3 لحظات متوقفة عن الزمن: إفطار طازج شاحب مفعم بالوعود، وغداء سخيّ مشرق، وبألوان دافئة مشمسة، وAperitivo أكثر عمقًا ومرحًا، تغمره لمسة من الحنين إلى الماضي، فتعاملت مع هذه اللحظات كما لو كنت أرسم لوحة، وتركت الأحاسيس والذكريات ومزاج كلّ لحظة ترشدني، حتّى أصبحت الألوان صوتًا لتلك المشاعر.
ما نوع العلاقة التي تربطك بكابري، وباناريا، وأمالفي؟ هل زرتها من قبل، أم أنها مجرد صور تتخيلها؟
أتيحت لي الفرصة لزيارة بعضها، لكنّي أستلهم بالقدر ذاته من الأماكن الخياليّة التي نستحضرها من خلال العطر أو الضوء أو اللون، فعالمي الإبداعيّ غالبًا ما يعيش في ذلك الفضاء الفاصل بين الذاكرة والرؤية، وبين الواقع والحلم.
تحمل سلسلة اللوحات الأصليّة عنوان La Terrazza Italiana، فأي شرفة تركت فيك أثرًا أكثر؟ ولماذا؟
الشرفة التي أتخيلها مطلة على البحر عند غروب الشمس، تتصدّرها طاولة طويلة مكسوّة بشرشف من الكتّان يطفو كالنسيم، يجتمع حولها الأصدقاء. إنها مساحة ذهنية بقدر ما هي مادية، ترمز إلى مفهوم المشاركة وجمال البساطة.
ما عطرك المفضل؟
إنّ عطري المفضل هو Mirto di Panarea من Acqua di Parma المميّز بتركيبته المنعشة، المهدئة والحيوية، فهو يذكرني بأمسيات الصيف في إيطاليا، وبذلك النسيم الدافئ الغامر المحمّل بنفحات نبتة الآس، ورائحة الملح، وذكريات الماضي.