المجاعة في غزة.. من يوقف نتنياهو؟

الامة برس-متابعات:
2025-07-24

أوضحت “ليبراسيون” أنه رغم تصاعد الاحتجاجات، ترفض حكومة بنيامين نتنياهو أي تراجع في القطاع ( ف ب)باريس- قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في افتتاحيتها، إن عشرات الفلسطينيين في غزة يقتلون عن بُعد، كل يوم تقريبًا، ومنذ أسابيع عديدة، بينما يحاولون يائسين الحصول على القليل من الغذاء، أو أثناء الغارات الإسرائيلية على المخيمات المؤقتة. ولم نعد نتحدث حتى عن “أضرار جانبية”.

اعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هناك ثلاثة احتمالات: إما أن الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على هؤلاء المدنيين لأنهم خائفون، أو لأن هذه الحرب غير المتكافئة جعلتهم بلا إحساس، أو لأنهم تلقوا أوامر بذلك. وربما يكون الأمر مزيجًا من الثلاثة. وقريبًا، قد لا يضطرون حتى لإطلاق النار، لأنه إذا استمر توزيع المساعدات الغذائية بشكل متقطع، فإن الأطفال والنساء والرجال في غزة سيموتون جوعًا أو يُجبرون على مغادرة أرضهم.

أضافت “ليبراسيون” القول إن صرخة الإنذار التي أطلقتها وكالة فرانس برس (AFP) يوم الاثنين بشأن الموت البطيء لمراسليها الفلسطينيين على الأرض في غزة، وصرخة أكثر من مئة منظمة غير حكومية حول انتشار “مجاعة جماعية” في القطاع، تُظهران أننا نقترب من نقطة اللاعودة: الفلسطينيون في غزة، وكذلك الرهائن الإسرائيليون الذين ما زالوا على قيد الحياة، يموتون أمام أعين العالم.

تابعت الصحيفة الفرنسية القول إن حماس، بطبيعة الحال، تتحمل قسطًا كبيرًا من المسؤولية. لكن هذا الروتين اليومي للموت يذكرنا، يومًا بعد يوم، بـ“الهاوية الأخلاقية” التي سقط فيها المجتمع الإسرائيلي، كما يأسف الكاتب الإسرائيلي إتغار كيريت. وهو ليس الوحيد، فعدد متزايد من الأصوات داخل إسرائيل يندد بسياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتطرفة وغير الإنسانية. لكن ذلك ليس كافيًا.

فحتى الآن، لا يبدو أن أي شيء يمكن أن يؤثر على رئيس الوزراء الإسرائيلي، المصمم على البقاء في السلطة، والانتقام من إذلال 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 ، بأي ثمن، تقول “ليبراسيون”.

يتّم ذلك بمباركة ودعم رئيس أقوى دولة في العالم، الذي يدفعه محيطه إلى “استعادة غزة” لأسباب أيديولوجية ومالية في آنٍ واحد، تضيف الصحيفة الفرنسية، معتبرة في الوقت نفسه أن هذه الأوضاع لا تخدم دونالد ترامب تمامًا، لأن المجاعة ليست جيدة للأعمال. ولهذا تأتي محاولات فرض وقف إطلاق النار.

غير أنا هذه الهدنة لن تحلّ المشكلة الأساسية، تشدد “ليبراسيون”: الإسرائيليون والأمريكيون يريدون استعادة غزة بدون الفلسطينيين. فوحدها تعبئة جماهيرية كبرى من المجتمعات المدنية في إسرائيل والدول العربية وأوروبا، والولايات المتحدة، قد تُحدث تغييرًا.

في نيويورك، تُشير “ليبراسيون”، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء، بـ”مستوى من القتل والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث”، مشيرًا إلى “انفجار” في سوء التغذية، وأن “المجاعة تطرق كل الأبواب”.

أما فرنسا، فقد دانت يوم الأربعاء الهجوم الإسرائيلي الجديد في منطقة دير البلح، الذي “يسرّع من تدهور الوضع الإنساني”. ومع ذلك، فإن الدول الأوروبية السبع والعشرين تراجعت الأسبوع الماضي عن تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل، كما طالبت المنظمات غير الحكومية من أجل ممارسة الضغط على الدولة العبرية.

حتى الآن، ما يزال الغرب يراهن على المسار الدبلوماسي: المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من المنتظر أن يزور أوروبا هذا الأسبوع، ثم يتوجه  إلى الشرق الأوسط بهدف، حسب واشنطن، فتح “ممر إنساني لتوصيل المساعدات”، والتوصل إلى “وقف جديد لإطلاق النار” ينهي الحملة العسكرية الإسرائيلية، والتي تصفها أهم المنظمات غير الحكومية بـ”الإبادة الجماعية”.

وأوضحت “ليبراسيون” أنه رغم تصاعد الاحتجاجات، ترفض حكومة بنيامين نتنياهو أي تراجع في القطاع. فالحرب التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 تسببت في مقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني، بحسب آخر حصيلة من وزارة الصحة في غزة، و456 جنديًا من الجانب الإسرائيلي، حسب وسائل إعلام محلية. وقد نفت إسرائيل عدة مرات مسؤوليتها عن خلق مجاعة، لكنها لم تعد تخفي رغبتها في تهجير سكان غزة من أجل إقامة “ريفييرا الشرق الأوسط”، كما حلم بها دونالد ترامب في نهاية فبراير/شباط الماضي.

 تحوّل هذا الحلم إلى واقع ملموس في أذهان بعض الساسة الإسرائيليين، الذين جعلوا من هذا المشروع محور مؤتمر بعنوان “الريفييرا في غزة: من الرؤية إلى الواقع”، عُقد يوم الثلاثاء في الكنيست في القدس. وقد شهد هذا اللقاء العلني مشاركة شخصيات من اليمين المتطرف في الحكومة مثل بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، ودانييلا فايس، الناشطة البارزة في الدعوة إلى استعمار غزة من قبل اليهود. مما زاد من غضب المتظاهرين في تل أبيب، تُشير “ليبراسيون”.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي