معاريف: إسرائيل إزاء سوريا… "فرصة قائمة" لمصالحة الشرع أم ننتظر ترامب والمجهول؟

2025-07-09

النظام السوري الجديد لا يسيطر بشكل فاعل على كل أراضي الدولة (ا ف ب)لقد غير انهيار نظام الأسد في سوريا صورة الوضع الإقليمية؛ فمنذ صعود أحمد الشرع إلى الحكم ازدادت التوقعات باختراق بين سوريا وإسرائيل. الظروف الحالية على الأرض معقدة جداً وتستوجب تفكيراً معمقاً عما يمكن وينبغي تحقيقه، في ظل الامتناع عن خطوات متسرعة من شأنها أن تضر في سياق الطريق.

النظام السوري الجديد لا يسيطر بشكل فاعل على كل أراضي الدولة. الشرع يبدي براغماتية مبهرة، لكن يتعين عليه الجسر بين الأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية، وقدرته على تنفيذ المطلوب. وإن تدخل لاعبين خارجيين (تركيا، إسرائيل) يشكل تحدياً حقيقياً. وبالطبع، تحتاج سوريا إلى عملية إعمار هائلة. ومع ذلك، فإن روح الأسرة الدولية ملت نظام الأسد، ولهذا استقبلت النظام الجديد بأذرع مفتوحة. خروج إيران من سوريا حظي بإجماع شبه عالمي، عُزي كثيراً لصالح الشرع. والرئيس ترامب، في سلوك غير تقليدي، غير السياسة بجرة قدم، وعانق الشرع.

هذه العوامل، إلى جانب الخريطة الإقليمية الجديدة التي لا تزال في مسيرة إعادة تصميم، طرحت الإمكانية لتحقيق اتفاق بين سوريا وإسرائيل. كيف، إذن، يمكن تحقيق مثل هذا الاتفاق؛ فمن جهة حذار تفويت الفرصة الناشئة، ومن جهة أخرى عدم القفز أكثر مما ينبغي؟

في بداية الحرب الأهلية في سوريا، طرحت إسرائيل سؤالاً: هل نفضل استمرار حكم الأسد (“الشيطان المعروف”) أم البدائل المعارضة؟ فضلت إسرائيل الإبقاء على النظام. أدى هذا القرار إلى تفضيل “سوريا ضعيفة” عديمة القيادة الفاعلة. وهذا يستوجب أن توضح إسرائيل إذا بقي هذا المفهوم على حاله؟

ثمة مسألة أخرى تتعلق بشخصية الشرع. الشكوك في شأنه مفهومة، لكنها تستوجب قراراً: هل نرخي له الاستمتاع بالشك والتأييد الواسع الذي يحظى به في الساحة الدولية والعمل لتعزيز حكمه بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية؟ هل يعد إنجاز طموح كاتفاق سلاح (بدون هضبة الجولان)، أو الانضمام لمظلة اتفاقات إبراهيم، أمراً يخدم الشرع في مسيرة تثبيت حكمه، ثم المصلحة الإسرائيلية، أم تعرضه للمصاعب؟

بعض من الأسئلة سيلقى جواباً ما في أثناء زيارة نتنياهو لواشنطن. في كل حل، من المهم أن تقترح إسرائيل منحى مسؤولاً، يتضمن بضعة بنود: تعهد متبادل للعودة إلى اتفاق الفصل في 1974 بما في ذلك جدول زمني وضمانات ضرورية تتيح انسحاباً إسرائيلياً إلى خط الحدود الملزم، واتفاق على إقامة آلية ثلاثية إسرائيلية – سورية – أمريكية، توصل إلى توافقات بشأن “احترام سيادة الدولتين”؛ وإعلان مشترك بشأن تطلع الدولتين إلى وقف حالة الحرب وتبني مسار متفق عليه لعلاقات سلام؛ والتزام أمريكي تجاه سوريا ولبنان لتسوية ترسيم الحدود البرية بينهما بشكل يسمح بحل الخلاف الحدودي الإسرائيلي – اللبناني؛ واتفاق على تشجيع الحوار غير الرسمي بين الجمهور في إسرائيل وسوريا؛ والدفع قدماً بخطوات لبناء الثقة في المستوى الإنساني أو الاقتصادي.

 

ميخائيل هراري

معاريف 9/7/2025









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي