الأورومتوسطي: خطة إسرائيل لاحتلال غزة تُنذر بمذابح جماعية وشيكة

الاناضول-الامة برس:
2025-08-05

قال المرصد الحقوقي: "أي تصعيد جديد في الهجمات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما البرية على قطاع غزة، سيؤدي إلى مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، ويقضي نهائيا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية المتهالكة أصلا" (أ ف ب)القدس المحتلة- حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء 5 أغسطس 2025، من وقوع "مذابح جماعية غير مسبوقة" بحق المدنيين في قطاع غزة في حال نفذت إسرائيل خطتها بتصعيد العمل العسكري خاصة البري، مؤكدا أن الخطة "تعكس مستوى خطيرا من الوحشية".

جاء ذلك في بيان صدر عن المرصد الحقوقي (مقره جنيف)، غداة تسريبات من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومقربين منه تفيد بأن بنيامين نتنياهو قرر إعادة احتلال قطاع غزة وسط معارضة الجيش والمؤسسة الأمنية.

وقال المرصد الحقوقي: "أي تصعيد جديد في الهجمات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما البرية على قطاع غزة، سيؤدي إلى مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، ويقضي نهائيا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية المتهالكة أصلا".

وتابع: "الخطة الإسرائيلية لتصعيد إضافي في العمليات العسكرية تعكس مستوى خطيرا من الوحشية، وتجسّد امتدادا لحالة الإفلات من العقاب والحصانة التي تتمتع بها إسرائيل".

ومساء الاثنين، قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو اتخذ قرارا بإعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حركة حماس، لمناطق يُعتقد أن الأسرى فيها.

ووقتها، نقلت القناة "12" العبرية الخاصة عن مسؤولين بمكتب نتنياهو لم تسمهم، قولهم إن "القرار اتُخذ، إسرائيل ستحتل قطاع غزة".

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية نقلا عن وزراء تحدثوا مع نتنياهو، إن الأخير "قرر توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، رغم اختلافات الرأي مع المؤسسة الأمنية".

وأوضح الأورومتوسطي أن تنفيذ إسرائيل لهذه الخطة يعني "تكريس فصل غير مسبوق من الإبادة الجماعية التي ترتكبها بالقطاع، على مرأى المجتمع الدولي الذي يواصل توفير الغطاء السياسي والمالي والعسكري لتل أبيب".

وحذر من خسائر بشرية غير مسبوقة في حال نفذت إسرائيل أي هجوم بري جديد بعدما كدست الفلسطينيين في مساحة لا تتجاوز مساحتها 55 كيلو مترا، دون بنى تحتية أو أي شكل من أشكال الحماية.

وقال بهذا الصدد، إن المخطط الإسرائيلي يأتي بعد "شهور من تكديس إسرائيل لأكثر من مليوني فلسطيني قسرا في منطقة أقل من 15 بالمئة من مساحة القطاع".

كما يأتي ذلك، في ظل "تدمير منهجي طال معظم المساكن والقضاء على نحو 84 بالمئة من المستشفيات والمنشآت الصحية، وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي بنسبة تجاوزت 95 بالمئة"، بحسب المرصد.

وأفاد بأن تقييم فرقه الميدانية يظهر أنّ القطاع يمر حاليا بـ"أسوأ مراحل الانهيار الإنساني منذ بدء الإبادة الجماعية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أُجبر أكثر من 90 بالمئة من السكان على النزوح قسرا بين مناطق مدمّرة داخل القطاع في موجات تهجير (داخلي) متكررة (...) ووسط تفاقم المجاعة وانهيار النظام الصحي".

وعن المجاعة، قال المرصد الأورومتوسطي إن إسرائيل تنفذ منذ 26 يوليو/ تموز الماضي (منذ إعلانها السماح بدخول مساعدات) "مناورة تضليلية عبر الترويج الزائف لتحسين الوضع الإنساني في غزة، في وقت تواصل فيه فرض الحصار وتجويع السكان".

وشدد المرصد على أن المساعدات الواردة إلى قطاع غزة لم تتجاوز 15 بالمئة من الاحتياجات الأساسية، لافتا إلى أن إسرائيل تستغلها من أجل "تسكين الرأي العام العالمي وتخفيف الضغوط الدولية المرتبطة بجريمة التجويع، وكغطاء لتصعيد جريمة الإبادة واستكمال السيطرة على القطاع".

وحذر من خطة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين قسريا بعد تكديسهم في معسكرات احتجاز وترحيل في حال سيطرة عسكريا على القطاع بالكامل، ومن إعادة تشكيل غزة جغرافيا وديموغرافيا بما يخدم المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفق البيان.

وحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عما يحدث في قطاع غزة، مطالبا بضرورة التحرك لوقف الإبادة بغزة وضمان محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين.

والاثنين، قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو اتخذ قرارا "بالاحتلال الكامل" لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حركة "حماس" في مناطق يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين فيها، وفق ذكرته وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث.

وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن نتنياهو عرض على المجلس الوزاري المصغر "كابينيت" خطة "مصدقا عليها أمريكيا" لاحتلال أجزاء من قطاع غزة.

وجاءت فكرة "احتلال غزة" عقب تصريحات مثيرة للجدل لترامب قال فيها، إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم"، في إشارة إلى انسحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون من غزة عام 2005.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 211 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي