
باريس- يختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس 10 يوليو 2025، زيارة دولة لبريطانيا استمرت ثلاثة أيام بقمة ثنائية يأمل البريطانيون من خلالها بالتوصل إلى اتفاق حول الهجرة مع وصول أعداد المهاجرين غير النظاميين عبر قناة المانش إلى مستوى قياسي.
وانطلقت القمة التي يرأسها ماكرون وستارمر في داونينغ ستريت بعيد الساعة التاسعة صباحا (08,00 ت غ).
على الجانب البريطاني، تُعلّق آمال كبيرة على المحادثات المرتبطة بقضية الهجرة. فقد عبر أكثر من 21 ألف مهاجر المانش منذ مطلع العام، وهو عدد قياسي، فيما وعد ستارمر بـ"استعادة السيطرة على الحدود".
وخلال اجتماع عقد الأربعاء في داونينغ ستريت، تعهد الزعيمان تحقيق "تقدم ملموس" وناقشا إمكان اتخاذ "إجراء رادع جديد".
وتتناول المحادثات بين البلدين خصوصا مشروعا تجريبيا يقضي بتبادل المهاجرين وفق "مبدأ واحد في مقابل واحد"، بحسب مصادر عدة. وبالتالي تستقبل المملكة المتحدة مهاجرين معينين، من "الفئات الضعيفة" بحسب مصدر فرنسي، وتعيد في المقابل الوافدين عبر القوارب إلى فرنسا.
وأوردت صحيفة "لوموند" أن المملكة المتحدة قد تعيد 50 مهاجرا في الأسبوع إلى فرنسا. وستكون هذه أول مرة توافق فيها باريس على إعادة مهاجرين، إلا أن وسائل إعلام بريطانية والمعارضة المحافظة اعتبرتا أن هذا العدد ليس كافيا.
- ردع نووي -
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية وقصر الإليزيه أن ستارمر وماكرون سيؤكدان تعزيز تعاون بلديهما في مجال الردع النووي بتوقيع إعلان ينص على أنه "يمكن تنسيق" مواردهما.
وأضاف المصدران أن سيادة كل من البلدين، وهما الوحيدان اللذان يملكان أسلحة نووية في أوروبا، في اللجوء إلى السلاح النووي ستبقى كاملة، لكن "أي خصم يهدد المصالح الحيوية للمملكة المتحدة أو فرنسا قد يواجه بالقوة النووية للبلدين".
وقالت إيلوييز فاييه، الباحثة في القضايا النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري) لوكالة فرانس برس "إنها فعلا خطوة إضافية بدرجة غير مسبوقة من التنسيق على المستويين العسكري والسياسي".
- "تهديد خطير" -
كذلك، ينص الإعلان على أنه "ليس من تهديد خطر لأوروبا من شأنه عدم إثارة رد فعل من البلدين"، من دون تحديد طبيعة هذا الرد، في رسالة واضحة إلى موسكو، في وقت تخشى الكثير من دول أوروبا الشرقية طموحات توسعية روسية محتملة.
وبالإضافة إلى الجانب النووي، يتوقّع أيضا أن يعلن ستارمر وماكرون تسريع برنامج صواريخ كروز سكالب/ستورم شادو المشترك، مع طلبات جديدة لمجموعة "إم بي دي إيه"، وكذلك مرحلة جديدة من مشروع لصواريخ كروز المستقبلية والصواريخ المضادة للسفن والتي تأخّر تطويرها بعض الشيء.
وكان الجانبان اتفقا على إنشاء قوة عسكرية فرنسية بريطانية مشتركة بموجب اتفاقات لانكستر هاوس التي تؤطر التعاون العسكري بين الجانبين منذ العام 2010.
وستستخدم هذه الاتفاقات الآن لتشكيل "أساس" تحالف الراغبين الذي أطلقته باريس ولندن مطلع العام 2025، والذي يجمع حوالى 30 بلدا ملتزما تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا وضمان وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.
وهذه القوة التي من المقرر نشرها في أوكرانيا بمجرد سريان وقف إطلاق النار، ستحشد المزيد من القوات، ما يصل إلى 40 ألف جندي، ويمكن توسيعها لتشمل شركاء آخرين، بحسب الإليزيه.
ويشارك ستارمر وماكرون الخميس في اجتماع عبر الفيديو حول أوكرانيا يضم خصوصا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس.
وأفاد قصر الإليزيه بأن ممثلين للإدارة الأميركية سيشاركون مبدئيا، فيما شدد دونالد ترامب لهجته تجاه روسيا وهدد بفرض عقوبات جديدة وتقديم معدات عسكرية إضافية للأوكرانيين.